إسبانيا تعلن انتهاء ثوران بركان "جزر الكناري"

time reading iconدقائق القراءة - 5
ثوران بركان جزيرة لا بالما الإسبانية - 19 ديسمبر 2021 - AFP
ثوران بركان جزيرة لا بالما الإسبانية - 19 ديسمبر 2021 - AFP
مدريد-أ ف ب

أعلنت إسبانيا رسمياً، السبت، انتهاء ثوران بركان كومبري فييخا في جزيرة لا بالما، بعد نشاط استمر أكثر من 3 أشهر أحدث خلالها أضراراً جسيمة.

وأعلن خوليو بيريز مدير خطة الطوارئ البركانية لجزر الكناري (بيفولكا)، في مؤتمر صحافي السبت "اليوم يمكن للجنة العلمية أن تقول إن الانفجار البركاني انتهى". 

وأضاف: "لا توجد حمم بركانية ولا انبعاثات غازية كبيرة ولا هزّات أرضية شديدة"، مشيراً إلى أن هذا الثوران استمر "85 يوماً و18 ساعة" منذ 19 سبتمبر.

وتوجب على السلطات أن تنتظر 10 أيام متتالية، لم تُسجل خلالها أي علامة ظاهرة على نشاط بركاني، وهي المهلة المطلوبة وفقاً لعلماء، حتى تتمكن من إعلان نهاية ثوران البركان.

"خطر قائم"

واعتبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر تويتر أن هذه "أفضل هدية لعيد الميلاد"، مضيفاً: "سنواصل العمل سوياً، مع جميع المؤسسات لإحياء جزيرة لا بالما الرائعة وإصلاح الأضرار التي لحقت بها".

ويعد كومبري فييخا الآن في حالة سبات بعد أن تجمدت سيول حممه السوداء وغطت المنطقة طبقة من الرماد الأسود.

ومن المرتقب أن يستغرق الأمر سنوات، إن لم يكن عقداً، لتنظيف المساحات المتضررة وإعادة بنائها واستصلاحها.

وحذّر بيريز من أن "انتهاء الانفجار البركاني لا يعني أنه لم يعد هناك خطر"، مضيفاً أن "المخاطر لا تزال قائمة"، إذ ستتواصل انبعاثات الغازات السامة وستستغرق الحمم البركانية وقتاً طويلاً لتبرد، علاوة على مخاطر حصول انهيارات أرضية.

ووسم النشاط البركاني تاريخ لا بالما ذات المنشأ البركاني، على غرار الجزر الست الأخرى في أرخبيل الكناري الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا.

"لا وفيات"

ومع ذلك، كان هذا أطول ثوران بركاني شهدته الجزيرة والأول منذ 50 عاماً، بعد ثوران بركان سان خوان في عام 1949 وتينيغويا في عام 1971. 

وعلى الرغم من مدته ومشاهد تدفق الحمم البركانية المذهلة، لم يسفر البركان عن سقوط ضحايا لكنّه تسبب في أضرار جسيمة مع إجلاء أكثر من 7 آلاف شخص، لا يزال 500 منهم يقيمون في الفنادق، وتدمير أكثر من 3000 آلاف مبنى. 

غطت الحمم البركانية 1219 هكتاراً من مساحة الجزيرة وجرفت كل شيء في طريقها قبل أن تصب في المحيط الأطلسي، حيث تصلّبت عند ملامسة الماء وشكّلت شبه جزيرتين، ما زاد مساحة الجزيرة 43,5 هكتار، وفقاً لبيانات أعلنتها السلطات المحلية السبت.

ولن ينسى سكان لا بالما البالغ عددهم 83 ألف نسمة، الهزات الأرضية ولا تساقط الرماد ولا الغازات السامة أو الدخان المنبعث من فوهة البركان الذي أجبرهم أحياناً على الاختباء لعدّة أيام. 

إعادة البناء

وشُلت الحركة ثلاثة أشهر، مع توقف الملاحة الجوية وإغلاق مطار لا بالما، في هذه الجزيرة الصغيرة التي تعتمد بشكل كبير على السياحة.

كما أضرت الحمم البركانية بالمساحات المزروعة بالموز، علماً أن هذا القطاع يشكّل مصدراً أساسياً لفرص العمل في الجزيرة ولاقتصادها، حيث يمثل 50% من الناتج المحلي الإجمالي.

وتشغل الأراضي الزراعية 10% من مساحة الجزيرة البالغة 70 ألف هكتار، 43 بالمئة منها للموز، بحسب الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي في لا بالما.

وقدرت السلطات المحلية السبت حجم الأضرار بنحو 900 مليون يورو.

وتعهدت الحكومة الإسبانية بتقديم مساعدات قدرها 225 مليون يورو تهدف على وجه الخصوص إلى بناء مساكن وشراء الاحتياجات الضرورية، فضلاً عن تقديم دعم المباشر للمزارعين والصيادين.

كما دعت مدريد المفوضية الأوروبية إلى تفعيل صندوق التضامن الأوروبي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات