الهيدروجين الأخضر والأيدي العاملة بمقدمة أولويات شراكة ألمانيا مع إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
المستشار الألماني أولاف شولتز يتوسط رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي ورئيس جزر القمر غزالي عثماني خلال مؤتمر صحافي أعقب قمة الشراكة بين ألمانيا وإفريقيا في برلين. 20 نوفمبر 2023 - Reuters
المستشار الألماني أولاف شولتز يتوسط رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي ورئيس جزر القمر غزالي عثماني خلال مؤتمر صحافي أعقب قمة الشراكة بين ألمانيا وإفريقيا في برلين. 20 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي/ برلين -الشرقوكالات

عُقد في العاصمة الألمانية برلين، الاثنين، مؤتمر الشراكة مع إفريقيا المنبثق عن مجموعة العشرين، وهو اجتماع سنوي يسلط الضوء على الاهتمام الأوروبي بالقارة سريعة النمو، وذلك بمشاركة 12 دولة إفريقية، إلى جانب رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ومؤتمر الشراكة مع إفريقيا، هو فكرة أطلقتها المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، عام 2017، خلال رئاسة ألمانيا لمجموعة العشرين، تهدف إلى العمل بشكل مشترك من أجل تحسين اشتراطات الاستثمار والتجارة، إلى جانب تعزيز دور إفريقيا كموقع للاستثمار، وتحسين دعم الاقتصاد الخارجي ودعم التنمية المستدامة في القارة السمراء.

وقبيل المؤتمر، عقد المستشار الألماني، أولاف شولتز، الذي زار إفريقيا عدة مرات منذ توليه منصبه في أواخر عام 2021، محادثات ثنائية مع عدد من زعماء الدول الإفريقية، دعا فيها الشركات الألمانية إلى القيام بمزيد من الاستثمارات في القارة.

الهيدروجين الأخضر

وقال شولتز، خلال اجتماعه مع رؤساء الدول والحكومات الإفريقية الذي تستضيفه برلين منذ عام 2017، إن "إمكانات إفريقيا هائلة"، مضيفاً: "ستحتاج ألمانيا إلى كميات كبيرة من الهيدروجين في المستقبل، وستستورد الكثير منه من إفريقيا". 

كما عرض شولتز على الدول الإفريقية، الشراكة في إنتاج الهيدروجين، قائلاً: "ستدعم ألمانيا هذه الدول من خلال صندوق التنمية وإجراءات أخرى".

وشجع المستشار الألماني في معرض كلمته، الدول الإفريقية على الشروع في إنتاج الهيدروجين الصديق للبيئة على نطاق واسع. وقال شولتز في مؤتمر الاستثمار الذي تم تنظيمه كجزء من مبادرة مجموعة العشرين للاتفاق مع إفريقيا: "يجب أن يرسل مؤتمر الاتفاق مع إفريقيا إشارة أنه يمكن الاعتماد على ألمانيا كشريك".

وقال شولتز، إن إمكانات النمو في أفريقيا هائلة والتعاون مع الدول الإفريقية ضروري لحل القضايا العالمية. 

ورحب المستشار الألماني، بخطط إنشاء منطقة تجارة حرة إفريقية. وقال إن "منطقة التجارة الحرة الفعالة ستزيد في الوقت نفسه بشكل كبير من إمكانات السوق للمستثمرين". وأضاف أن الحكومة الفيدرالية الألمانية "اتخذت سلسلة من القرارات لمساعدة الشركات على الانخراط في السوق الإفريقية".

والدول الإفريقية الأعضاء في المبادرة، هي المغرب، وتونس، ومصر، والسنغال، وغينيا، وساحل العاج، وغانا، وتوجو، وبنين، وبوركينا فاسو، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا.

ويقول مسؤولون حكوميون ألمان في حديث مع وكالة الأنباء الألمانية، إن إفريقيا يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في مساعدة بلدهم على تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها بشكل أفضل وتأمين العمالة الماهرة والحد من الهجرة غير الشرعية وتحقيق التحول الأخضر.

