تشهد العديد من الدول العربية والأوروبية موجة حر غير مسبوقة، تجاوزت فيها درجات الحرارة في بعض المناطق 50 درجة مئوية، ما يثير مخاوف بشأن انعكاساتها على الصحة.
ووفقاً لآخر الخرائط الجوية التي سجلتها المراكز العالمية، فإن دولاً عربية مثل السعودية والكويت ومصر والأردن وفلسطين والعراق ولبنان وسوريا وتونس والجزائر والمغرب، تأثرت بظاهرة "القبة الحرارية"، بحسب منصة "طقس العرب".
وتسببت هذه الظاهرة بضغط جوي مرتفع في طبقات الجو العليا، عبر حبس هواء المحيط الساخن أسفل منها، كما لو كانت غطاءً أو قبة، ليتسبب ذلك في تسخين الهواء عبر عملية ديناميكية تسمى التسخين تحت الضغط، وهو ما ينتج كتلة هوائية ساخنة سطحية تختلف شدتها بحسب المنطقة وشدة المرتفع الجوي وفترة تشكلها خلال السنة.
وفي العراق، قالت الهيئة العامة للأحوال الجوية والرصد الزلزالي، الجمعة، إنه تم تسجيل درجات حرارة بلغت الخمسين، في محافظتي البصرة وميسان.
وأشارت الهيئة في بيان إلى أن "العاصمة بغداد سجلت درجات حرارة عظمى بلغت 47 درجة مئوية، فيما سجلت محافظتي البصرة وميسان 50 درجة مئوية"، مشيرة إلى أن معدل درجات الحرارة المسجلة تتراوح عموماً بين 45 و50 درجة مئوية.
وحذرت دائرة الأرصاد الجوية في فلسطين من التعرض إلى أشعة الشمس، خصوصاً وأنه سيطرأ ارتفاع طفيف على درجات الحرارة، لتصبح أعلى من المعدل العام بحدود 7 درجات مئوية، كما حذرت الأرصاد الجوية في لبنان من حرائق.
وفي الأردن، شهدت محافظتيْ جرش وعجلون في الشمال حرائق في الحراج، فيما تعاملت طائرات فرق الدفاع المدني مع سلاح الجو الملكي، في إخمادها، بعدما شبت في غابة وادي الشام.
وشهدت معظم الولايات الجزائرية ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، وصلت إلى 50 درجة جنوباً، فيما سجلت البلاد استهلاكاً قياسياً للكهرباء بلغ أعلى مستوى في تاريخها.
كما شهدت تونس موجة حر منذ الخامس من يوليو، وتجاوزت درجات الحرارة 50 درجة في بعض الولايات، وفقاً للأرقام الرسمية للمعهد الوطني للرصد الجوي.
أوروبا.. موجات "قاتلة"
وفي أوروبا، تجتاح موجة حر قاتلة القارة، إذ تواجه أجزاء من إسبانيا وفرنسا واليونان وكرواتيا وإيطاليا حرارة شديدة، مع ارتفاع درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).
ونقلت شبكة "CNN"، عن وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) قولها في بيان، إن "درجات الحرارة ارتفعت في جميع أنحاء أوروبا".
وفي إيطاليا، وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، إذ تقترب سردينيا وصقلية من الرقم القياسي الأوروبي الحالي لدرجة الحرارة، وهو 48.8 درجة مئوية.
ووفقاً لتوقعات خدمة الأرصاد الجوية اليونانية، فإن درجات الحرارة تبلغ ذروتها عند 42 درجة مئوية في أثينا خلال النهار.
أما في كرواتيا، فقد تم نشر العشرات من رجال الإطفاء مع اندلاع حريق غابات كبير بالقرب من سبنيك، وهي بلدة صغيرة بالقرب من مدينة جراباستيكا الساحلية.
بدورها، قالت السلطات الإسبانية، السبت، إن نشوب حريق غابات في جزيرة لا بالما، أجبر ما لا يقل عن 500 على إخلاء منازلهم، في أول كارثة طبيعية تحدث على الجزيرة منذ ثوران أحد البراكين في 2021.
ونشب الحريق في منطقة إل بينار دي بونتاجوردا، وهي منطقة كثيفة الأشجار في شمال الجزيرة، التي تشكل جزءاً من جزر الكناري، وذلك في ظل ترقب العديد من المدن الأوروبية درجات حرارة شديدة الارتفاع هذا الأسبوع.
وقال فرناندو كلافيخو، رئيس الحكومة المحلية في جزر الكناري، إن 11 منزلاً على الأقل دُمر مع انتشار الحريق، لافتاً إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون لإخلاء في لا بالما "ربما يتجاوز الألف".
الولايات المتحدة
وأوروبا ليست المكان الوحيد الذي يواجه درجات حرارة مرتفعة، إذ من المقرر أن تتفاقم موجة حر خطيرة استمرت أسابيع، في أجزاء من غرب الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع.
وقال خبراء الأرصاد الجوية الوطنية لشبكة "CNN"، إن "أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض، وهو وادي الموت في كاليفورنيا، قد تصل درجة الحرارة فيه إلى 54.4 درجة مئوية (130 فهرنهايت) الأحد".
وتصاعدت موجة حر خطيرة في جميع أنحاء جنوب غربي الولايات المتحدة هذا الأسبوع، حيث يستعد ملايين الأشخاص هناك وفي الجنوب، لدرجات حرارة قياسية وربما قاتلة.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن تشهد مناطق أريزونا ونيفادا ووسط وجنوب كاليفورنيا ظاهرة "القبة الحرارية"، والتي يمكن أن تحبس درجات الحرارة في المنطقة لمدة تصل إلى أسبوعين.
ودفعت موجة الحر خدمة الأرصاد الجوية الوطنية إلى إصدار تنبيهات حرارية لـ115 مليون شخص، الجمعة، في 15 ولاية، وفق ما أورده موقع "أكسيوس".
يشار إلى أن ظاهرة تغير المناخ وظهور ظاهرة "إل نينيو"، ترفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية متطرفة، إذ كان الشهر الماضي أحر شهر يونيو في التاريخ.