الأردن عن غارة جوية تقتل مهرب مخدرات في سوريا: تجارة تهدد المنطقة والعالم

time reading iconدقائق القراءة - 6
دورية شرطة أردنية عند معبر جابر الحدودي قرب الحدود السورية. 15 أكتوبر 2018 - REUTERS
دورية شرطة أردنية عند معبر جابر الحدودي قرب الحدود السورية. 15 أكتوبر 2018 - REUTERS
بيروت -أ ف ب

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، إن تجارة المخدرات "تهديد كبير للأردن والمنطقة والعالم"، مشيراً إلى أن بلاده  "عندما تتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني أو مواجهة أي تهديد له، سنعلنها في وقتها المناسب"، وذلك رداً على سؤال بشأن غارة جوية استهدفت أحد تجار المخدرات في جنوب سوريا

وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي فوبكه هويكسترا في عمّان، أن الأردن كان الأكثر تأثراً بالأزمة السورية، وكان لابد من اتخاذ خطوات لحلها، لافتاً إلى أن قضية تجارة المخدرات تمت مناقشتها خلال اجتماع عمّان التشاوري مع الجانب السوري، من أجل تشكيل فريق أمني سياسي مشترك لمواجهة هذا الخطر.

ولقي مهرّب مخدرات بارز يُدعى مرعي الرمثان مع زوجته وأطفالهما مصرعهم، جراء غارة جوية، الاثنين، استهدفت منزلهم جنوبي سوريا، وذلك وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي قال إن الأردن نفّذ العملية، فيما لم تؤكد عمّان أو تنف تنفيذ الضربة.

وقال  الوزير الأردني إنه سيجري اتصالاً مع نظيره السوري فيصل المقداد، لترجمة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مباحثات عمان إلى آلية عمل.

كما أوضح أن "الأزمة السورية كان لها تداعيات كبيرة على المنطقة، وسببت كوارث عديدة"، لافتاً إلى أن منهجية إدارة الأزمة التي اعتمدت على السنوات الماضية لم تنتج إلا المزيد من الخراب والدمار والمعاناة للسوريين، والتهديدات لدول المنطقة وفي العالم أيضاً".

بدوره، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف الحنيطي، أن "القوات المسلحة ظلت حازمة في مواجهة مصفوفة معقدة من التهديدات، ومكافحة عمليات التهريب والتسلل المنظمة على حدودنا، وفق بيان للجيش الأردني".

وجاء ذلك خلال لقاء جمع اللواء الحنيطي رئيس هيئة الأركان المشتركة ومساعد وزير الدفاع الأميركي، سيليست والاندر، الاثنين، في العاصمة عمّان، على هامش انطلاق اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة "الأردنية الأميركية 43".

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الأردني إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة وكميات من الأسلحة والذخائر قادمة من الأراضي السورية.  

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن مصدر عسكري أردني، قوله إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت من خلال المراقبات الأمامية محاولة مجموعة من المهربين على الواجهتين الشمالية والشرقية اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.

وبين المصدر أنه وبعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة العسكرية الشرقية تم العثور على 1.2 مليون حبة "كبتاجون"، و500 كف حشيش، و400 شريط "جاليكا"، و5 أسلحة نارية نوع كلاشينكوف وكميات من الذخائر. 

"فرار مهربين آخرين"

وأفاد المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقراً، وله شبكة مصادر في كافة أنحاء سوريا عن "مصرع مرعي الرمثان وعائلته المؤلفة من زوجته وأطفاله جراء استهداف طيران حربي أردني" لمنزله في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي عند الحدود مع الأردن.

ويُعد الرمثان، وفق المرصد من "أبرز تجار المخدرات، ومن بينها الكبتاجون في المنطقة، والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن".

وتأتي هذه الغارة النادرة من نوعها داخل سوريا، بعد اجتماع في عمان مطلع الشهر الحالي، ضمّ وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية.

ونصّ بيانه الختامي وفق الخارجية الأردنية على "تعزيز التعاون بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية".

وجاء في البيان أن سوريا "ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تُنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب".

وقال ناشط في محافظة السويداء متابع لملف تهريب المخدرات، دون الكشف عن هويته "لم يكن بإمكان أحد تهريب أي شيء عبر الحدود من السويداء دون علم الرمثان".

وأضاف "نتوقع أن نرى انعكاساً ملحوظاً للضربة على عمليات التهريب"، مشيراً إلى تقارير عن مغادرة مهربي مخدرات آخرين منازلهم على إثرها.

وينشط الجيش الأردني منذ سنوات في مجال إحباط عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات القادمة من سوريا، لا سيما بعدما تحوّل إلى طريق ترانزيت لتهريب المخدرات، تحديداً "الكبتاجون" الذي يُصنّع في سوريا ويُصدر إلى دول الخليج.

غارات سابقة

هذه ليست المرة الأولى التي يُنفّذ فيها الجيش الأردني غارات داخل سوريا لإحباط عمليات تهريب، ويعود بعضها إلى عام 2014، لكنها كانت تتم إجمالاً بالقرب من الحدود الأردنية.

ويقول الأردن إن تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة حوالي 375 كيلومتراً "عملية منظمة" تستعين بطائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.

وأحبط الجيش الأردني مطلع عام 2022 دخول أكثر من 16 مليون حبة "كبتاجون" خلال نحو 45 يوماً، ما يُعادل الكمية التي ضُبطت طوال عام 2021.

وتُعد سوريا المصدر الأبرز لـ"الكبتاجون" منذ ما قبل 2011. لكن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً.

وتُشكل دول الخليج وخصوصاً السعودية الوجهة الأساسية لحبوب "الكبتاجون" التي تُعد من المخدرات السهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنها "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة"، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات