بعد مرور أكثر من شهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، بلغ عدد النازحين الأوكرانيين نحو 3.8 مليون شخص، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
وبينما يبدو الرقم بعيداً من تقييم الجيش ومجمع الاستخبارات الأميركية الذي توقع قبل أيام من بدء الغزو نزوح نحو 5 ملايين شخص من أوكرانيا، فإن عدد اللاجئين الأوكرانيين يبقى مرشحاً للارتفاع مع استمرار الحرب.
وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يصل عدد النازحين من أوكرانيا 4 ملايين، لكنها أشارت إلى أن المعدلات اليومية للنازحين تتضاءل بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة.
وحتى صباح الثلاثاء، فرّ 3 ملايين و866 ألفاً و242 شخصاً من أوكرانيا منذ بداية الغزو بحسب المفوضية، التي توضح أن المعدل اليومي للفارين انخفض إلى ما دون 50 ألفاً في الفترة الأخيرة، بعدما كان يتجاوز 100 ألف قبل 22 مارس.
إلى أين يفرّ اللاجئون؟
بحسب خريطة تفاعلية لمفوضية شؤون اللاجئين خاصة بتتبع النازحين الأوكرانيين، فإن معظم اللاجئين عبروا الحدود الأوكرانية إلى بولندا ومولدوفا وسلوفاكيا والمجر ورومانيا، بالإضافة إلى بيلاروسيا وروسيا.
ويشار إلى أن عدداً كبيراً من اللاجئين الأوكرانيين الذين يصلون إلى المجر وبولندا وسلوفاكيا، التي تعد جزءً من منطقة شينجن، ينتقلون إلى دول أخرى داخل المنطقة الأوروبية، أو إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي تمنح اللجوء للأوكرانيين.
بولندا
تستضيف بولندا وحدها أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين فروا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أي حوالى 6 من كل 10 لاجئين.
فمنذ 24 فبراير، دخل 2.293.833 لاجئاً إلى بولندا حتى 27 مارس، بحسب آخر تعداد للمفوضية.
وقبل الأزمة، كانت بولندا تستقبل حوالى 1.5 مليون أوكراني جاء معظمهم للعمل في البلد العضو في الاتحاد الأوروبي.
رومانيا
بحسب آخر تعداد لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين، فإن 595.868 شخصاً لجأوا إلى رومانيا، حتى 27 مارس. ويقرر العديد من اللاجئين متابعة طريقهم إلى دول أخرى.
مولدوفا
استقبلت مولدوفا 383.627 لاجئاً، وفقاً لإحصاءات مفوضية اللاجئين التي تشمل 27 مارس.
وبعد وصولهم إلى مولدوفا الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة وهي من الأفقر في أوروبا، يواصل قسم من اللاجئين طريقهم إلى رومانيا أو المجر، غالباً للانضمام إلى أفراد من أسرهم.
المجر
بحسب آخر تعداد للمفوضية، فإن حوالي 354.041 أوكرانياً دخلوا المجر حتى 27 مارس. وتضم البلاد 5 مراكز حدودية مع أوكرانيا.
سلوفاكيا
تؤكد مفوضية اللاجئين أن 275.439 أوكرانياً عبروا إلى سلوفاكيا حتى 27 مارس، فيما قالت السلطات المحلية إن 3427 آخرين دخلوا البلاد يوم 27 مارس. وبذلك يبلغ إجمالي عدد الوافدين إلى البلاد 282.886 شخصاً منذ بدء الحرب.
بيلاروسيا
استقبلت بيلاروسيا 9075 شخصاً منذ بدء الحرب وحتى 27 مارس، بحسب مفوضية اللاجئين.
روسيا
لجأ حوالى 271.254 شخصاً من أوكرانيا إلى روسيا بحلول 22 مارس، بحسب المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.
وتشير المفوضية إلى أن 113 ألف شخص عبروا الحدود الروسية، قادمين من منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا بين 21 و23 فبراير.
ما وضعية اللاجئين القانونية في بلدان الاستقبال؟
اضطرت عدد من الدول لسن إجراءات قانونية جديدة من أجل استقبال اللاجئين الأوكرانيين بشكل طارئ، إذ أقرت دول إجراءات "الحماية المؤقتة"، فيما أعلنت دول أخرى عن برامج تتيح لمواطنيها استقبال الأوكرانيين في منازلهم، فضلاً عن برامج "للهجرة الطارئة".
الاتحاد الأوروبي
منذ بداية تدفق اللاجئين الأوكرانيين، اعتمد المجلس الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي قراراً في مطلع مارس بتفعيل "آلية الحماية المؤقتة"، الذي اقترحته المفوضية الأوروبية.
وكان الاتحاد الأوروبي طرح هذه الآلية في 2001 استجابة للنزاع في يوغوسلافيا السابقة، من دون استخدامها أبداً.
وتنص على منح حماية مؤقتة في حالة التدفق الجماعي للنازحين، وتشتمل على تدابير لتوزيعهم بين دول الاتحاد الأوروبي.
وبعد تفعيل الآلية أصبح بإمكان اللاجئين الأوكرانيين الحصول على تصريح إقامة لمدة عام قابل للتجديد، يخول لهم التنقل بحرية داخل دول الاتحاد الأوروبي مع إمكانية العمل في أي من دول التكتل.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن إجراءات إضافية لمساعدة الدول الأعضاء مادياً في ضمان حصول هؤلاء اللاجئين الأوكرانيين على حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية والإسكان والتوظيف.
