إكسبو 2030.. منافسة قوية وترقب لإعلان الفائز بين الرياض وروما وبوسان

فيصل بن فرحان: السعودية ستعمل مع جميع الدول لتقديم معرض "من العالم وللعالم"

time reading iconدقائق القراءة - 10
لوحة إعلان ملف "إكسبو الرياض 2030" في العاصمة الفرنسية باريس. 25 نوفمبر 2023 - REUTERS
لوحة إعلان ملف "إكسبو الرياض 2030" في العاصمة الفرنسية باريس. 25 نوفمبر 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

دخل سباق استضافة إكسبو 2030 أمتاره الأخيرة، في انتظار إعلان المكتب الدولي للمعارض "BIE" في باريس، الثلاثاء، عن اسم الفائز بتنظيم المعرض العالمي، وذلك من بين 3 مدن متنافسة، وهي الرياض (السعودية)، وروما (إيطاليا)، وبوسان (كوريا الجنوبية).

وبدأ الحفل بعرض الدول الثلاث لملفات ترشحهم، قبل أن تنتخب الدول الأعضاء، المدينة المستضيفة للمعرض المقرر في عام 2030.

وقبل انطلاق التصويت، قال الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديمتري كيركنتزس، إن "إكسبو 2030 يعد بمثابة دعوة إلى التضافر والتعاون الدولي"، بالإضافة إلى "التعامل بفاعلية مع التحديات والآفاق المقبلة".

بان كي مون: التزام بالتحول

واعتبر الأمين العام السابق للأمم المتحدة الكوري بان كي مون في كلمته، أن "الجهود المبذولة حالياً للتعامل مع الاحتباس الحراري، ليست ضرورية فقط لنا، بل حتى للأجيال القادمة".

وأضاف: "لا يوجد كوكب بديل، من الضروري أن نتصرف الآن.. علينا أن نغير بشكل جوهري طريقة عيشنا"، متابعاً: "(إكسبو بوسان 2030) ليس مجرد حدث، بل التزام بالتحول".

ودافع عن الملف الذي قدمته بلاده كوريا الجنوبية، وحاول التركيز على المناخ، باعتبار أن مدينة بوسان ستولي أهمية كبيرة جداً لهذا الجانب في حال تنظيمها للحدث.

ميلوني: روما موطن للجميع

وفي كلمة مسجلة، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، العالم إلى الاجتماع في روما في 2030، واصفة المدينة بأنها "يمكن أن تكون موطناً للجميع" لأنها "كانت دائماً المختبر الذي يجدد التعايش بين الهويات".

فيصل بن فرحان: من العالم وللعالم

وقدم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ملف ترشح بلاده، مؤكداً أن المملكة ستعمل مع جميع الدول لتقديم معرض "من العالم وللعالم"، وإيجاد طرق جديدة لتعزيز العمل الجماعي والتعاون.

وأعلن أنه وبموجب مبادرة "عالم واحد، رواق واحد"، ستقدم السعودية أكثر من 384 مليون دولار للدول المائة المؤهلة للمشاركة، لمساعدتها على بناء الأجنحة.

واعتبر فيصل بن فرحان أن "إكسبو 2030" يأتي في ظرفية خاصة تجمع بين المعرض بحد ذاته وأهداف التنمية المستدامة و"رؤية 2030" السعودية، مؤكداً أن الرياض تعمل على تسريع التقدم على كافة الأصعدة.

"إكسبو الرياض"

وبالتزامن مع مشاركة المملكة، في اجتماع الجمعية العمومية، افتتحت وزارة الإعلام السعودية، الأحد، النسخة الخامسة من "واحة الإعلام" في صالة "بافليون" بساحة فاندوم بالعاصمة الفرنسية، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

ويبرز معرض "واحة الإعلام"، الذي يستمر حتى الثلاثاء، التحوّلات الحضارية والتنموية التي تشهدها المملكة في جميع المجالات الحيوية والمتنوعة، واستعراض أهم المشروعات الكبرى التي تعمل الرياض على تنفيذها وفق رؤية المملكة 2030.

وتهدف "واحة الإعلام" المقامة في باريس، إلى استثمار وجود الإعلاميين الدوليين لنقل الصورة الحقيقية والصحيحة عن المشروعات الكبرى في المملكة، بحسب "واس".

