غزة بعد شهر من الحرب.. مشاهد مأساوية متكررة

خسائر بشرية ثقيلة ونقص حاد بالمواد الأساسية في ظل الحصار

time reading iconدقائق القراءة - 5
غزة-رويترز

جثة لطفل صغير يتم انتشالها من تحت ركام منزل تعرض للقصف، وامرأة تبكي أمام صف من الجثث الملفوفة في أكفان بيضاء، ومصاب جديد يصل إلى مستشفى مكتظ بالجرحى والنازحين، وسكان يقفون في طوابير لساعات طويلة للحصول على بضعة لترات من المياه التي يشاركونها مع عشرات آخرين. مشاهد متكررة تلخص الوضع في غزة.

بعد مرور شهر على الهجوم العسكري الإسرائيلي المدمر على القطاع، يواجه الفلسطينيون العالقون داخله معاناة يومية كبيرة ومتكررة تؤجج مشاعر الغضب واليأس لدى بعضهم.

وقال أبو جهاد، وهو مواطن من خان يونس بجنوب القطاع ذي الكثافة السكانية العالية، وهو يقف غير بعيد عن منزل سُوّي بالأرض في غارة جوية "والله ننتظر الموت. سيكون أفضل من هذه الحياة. ننتظر الموت في كل لحظة. إنه موت معلق".

وعبر أبو جهاد عن غضبه من إسرائيل والعالم الذي اتهمه بالصمت والعجز قائلاً: "نريد حلاً فهذه ليست حياة. إما أن تقتلونا جميعاً، أو تتركونا نعيش".

الهدف العسكري الإسرائيلي المعلن هو القضاء على حماس التي شنت هجوماً خاطفاً في السابع من أكتوبر، ما أدى إلى سقوط أكثر من 1400 شخص وخطف 240 آخرين والعودة بهم إلى القطاع.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الهجوم الجوي والبحري والبري الإسرائيلي اللاحق قتل منذ بدايته أكثر من 10 آلاف فلسطيني.

وطلبت إسرائيل من سكان الجزء الشمالي من القطاع، حيث تطوق قواتها مدينة غزة، الانتقال إلى الجنوب حفاظاً على سلامتهم، لكنها تقصف الجنوب أيضاً، وإن كان بشكل أقل كثافة من الشمال.

"حصيلة ثقيلة"

قال مسؤولو صحة الثلاثاء، إن غارتين منفصلتين على منازل في خان يونس ورفح أسفرتا عن قتل 23 شخصاً الليلة الماضية.

وفي موقع الهجوم بخان يونس، رفع رجل جثة لطفل صغير يرتدي ما يشبه ملابس النوم من تحت أنقاض منزل مدمر.

ونجت فتاة صغيرة، لكن لوحاً خرسانياً سقط على ساقيها. وحاولت مجموعة من الرجال انتشالها بأيديهم، بينما وقف حشد من الناس في حالة قلق خارج المبنى، وظلوا يشجعون رجال الإنقاذ.

وخرج أحمد عايش، أحد السكان الذين أصيبوا في الضربة، من موقع الانفجار ووجهه ملطخ بالدماء التي تناثرت أيضاً على قميصه وذراعه. وبدا عليه الغضب، وهو يتحدث مع الصحافيين.

فقال بصوت عالٍ، وهو يشير بإصبعه إلى الخراب: "هذه هي شجاعة ما تسمى بإسرائيل، إنهم يظهرون قوتهم ضد المدنيين، هناك رضع وأطفال في الداخل، وكبار السن".

وفي مستشفى ناصر بخان يونس، كان هناك صف من الجثث الملفوفة بالأكفان البيضاء مسجاة على الأرض خارج البوابة. وتبين من طول الجثث أن بعضها لبالغين والبعض الآخر لأطفال.

وأجهشت امرأة بالبكاء، وأحنت ظهرها إلى الأمام، بينما حاول رجل تهدئتها. كان هناك رجل آخر يرتدي قميصاً أسود يبكي ويتلوى من الألم.

وبعد فترة من الوقت، أدت مجموعة من الرجال، بينهم طاقم طبي يرتدي ملابس الجراحة ومآزر بلاستيكية، صلاة الجنازة على الموتى.

وفي رفح، الواقعة أيضاً جنوبي القطاع، كان هناك مشهد آخر مألوف جداً وهو اصطفاف رجال وصبية على أرض رملية عند خرطوم واحد يعد المصدر الوحيد المتاح لآلاف السكان الآن للحصول على المياه.

وكان هناك طابور طويل من عبوات المياه، بينما ينتظر الناس لساعات من أجل الحصول على حصة ضئيلة من المياه.

وقال الشاب بكر الكاشف الذي كان يرتدي سترة صفراء "كل شخص يأتي بوعاء سعته 20 لتراً، ويتقاسمه مع بقية أفراد أسرته. كل شخص يحصل على 4 أو 5 لترات. هذا هو الوضع نفسه كل يوم".

تصنيفات

قصص قد تهمك