وبلغ حجم التجارة الألمانية مع إفريقيا 60 مليار يورو العام الماضي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 21.7% عن عام 2021.

"مزاحمة روسيا"

إلى جانب جلب الأيدي العاملة وتسهيل الاستثمارات الألمانية في إفريقيا، تسعى برلين إلى ربح أوراق سياسية عبر "مزاحمة روسيا" في المناطق التي تشهد أوضاعاً أمنية "هشة"، حيث يشير معهد أبحاث السلام في فرانكفورت (PRIF) إلى أن الدعم الروسي لإفريقيا، يغطي بشكل أساسي 3 مجالات هي الأسلحة والاستخبارات والدعاية. ومنذ عام 2015، وقعت روسيا نحو 19 اتفاقية عسكرية مع حكومات إفريقية، وتعد موسكو الآن أكبر مورد للأسلحة إلى إفريقيا.

وأظهر استطلاع ألماني للرأي، رغبة الشركات الألمانية في تعزيز أنشطتها التجارية في إفريقيا العام المقبل، خاصة في مجالي الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال، من خلال زيادة حجم استثماراتها في القارة 43%.

وأظهر الاستطلاع الذي شمل أعضاء جمعية الأعمال الألمانية الإفريقية، أن 39% من الأعضاء يريدون إبقاء معدلات الإنفاق الحالية في إفريقيا كما هي دون تغيير، بحسب ما نقلته شبكة DW الألمانية.

وتشير ورقة بحثية نشرتها المؤسسة الفرنسية جان جوريس، إلى أن ألمانيا تسعى إلى انفتاح أكبر مع الدول الإفريقية، من أجل "قطع الصلة بالماضي الاستعماري، وتصحيح التوازن غير المتكافئ للقوى بين القارتين".

وتمثل إفريقيا سوقاً أساسية لأوروبا، خصوصاً فيما يتعلق بالمواد الخام اللازمة لتحول الطاقة، مثل الليثيوم والكوبالت. بالإضافة إلى ذلك، يشكل الإنتاج الإفريقي 80% من معادن مجموعة البلاتين في العالم، و55% من الكروم، و49% من البلاديوم، و45% من الفاناديوم، كما تمتلك القارة أكبر احتياطي من البوكسيت والكروم والكوبالت والماس والذهب في العالم. عالم. كما أنها غنية بالفوسفات ومعادن التيتانيوم والفاناديوم والزركون.

وتوضح الورقة البحثية أن أوروبا ستحتاج إلى الغاز الطبيعي في إفريقيا لسنوات طويلة مستقبلاً، إذ أن هناك مخزونات ضخمة جديدة من الغاز على وشك أن يتم استخراجها على الساحل الغربي لإفريقيا. وتوجد احتياطيات تبلغ 2.83 تريليون متر مكعب من الغاز قبالة سواحل السنغال وموريتانيا. وتعد الجزائر عاشر أكبر منتج للغاز في العالم، وتوجد احتياطيات للغاز في نيجيريا وأنجولا ومصر وليبيا. 

وخصصت ألمانيا أكثر من 260 مليار يورو (275 مليار دولار) للتعامل مع المخاطر المباشرة لأزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الحل النهائي سيكون أكثر تكلفة، إذا تمكنت البلاد من تحقيقه على الإطلاق، وفقاً لتقرير "بلومبرغ"، الشهر الماضي.

وأفادت وكالة الأنباء الألمانية، بأنه من المتوقع أن تصل التكلفة المتوقعة لعميات التنبؤ بمستقبل قطاع الطاقة وتطوير طرق لتقليل آثار الصدمات والضغوط المستقبلية في هذا الصدد إلى أكثر من تريليون دولار بحلول عام 2030.

تصنيفات

قصص قد تهمك