تنافس أميركي برتغالي على منصب مدير المنظمة الدولية للهجرة    

time reading iconدقائق القراءة - 5
المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، البرتغالي أنتونيو فيتورينو خلال منتدى للهجرى في أنطاليا بتركيا. 19 يونيو 2021 - Anadolu Agency
المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، البرتغالي أنتونيو فيتورينو خلال منتدى للهجرى في أنطاليا بتركيا. 19 يونيو 2021 - Anadolu Agency
جنيف-أ ف ب

تُجري المنظمة الدولية للهجرة، الأسبوع المقبل، انتخابات لتقرير إن كان مديرها الحالي أم نائبته سيدير الوكالة الأممية في السنوات الأربع المقبلة، بعد معركة غير مألوفة في حدّتها على زعامتها.

ويتعيّن على الدول الـ175 الأعضاء في المنظمة الاختيار في اقتراع سرّي يجري، الاثنين، بين استمرار وزير الدفاع البرتغالي السابق أنتونيو فيتورينو، في إدارة المنظمة لولاية ثانية، أو اختيار نائبته الأميركية أيمي بوب، لخلافته.

يأتي السباق لتولي رئاسة المنظمة التي تأسست عام 1951 قبل أن تصبح وكالة أممية منذ 7 سنوات فقط، في لحظة حرجة في ظل ارتفاع أعداد المهاجرين حول العالم. 

وتعد الهيئة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، اللاعب الدولي الأبرز الذي يتعامل مع احتياجات حوالى 281 مليون مهاجر في العالم، بحسب تقديرات من عام 2020.

منافسة نادرة

وأحدثت الحملة من أجل منصب المدير العام للوكالة شرخاً بين واشنطن التي سعت جاهدة لدفع أميركية لتولي المنصب القيادي الذي لطالما تولته الولايات المتحدة، وحلفائها الأوروبيين، بحسب وكالة "فرانس برس".

وقالت الخبيرة المتخصصة في المنظمة الدولية للهجرة ميجان برادلي: "يبدو بالفعل أن الأمر تسبب باستياء دبلوماسي إلى حد ما".

وفي نظام الأمم المتحدة، يتولى عادة مديرو الوكالات الذين يرغبون بولاية ثانية المنصب مجدداً دون تحديات تذكر.

وعندما أعلنت بوب ترشحها في أكتوبر، "شكل الأمر صدمة نوعاً ما"، وفق ما أفاد دبلوماسي أوروبي في جنيف طالباً عدم الكشف عن هويته.

وقال الدبلوماسي: "لم يُنظر إلى الخطوة على أنها ودّية"، مشيراً إلى أن المنافسة المحمومة بين الطرفين كانت "مؤشراً سيئاً" في وقت تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى "إظهار جبهة موحّدة" في الساحة الدولية.

وفي الأثناء، يبدو أن فيتورينو، وهو نائب رئيس وزراء البرتغال السابق البالغ 66 عاماً، متمسّكاً بموقفه، إذ قال في مارس: "تولى جميع أسلافي على مدى 70 عاماً المنصب مرّتين ولا أرى أي سبب يمنع إلحاق ولاية أولى ناجحة بأخرى".

لكن بوب (49 عاماً) التي ستكون أول امرأة تدير المنظمة حال فوزها، قالت إن المخاطر كبيرة بما يمنع إبقاء الأمور على حالها، مشددة على أنها تملك الرؤية التي يحتاج إليها الانتقال بالهيئة إلى "القرن الحادي والعشرين".

وتحظى بوب بدعم عالي المستوى نظراً لمسيرتها المهنية الطويلة في مجال الهجرة والإغاثة في حالات الكوارث بما في ذلك في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة، جوليتا فالز نويز، إن "المنظمة الدولية للهجرة أمام منعطف. نعتقد أن أيمي بوب هي الأنسب لتحريك المؤسسة".

وألقى الرئيس جو بايدن بثقله هذا الأسبوع، قائلاً إنه يدرك من خلال خبرته في العمل مباشرة مع بوب بأنها "الشخص الصحيح لهذه الوظيفة".

واعتبرت برادلي أن الضغط الأميركي قد لا يكون مرتبطاً بالأشخاص المعنيين بقدر ارتباطه "بالتقليد التاريخي القائم على تولي مرشّحهم منصب المدير العام".

وأضافت أن ازدياد أهمية منظمة الهجرة الدولية مع ارتفاع أعداد المهاجرين والنازحين لأسباب من بينها التغير المناخي "يفرض على الولايات المتحدة إيلاء أهمية أكبر لمحاولة إعادة بسط هذا النوع من السيطرة التقليدية على إدارة المنظمة". 

تقدم ملحوظ

وتولى فيتورينو إدارة المنظمة عام 2018 ليصبح ثاني شخصية غير أميركية تقودها، وفاز بالتزكية بعدما رفضت دول أعضاء مرشحاً اقترحه الرئيس حينذاك دونالد ترمب اتُّهم بإنكار التغيّر المناخي والتعصّب ضد المسلمين.

ويشير مراقبون إلى أنه يُنظر إلى فيتورينو على أنه أبلى بلاءً حسناً في قيادة المنظمة التي تتوسع بشكل متسارع، وباتت اليوم تضم حوالى 19 ألف موظف بينما تضاعفت تقريباً ميزانيتها السنوية هذا العام مقارنة بسنة 2018 لتقترب من 3 مليارات دولار. ويحظى خصوصاً بدعم قوي من البلدان الأوروبية.

وقال الدبلوماسي الأوروبي: "نعتقد أن ولايته الأولى اتّسمت بالقوة". لكن ما زال الاتجاه الذي ستصوت فيه بلدان في مناطق أخرى مثل إفريقيا وآسيا غير واضح.

وبينما يتوقع كل طرف فوز مرشحه، أشار الدبلوماسي الأوروبي إلى أن "المنافسة ستكون محتدمة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات