الأوكرانيون غير مرحب بهم في المجر.. واتهامات لسياسة أوربان

time reading iconدقائق القراءة - 6
لاجئون أوكرانيون في مركز للاجئين بالعاصمة المجرية بودابست - 5 مايو 2022 - AFP
لاجئون أوكرانيون في مركز للاجئين بالعاصمة المجرية بودابست - 5 مايو 2022 - AFP
بودابست-أ ف ب

وصلت كريستينا نوفيتسكا إلى بودابست آتية من كييف، بعد أسبوع من بدء الغزو الروسي لبلادها في 24 فبراير، وهي على عجلة من أمرها لمغادرة المجر، التي لا يدعم رئيس وزرائها فيكتور أوربان أوكرانيا خلافاً للإجماع الأوروبي في هذا الملف.

وقالت مصممة الأزياء البالغة من العمر 39 عاماً، والتي التقت بها وكالة "فرانس برس" في "Workshop" وهو مركز للاجئين افتتحه أحد سكان العاصمة: "أحب هذا البلد وشعبه لكنني أعرف رأي الحكومة فينا".

طوال رحلتها التي امتدت على مدى ألفي كيلومتر وقطعتها مع ابنتها البالغة من العمر عامين، عبر مولدوفا ورومانيا، تروي كريستينا التضامن مع أوكرانيا الذي شعرت به، إلى أن وصلت إلى الحدود المجرية.

وأضافت: "لم نلقَ أي ابتسامة من حرس" الحدود، آملة أن تتمكن من الانتقال قريباً إلى وجهة تلقى فيها ترحيباً أكبر.

زيارة قصيرة

منذ بداية النزاع لم يكفَّ أوربان المعادي صراحة للمهاجرين عن الإشادة بالاستقبال الذي خصصه للاجئين الأوكرانيين الذين بلغوا في بلاده أكثر من 620 ألفاً وفقاً لأرقام الأمم المتحدة. وهو قومي يعادي صراحة المهاجرين، لكنه مستعد لدعم الذين يواجهون أوضاعاً صعبة عند حدوده. 

ويغادر معظم اللاجئين المجر بسرعة، إذ طالب 20 ألفاً فقط ممن وصلوا بوضع "الحماية الموقتة" للوصول إلى الخدمات الصحية وفقاً للبيانات الرسمية.

في مركز  Workshop الضخم الذي تديره الدولة ببودابست، يشعر المتطوعون بالملل. في صفوف اللاجئين القلائل، تنوي آنا شوماك (53 عاماً) المغادرة في اليوم التالي "إلى ألمانيا ثم كندا" حيث لديها "أقارب".

ويعتبر وجود الأقارب واللغة المشتركة وفرص العمل عوامل رئيسية في اختيار البلد لبدء حياة جديدة فيه وفقاً لمنظمات غير حكومية.

لكن شأنها في ذلك شأن كريستينا، تشعر أنيا يلينا بأنه غير مرحب بها، وتقول "الأوكرانيون يشعرون بعدم الارتياح هنا"، على حد قول مصممة الرقص المتحدرة من كييف.

هجوم على زيلينسكي 

تقول الشابة البالغة من العمر 25 عاماً، والتي التحقت بشقيقها في بودابست وتريد العودة إلى أوكرانيا "في أقرب فرصة"، "المشكلة هي أن أوربان مؤيد لروسيا واللاجئون يتحدثون باستمرار عن أنه لا يريد مساعدة أوكرانيا".

خلال فترة حكمه المستمرة منذ 12 عاماً، أصبح فيكتور أوربان قريباً من فلاديمير بوتين. ورغم تصويته منذ بداية النزاع لصالح العقوبات إلى جانب شركائه في الاتحاد الأوروبي، حرص على "البقاء خارج" الحرب.

وبرفضه تسليم أسلحة لأوكرانيا وعرقلة مشروع الحظر الأوروبي على النفط الروسي، أراد المسؤول المجري البالغ من العمر 58 عاماً إثبات تميزه. حتى إنه هاجم كلامياً الرئيس فولوديمير زيلينسكي عندما طلب منه الأخير "اختيار معسكره".

وتساهم وسائل الإعلام الموالية للحكومة في إشاعة هذه الأجواء، من خلال التقليل من شأن فظائع الحرب التي ترتكب في أوكرانيا ودعم خط الكرملين.

نتيجة لذلك، تظهر استطلاعات الرأي قلة تعاطف الرأي العام المجري مع مصير الأوكرانيين. وخلافاً لبولندا والتشيك، لم يتم تنظيم أي تظاهرة ضخمة دعماً لأوكرانيا في بودابست.

نظام اللجوء

أججت الحرب خلافات قديمة بين كييف وبودابست التي تندد منذ سنوات بالتمييز والاندماج اللغوي القسري للشتات المجري في أوكرانيا.

بالإضافة إلى هذه التوترات، تشير المنظمات غير الحكومية إلى تداعيات السياسة التي يتبعها فيكتور أوربان منذ سنوات.

في ظل حكمه انتهجت المجر سياسة انطوائية، وأقامت حواجز عند حدودها وأبعدت المهاجرين وفرضت قيوداً على تقديم طلبات اللجوء في السفارات في الخارج.

ومع أنها فتحت الأبواب في شمال شرق البلاد أمام الأوكرانيين وخففت القواعد المطبقة بشأنهم، لكن في الجنوب لا تزال الحدود من صربيا وكرواتيا مغلقة.

لقد تم "تدمير" نظام اللجوء لثني اللاجئين عن القدوم على حد قول إنيكو باكوني من لجنة هلسنكي المجرية. ويضيف: "الخبرة التي كان يتمتع بها موظفو الهجرة أو المترجمون الفوريون على سبيل المثال لم تعد موجودة".

ويوضح: "لكن اللاجئين بحاجة إلى الاطمئنان لمستقبلهم. فهم يحتاجون إلى مجموعة من الخدمات لمساعدتهم على الاندماج وجعل المجر ديارهم الجديدة".

تصنيفات