الصين.. التراجع السكاني الحاد يعصف بمؤسسات تعليم الأطفال

time reading iconدقائق القراءة - 5
أطفال صينيون في قاعة الشعب الكبرى ببكين. 15 يناير 2025 - Reuters
أطفال صينيون في قاعة الشعب الكبرى ببكين. 15 يناير 2025 - Reuters
دبي -الشرق

شهد عدد الأطفال المسجلين في رياض الأطفال بالصين تراجعاً حاداً بنسبة 25% خلال السنوات الأربع الماضية، مما أدى إلى إغلاق عشرات الآلاف من دور الحضانة، في وقت يعاني فيه النظام التعليمي من آثار التراجع السكاني الحاد في البلاد.

ووفق لبيانات وزارة التعليم الصينية، انخفض عدد الأطفال المسجلين برياض الأطفال بمقدار 12 مليون طفل بين عامي 2020 و2024، بعدما بلغ ذروته عند 48 مليون طفل.

كما انخفض عدد مؤسسات رياض الأطفال، التي تخدم الأطفال الصينيين بين سن 3 و5 سنوات، بنحو 41 ألفاً و500 مؤسسة من أعلى مستوى لها والذي بلغ حوالي 295 ألفاً في عام 2021، وفق "فاينانشيال تايمز". 

انخفاض هائل

وقال ستيوارت جيتل-باستن، مدير مركز علوم الشيخوخة في جامعة هونج كونج للعلوم والتكنولوجيا، إن انخفاض التسجيلات "أصبح أمراً واقعاً في النظام، ولن يتغير". وأضاف أن الانخفاض في عدد المواليد مقارنة بما كان عليه قبل خمس أو عشر سنوات "هائل". 

ويُعد تقلص نظام التعليم المبكر في الصين مؤشراً مبكراً على التحديات التي ستواجه صناع السياسات والشركات في ظل التراجع الديموجرافي الحاد في البلاد، والذي يُتوقع أن يكون من الأسرع على مستوى العالم، بحسب "فاينانشيال تايمز". 

وسجلت الصين، ثلاث سنوات متتالية من انخفاض عدد السكان حتى عام 2024، وذلك بعد عقود من تطبيق سياسة الطفل الواحد التي انتهت في عام 2016.

ورغم ارتفاع عدد المواليد في العام الماضي بمقدار نحو 520 ألف مولود ليصل إلى 9.3 مليون، بعد وصوله إلى أدنى مستوى له في 2023، إلا أن عدد الوفيات لا يزال يفوق عدد المواليد، كما انخفض عدد الولادات إلى النصف تقريباً مقارنة بذروته في عام 2017، والتي بلغت 17.9 مليون. 

وفي مدينة جينخوا بمقاطعة تشجيانج الساحلية المزدهرة، قررت تشوانج يانفانج، وهي معلمة وصاحبة ثلاث مدارس رياض أطفال، تحويل إحدى مؤسساتها، التي كانت تضم سابقاً 270 طفلاً، إلى دار رعاية للمسنين تضم 42 سريراً، وذلك في عام 2023. 

وقالت تشوانج: "مع تراجع معدلات المواليد، انخفض عدد المسجلين"، مضيفة أنها تقدر أن "90% من رياض الأطفال الخاصة قد أُغلقت" في المجتمع الذي يشهد تسارعا في الشيخوخة.

ورغم أنها وسّعت الخدمتين المتبقيتين لتشمل رعاية الأطفال بدءاً من عمر 10 أشهر، إلا أنها لا تشعر بالتفاؤل. فهاتان المؤسستان تضمان معاً حوالي 150 طفلاً فقط، مقارنةً بأكثر من ألف طفل قبل بضع سنوات.

فرصة للإصلاح؟

يرى بعض الخبراء أن التراجع الديموجرافي قد يفتح الباب أمام إصلاحات في النظام التعليمي الصيني. ويقترح جيتل-باستن أن تستغل بكين الوفورات الناتجة عن انخفاض عدد الطلاب لتحسين جودة التعليم، من خلال توسيع مرافق رعاية الرضع، وصولاً إلى تعزيز الاستثمار في الجامعات.

كما دعا إلى إعادة النظر في نظام "جاوكاو"، وهو امتحان القبول الجامعي الصيني الشاق، والذي يُعد حاسماً في تحديد فرص الطلاب في الالتحاق بأفضل الجامعات.

وقال: "كل هذه الجوانب بحاجة إلى إصلاح لتمكين هذا الجيل الجديد الأصغر سناً والأكثر تعليماً والأكثر صحة من الازدهار".  لكنه أشار إلى أن التحدي الأصعب يتمثل في ما يجب فعله بالبنية التحتية التعليمية الهائلة، من مبان وممتلكات، التي أصبحت تحت طاقة الاستيعاب الفعلية بكثير.

وحتى تشوانج، التي انتقلت إلى مجال رعاية المسنين، تواجه تحديات في التحول الجديد. فدار المسنين التي أنشأتها تضم حالياً 16 شخصاً فقط، رغم أنها تقدم خدمات اجتماعية ومقصفاً لنحو 200 متقاعد في المجتمع.

وقالت إن معظم كبار السن يفضلون العيش مع أفراد الأسرة الأصغر سناً، ولن ينتقلوا إلى دور الرعاية إلا كخيار أخير، "خصوصاً إذا كانوا في حالة صحية جيدة".

وختمت قائلة: "نحن نحاول إيجاد طريقة للصمود خلال السنوات المقبلة. البعض قد يختار الإغلاق التام... لكننا نأمل أن نواصل العمل، بدافع الوفاء لما مضى". 

تصنيفات

قصص قد تهمك