حرائق الغابات تجتاح الساحل الشمالي في سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 4
إطفائي يحاول إخماد النيران في غابات ريف اللاذقية الشمالي بسوريا. 29 يوليو 2023 - REUTERS
إطفائي يحاول إخماد النيران في غابات ريف اللاذقية الشمالي بسوريا. 29 يوليو 2023 - REUTERS
مشقيتا (سوريا) -رويترز

نجا المزارع السوري عز الدين زهيرة (72 عاماً) من الصراع والنزوح والزلزال المدمر، لكن حرائق الغابات التي اجتاحت محافظة اللاذقية مسقط رأسه، هذا الأسبوع، وحولت بساتينه إلى رماد، كانت أسوأ شيء رآه في حياته.

قال زهيرة: "لم أشهد مثل هذا الطقس المستمر منذ 15 أو 20 يوماً، حيث درجة الحرارة عالية جداً، ولذلك تسببت هذه الحرارة في اشتعال الأشجار بشكل سريع".

وكان زهيرة، وهو موظف حكومي متقاعد، يعيش على الحصاد الذي يجنيه من نحو 700 شجرة زيتون ورمان وجوز، لكن جميعها دمرتها النيران.

وتضرر مسكنه المتواضع المكون من طابق واحد في السابق جراء الصراع المستمر منذ سنوات، ثم تضرر أكثر بسبب زلزال فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 5 آلاف شخص في سوريا وضرب اللاذقية بشدة.

وشأنها شأن دول أخرى مطلة على البحر المتوسط​​، تعرضت سوريا لحرائق غابات مدمرة هذا الشهر، تؤججها الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة.

وقال وزير الزراعة محمد حسان قطنا، في وقت سابق، السبت، إن رجال الإطفاء كافحوا لإخماد حرائق الغابات في حمص وحماة، منتصف الشهر الجاري، مشيراً إلى أن الحرائق استعرت في اللاذقية لمدة 5 أيام قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من السيطرة عليها.

وأضاف قطنا في تصريحات لـ"رويترز"، خلال جولة في المنطقة أن سرعة الرياح كانت عاملاً في الانتشار الكبير للحرائق.

وأشار إلى أن من بين التحديات الأخرى التي واجهت رجال الإطفاء ضعف تغطية شبكات الاتصالات في الشمال وشراء ملابس مقاومة للنيران أو قطع غيار لمعدات الإطفاء.

وشوهد رجال إطفاء، السبت، وهم يضخون المياه من شاحنة إطفاء للسيطرة على حريق شب على منحدر تغطيه الأشجار في اللاذقية.

وليس لدى الوزارة حتى الآن أرقام نهائية لحجم وانتشار الأضرار، لكن قطنا قال إن غابات الصنوبر في المنطقة تضررت بشدة، لأن "الصنوبر مثل الفحم لهذه الحرائق".

وتأثرت سوريا تأثراً كبيراً بتغير المناخ في السنوات القليلة الماضية، والذي شمل ارتفاع درجات الحرارة وعدم هطول الأمطار بانتظام ما أدى إلى نشوب حرائق الغابات وضعف إنتاج المحاصيل.

وقالت سهير زقوت، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إن العواصف الترابية والتصحر وفقدان الأراضي عوامل تُهدد سبل عيش المزارعين لسنوات.

وأضافت: "السوريون معرضون بالفعل للخطر بسبب آثار الصراع المستمر منذ أكثر من 12 عاماً ما يجعل من الصعب عليهم التعامل مع آثار تغير المناخ".

وتعرضت سوريا لانهيار مالي بسبب الصراع المستمر منذ 12 عاماً، إلى جانب العقوبات الغربية المفروضة عليها، والضغوط التي تتعرض لها العملة المحلية بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان، وخسارة الحكومة أراضيها المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات