انتقادات حادة لشرطة لندن بعد إقرار أحد عناصرها بارتكاب 24 عملية اغتصاب

time reading iconدقائق القراءة - 5
لافتة شرطة لندن "متروبوليتان" جنوب العاصمة البريطانية. 17 يناير 2023 - AFP
لافتة شرطة لندن "متروبوليتان" جنوب العاصمة البريطانية. 17 يناير 2023 - AFP
لندن -أ ف ب

تعرّضت شرطة لندن لانتقادات حادة بعد اعتراف أحد عناصرها، الاثنين، بارتكابه خلال 17 عاماً، 24 عملية اغتصاب، وعدداً من الاعتداءات الجنسية، وهو ما وصفته النيابة العامة بأنه "من أكثر القضايا إثارةً للصدمة" بين تلك المتعلقة بأحد عناصر الشرطة.

وقالت مساعدة قائد الشرطة باربرا جراي: "باسم شرطة منطقة لندن، أتقدم باعتذاري للنساء اللواتي اعتدى ديفيد كاريك عليهنّ"، مشيرةً إلى أنه "كان من المفترض أن نكتشف ممارساته، ولأننا لم نفعل ذلك فوّتنا فرصة تسريحه" من الشرطة.

وأمام إحدى محاكم لندن، أقرّ ديفيد كاريك (48 عاماً)، الاثنين، بذنبه في 4 جرائم اغتصاب. وكان اعترف في 13 ديسمبر بمسؤوليته عن 43 جريمة بينها 20 حالة اغتصاب إضافة إلى اعتداءات جنسية ارتكبها بين عامي 2003 و2020.

قضية سارة إيفرارد

وأحيت هذه القضية ذكرى وفاة سارة إيفرارد (33 عاماً) التي أحدثت صدمة في البلاد، في مارس 2021، عندما قام الشرطي واين كوزينز باغتصابها وقتلها، بعدما خطفها عقب تقييد يديها في اعتقال زائف.

وحُكم على الشرطي بالسجن مدى الحياة، فيما اتُّهمت الشرطة بتجاهل مؤشرات مقلقة في شأن سلوك المجرم.

وكان كاريك آنذاك واحداً من عناصر وحدة شرطة العاصمة المسؤولة عن أمن البرلمان والدبلوماسيين، والتابعة لشرطة منطقة لندن وشرطة لندن. وأوقف في أكتوبر 2021 ووجهت له أول تهمة بالاغتصاب.

وقال كبير المحققين إيان مور من أمام المحكمة: "بما أنّ القضية حظيت باهتمام وسائل الإعلام، ظهر عدد من الضحايا الجدد(...) وكان لشهاداتهنّ تأثير قوي جداً. وأبدى توقعه ظهور مزيد من الضحايا بهذه القضية.

واعترف كاريك باغتصابه 9 نساء بعضهنّ بصورة متكررة، مدى شهور وحتى سنوات.

وكان الشرطي يحتجز بعض ضحاياه داخل خزانة صغيرة تحت درج منزله لساعات دون توفير الطعام لهنّ، وكان يسيطر على أموالهنّ ويعزلهنّ عن أقاربهنّ.

وقال إيان مور إنه "كان يحبّ إذلال ضحاياه واستخدم منصبه المهني لجعلهنّ يدركن ألا جدوى من طلب المساعدة، لأنّ أحداً لن يصدق أقوالهنّ".

مراجعة قضايا سابقة 

وأظهر التحقيق أن كاريك كان موضوع اتهامات عدة بالعنف منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، دون أن يتسبب ذلك في إطلاق المسؤولين عنه، تحقيقاً شاملاً.

وقدمّ رئيس شرطة منطقة لندن مارك رولي، اعتذاره عن جرائم كاريك، مشيراً إلى أنّ الأخير مارس هذه التصرفات بسبب "قصور في نظام الشرطة". وأضاف: "لقد فشلنا وأنا آسف لذلك. ما كان ينبغي أن يكون ديفيد كاريك عنصراً في الشرطة".

وأعلنت شرطة منطقة لندن، مراجعة 1633 حالة اعتداء جنسي أو عنف منزلي، تتعلق بأكثر من ألف عنصر في الشرطة على مدى السنوات العشر الماضية، لاتخاذ القرارات المناسبة.

"اشمئزاز كبير" 

وقال الناطق باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك: "يتعين على الشرطة تسريح هؤلاء العناصر لاستعادة ثقة البريطانيين التي تبددت بسبب قضايا مماثلة لتلك المرتبطة بكاريك".

وأعرب رئيس بلدية لندن صادق خان عن شعوره بـ"اشمئزاز كبير جراء الجرائم البشعة التي ارتكبها ديفيد كاريك"، مطالباً بـ"الرد على تساؤلات جدية عن كيفية استطاعته استخدام منصبه بصورة سيئة".

وفي نوفمبر الماضي، سلط تقرير، الضوء على ثغرات في عمليات تجنيد عناصر الشرطة، كاشفاً حجم السلوك المعادي للنساء والمتحيّز ضدّهن والذي ينطوي حتى على تحرش جنسي.

وقال رئيس أجهزة الرقابة في الشرطة مات بار: "من السهل جداً على الأشخاص السيئين الانضمام إلى الشرطة والبقاء فيها".

وبما أنّ دكاريك أقرّ بذنب، لن تنعقد محاكمة في هذه القضية، بل ستُعقد جلسة للنطق بالحكم الذي سيصدر في حقه بدءاً من السادس من فبراير المقبل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات