حرب غزة.. خطط أميركية بشأن "إجلاء جماعي" من الشرق الأوسط

خبراء: الإخلاء المحتمل قد يكون "الأكثر صعوبة" في الذاكرة الحديثة

time reading iconدقائق القراءة - 5
عمليات إجلاء من أفغانستان يجريها الجيش الأميركي في العاصمة الأفغانستانية كابول. 19 أغسطس 2021 - AFP
عمليات إجلاء من أفغانستان يجريها الجيش الأميركي في العاصمة الأفغانستانية كابول. 19 أغسطس 2021 - AFP
دبي/واشنطن-الشرقرويترز

حذر مسؤولون أميركيون من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "قد تجد نفسها مضطرة" لإجلاء مئات الآلاف من مواطنيها عن منطقة الشرق الأوسط إذا لم يتم احتواء القتال في غزة، وذلك وسط استعداد إسرائيل لتنفيذ عملية اجتياح بري للقطاع غزة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وقال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم "لسردهم تفاصيل مداولات داخلية"، إن الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان المجاورة "يسببون قلقاً خاصاً لإدارة بايدن"، رغم تأكيدهم أن إجلاء هذا العدد الهائل ليس سوى "السيناريو الأسوأ" وأن "هناك "سيناريوهات أخرى يُنظر إليها على أنها الأقرب".

وتشير تقديرات وزارة الخارجية الأميركية إلى وجود نحو 600 ألف أميركي في إسرائيل، إضافة إلى 86 ألفاً يُعتقد أنهم كانوا في لبنان، عندما شنت حماس هجومها.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن كبار المسؤولين الأميركيين لم يرغبوا في مناقشة هذا النوع من خطط الطوارئ علناً، رغبةً في تجنب إثارة ذعر الأميركيين المقيمين في المنطقة، لكن هذا الموقف "تغير في الأيام الأخيرة".

ومع ذلك، وصف أحد المسؤولين عدم وجود خطة لمواجهة كافة الاحتمالات بأنه "أمر غير مسؤول". وتشعر الإدراة الأميركية، رغم دعمها القوي والمعلن لإسرائيل، بـ "قلق بالغ إزاء احتمالات التصعيد"، إذ وجهت انتباهها جزئياً في الأيام الأخيرة إلى لوجستيات نقل عدد كبير من الأفراد على نحو مفاجئ وبكل ما تنطوي عليه هذه العملية من تعقيدات.

عملية لا مثيل لها

ورأى خبراء أن عملية الإخلاء الأميركية المحتملة قد تكون "أكثر صعوبة" من أي عمليات سابقة في الذاكرة الحديثة، استناداً إلى أعداد الأميركيين الهائلة، وقد تشارك فيها القوات الجوية أو بوارج القوات البحرية التي ارتفع عددها في المنطقة خلال الشهر الجاري.

في الإطار، قالت مديرة السياسة الخارجية في معهد "بروكينجز" سوزان مالوني إنه "في ظل وجود 600 ألف أميركي في إسرائيل والتهديدات التي يتعرض لها أميركيون آخرون في جميع أنحاء المنطقة، فإن من الصعب التفكير في أي عملية إجلاء أخرى يمكن مقارنتها من حيث العدد والنطاق والتعقيدات بهذه العملية". 

ووصفت مالوني نوع النصائح التي قدمتها وزارة الخارجية الأميركية مؤخراً بأنها "صريحة إلى حد بعيد".

مخاوف من فقدان السيطرة

والأسبوع الماضي، بعثت وزارة الخارجية الأميركية رسالة إلى جميع مواطنيها في جميع أنحاء العالم حثتهم على "توخي الحذر"، بسبب التوترات المتزايدة في أماكن مختلفة من العالم، واحتمالية وقوع هجمات إرهابية، واندلاع مظاهرات أو أي أعمال عنف ضد المواطنين والمصالح الأميركية. 

وجاء هذا التحذير على خلفية احتجاجات ملأت الشوارع، وحالة غضب اجتاحت العالم العربي احتجاجاً على المساندة السياسية والاقتصادية والعسكرية الكاملة التي تقدمها واشنطن لإسرائيل.

وقال أحد المسؤولين إن هذه التطورات "باتت تمثل مشكلة حقيقية"، مشيراً إلى أن "الإدارة (الأميركية) تتخوف من أن تخرج الأمور عن السيطرة".

وأشارت الصحيفة إلى أن القلق الأساسي يكمن في لبنان لوجود "حزب الله"، إذ يثير تلقي الحزب أسلحة وتدريبات من إيران المخاوف من احتمالية تعرض إسرائيل لهجمات من الشمال، ما يؤدي إلى اتساع نطاق الحرب، كما قد ينجم عنه إنهاكاً للقوات الإسرائيلية، خاصة في ظل اندلاع المناوشات بالفعل على الحدود المشتركة بين البلدين.

ويمتد قلق الإدارة الأميركية إلى ما هو أبعد من هاتين الدولتين، إذ يراقب المسؤولون الاحتجاجات التي تجتاح الشوارع في جميع المدن العربية، ما يُعرض الجنود والمواطنين الأميركيين بالمنطقة لخطر داهم، خاصة بعد أن أشعل القصف الإسرائيلي لغزة لهيب الغضب الإقليمي ضد إسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين، وهي قضية كان يعتقد بعض المسؤولين أنها "لم تعد تحظى بذات القدر من الأهمية عربياً.

وقال المسؤول السابق في إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، بروس ريدل، إن "الشارع الآن هو الرقم الأهم في المعادلة إلى حد كبير".  وأضاف: "لقد أخبرونا على مدى السنوات الـ10 الماضية بأن العالمين العربي والإسلامي لم يعودا مهتمين بفلسطين، وأن اتفاقات أبراهام تحمل الدليل على ذلك"، وتابع: "حسناً لقد عادت فلسطين مجدداً. ولا أعتقد أنها كانت اختفت من الأساس".

تصنيفات

قصص قد تهمك