وبحسب موقع الاتحاد الأوروبي، يمكن للمفوضية الأوروبية أن تقترح على المجلس الأوروبي في أي وقت إنهاء الحماية المؤقتة على أساس أن الحالة في أوكرانيا تسمح بالعودة الآمنة والدائمة لمن مُنِح الحماية المؤقتة، أو تمديدها لمدة سنة أخرى إذا اعتُبرت الفترة الأولية غير كافية للسماح للدول الأعضاء المعنية بإدارة الوضع بفعالية أو لعودة الأشخاص الذين يتمتعون بحماية مؤقتة إلى أوكرانيا بأمان.
المملكة المتحدة
عند بداية الغزو الروسي، أعلنت المملكة المتحدة عن برنامج يمكّن الأوكرانيين من التقدم بطلب الحصول على تأشيرة هجرة عائلية إذا كان أحد أفراد الأسرة المباشرين مواطناً بريطانيا يعيش عادة في أوكرانيا.
هذا الأمر أثار انتقادات من قبل الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر أن المملكة المتحدة لا تقوم بما يكفي لاستقبال الفارّين من الحرب، لتقرر بعد ذلك الحكومة البريطانية اعتماد خطة جديدة في 13 مارس تتيح إيواء اللاجئين الأوكرانيين لدى بريطانيين لمدد تصل إلى 3 سنوات.
الخطة أطلقت عليها الحكومة تسمية Homes for Ukraine (منازل من أجل أوكرانيا) سيتيح لـ"عشرات الآلاف" من الأشخاص العمل والاستفادة من الرعاية الصحية والتعليم.
بموجب الخطة يحصل البريطانيون الذين يقررون استضافة لاجئين أوكرانيين على 350 جنيهاً (418 يورو) شهرياً ويجب أن يلتزموا بإيواء هؤلاء اللاجئين لمدة 6 أشهر على الأقل.
الولايات المتحدة
حذت الولايات المتحدة حذو الاتحاد الأوروبي، إذ أعلنت في 4 مارس منح الأوكرانيين الموجودين على أراضيها وضع "الحماية المؤقتة" الذي يمنع ترحيلهم ويعطيهم الحقّ في العمل.
وتصل مدة الحماية المؤقتة في الولايات المتحدة إلى 18 شهراً مقابل 12 شهراً في الاتحاد الأوروبي، بحسب وزارة الأمن الداخلي الأميركية.
وقالت الوزارة، في بيان، إنه بإمكان الأوكرانيين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة قبل 1 مارس فقط الاستفادة من هذا الإجراء. وبالتالي لا ينطبق على من فرّوا من أوكرانيا بعد ذلك التاريخ.
وفي مواجهة ضغوط متزايدة لبذل المزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين، أعلن البيت الأبيض في 24 مارس، عن خطط لاستقبال ما يصل إلى 100 ألف أوكراني وسواهم ممن فروا من العدوان الروسي من خلال مجموعة كاملة من المسارات القانونية، ومن بينها البرنامج الأميركي لاستقبال اللاجئين.
كندا
خلال بداية الغزو تعهدت حكومة كندا بإعطاء الأولوية لطلبات الهجرة من أوكرانيا، لكنها رفضت مطالب المعارضة برفع التأشيرة على الأوكرانيين.
وفي 17 مارس أطلقت الحكومة برنامجاً جديداً للهجرة يتيح منح الأوكرانيين الفارين من الحرب تصاريح إقامة مؤقتة لمدة تصل إلى 3 سنوات.
أثناء إقامتهم في البلاد، سيستفيد الأوكرانيون من تصريح عمل وتصريح دراسة بالإضافة إلى الحصول على الرعاية الصحية.
وفي كيبيك، سيتمكنون من استخراج بطاقة التأمين الصحي الحكومية ورخصة القيادة وخدمات رعاية الأطفال المدعومة، بحسب "راديو كندا".
إسرائيل
بعد أيام قليلة من بداية الغزو الروسي، أعلنت إسرائيل أواخر فبراير تفعيل عملية "الهجرة الطارئة" من أوكرانيا إلى إسرائيل، بهدف استقبال نحو 10 آلاف يهودي أوكراني.
وتوافد الآلاف من الأوكرانيين إلى إسرائيل منذ بدء الغزو الروسي، ما دفع وزارة الداخلية إلى فرض شروط مسبقة مشددة على الوافدين من أوكرانيا، ضمنها أن يكون لهم أفراد من عائلاتهم في إسرائيل.
وفي 16 مارس الماضي قضت محكمة تل أبيب المركزية بمنع وزارة الداخلية من طرد اللاجئين القادمين من أوكرانيا أو مطالبتهم بالوفاء بشروط مسبقة قبل وصولهم إلى إسرائيل.
ومنذ بدء الغزو وحتى صدور قرار المحكمة، كان أكثر من 9 آلاف و100 أوكراني قد وصلوا إلى إسرائيل، وفق بيانات وزارة الهجرة الإسرائيلية. نحو 5 آلاف و600 منهم يخالفون شروط الهجرة إلى إسرائيل.
روسيا
بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن كل اللاجئين الأوكرانيين الذين عبروا إلى روسيا هم قادمون من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وأفادت قناة "روسيا اليوم" الرسمية بأن اللاجئين من دونيتسك ولوغانسك يحصلون على 10 آلاف روبل، وتوفر لهم " الأغذية الدافئة وكل المستلزمات الأساسية، بما في ذلك المساعدات الطبية لهم".
بيلاروسيا
أفادت وسائل إعلام بيلاروسية بأن معظم الأوكرانيين الذين نزحوا عبر الحدود بين البلدين، لديهم أقارب في بيلاروسيا.
غير أن الحكومة البيلاروسية تقول إنها لا تشترط أن يتوفر اللاجئون على أقارب في بيلاروسيا من أجل الحصول على حق اللجوء، مشيرةً إلى أن كل الأوكرانيين لهم الحق في البقاء ببيلاروسيا والحصول على العمل والرعاية الصحية والتعليم.