وتحت شعار "حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل"، تعتزم السعودية من خلال معرض "إكسبو الرياض 2030" العمل على تعزيز قدرة دول العالم على تغيير مسار الكوكب نحو مستقبل أفضل، من خلال تحويل الحدث الدولي إلى منصَّة توفر فرصاً للتعاون وتبادل المعرفة.

ويركز ملف الرياض على 3 محاور، وهي: "غد أفضل"، و"العمل المناخي"، و"الازدهار للجميع"، لتشكيل إطار مترابط لمعالجة التحديات الدولية المشتركة في المجالات الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية والاجتماعية والتكنولوجية.

واقترحت السعودية إقامة "إكسبو 2030" في الفترة الممتدة من 1 أكتوبر 2030 حتى نهاية مارس 2031، لتشمل فترة أعياد الميلاد، ورأس السنة الصينية، وشهر رمضان، إضافةً إلى الذكرى المئوية لتأسيس المكتب الدولي للمعارض الذي يُشرفُ على معارض "إكسبو".

وتتوقع الرياض أن يستقطب "إكسبو 2030" حوالي 21.7 مليون زائر، منهم 11.7 مليون سيحتاجون إلى الإقامة في الفنادق والوحدات المفروشة، وهو ما تواكبه المملكة ببناء 190 ألف غرفة فندقية جديدة حتى 2030، بما يسهم في مضاعفة عدد الغرف في العاصمة تحديداً إلى 124 ألفاً بحلول تاريخ الحدث.

"إكسبو بوسان"

وقدم مندوبو كوريا الجنوبية، بقيادة رئيس الوزراء هان دوك سو،  العرض الأخير تحت شعار "نحول عالمنا، ونبحر نحو المستقبل"، مع وعد بأن يكون المعرض منصة للرعاية والمشاركة، وأن يناقش استخدام التكنولوجيا من أجل الإنسانية، والسعي لتحقيق الحياة المستدامة مع الطبيعة، بحسب الموقع الرسمي للترويج لـ"إكسبو بوسان 2030".

وقال بارك سيونج كيونج، السكرتير الأول لرئيس الوزراء، الاثنين، إن "الهدف خلال اليومين المقبلين، هو ضمان ثبات الدول التي تميل نحونا، وجذب تلك الدول التي تميل قليلاً نحو السعودية إلى جانبنا".

ويركز ملف بوسان على مشاركة التقنيات التي تقترحها كوريا الجنوبية كحلول للمشاكل الماثلة أمام البشر على أمل إنقاذ العالم. 

وتروج كوريا الجنوبية لمدينة بوسان باعتبارها "مدينة لا تخشى التحديات"، حيث نهضت من تحت أنقاض الحرب الكورية (مع كوريا الشمالية) وبرزت كمحرك لنمو سول عالمياً، حتى أن 40 مليون زائر يقصدون المدينة سنوياً.

واختارت كوريا الجنوبية موضوعات فرعية للملف إلى جانب الموضوع الرئيسي لمعالجة التحديات العالمية الرئيسية، وهي: تغير المناخ، سلبيات التحول الرقمي وعدم المساواة بين الدول وداخلها. ويرتبط كل موضوع منهم بالركائز الثلاث لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: الناس، الكوكب والازدهار.

وتروج سول لنفسها باعتبارها سوقاً مفتوحة وقوة اقتصادية نجحت في الانتقال من دولة نامية إلى اقتصاد متقدم ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم وثامن أكبر اقتصاد في حجم التجارة.

كما تروج لملفها أيضاً باعتبارها رائدة في الصناعات التي يغذيها الابتكار مثل أشباه الموصلات والبطاريات والسيارات الكهربائية والطاقة النظيفة، مع الإشارة إلى ازدهار الفن الكوري في السينما والدراما والموسيقى.

"إكسبو روما"

أما إيطاليا، فتسعى إلى تعويض الفرصة السابقة الضائعة، حيث كانت البلاد تنتظر تنظيم هذا الحدث العالمي منذ العام 1942، لكن تم إلغاء الحدث لاحقاً بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وتقدم روما مرة أخرى ترشيحها بموضوع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما تصفه في موقعها الرسمي الخاص بملف الترشح، المكون من 618 صفحة، لاستضافة إكسبو 2030، "الناس والأقاليم: التجديد والإدماج والابتكار".

ويتوقع رئيس لجنة الترويج لـ"إكسبو روما 2030" جامبيرو ماسّولو، استقبال 30 مليون زائر، مقارنة بـ21 مليوناً زارو إكسبو مدينة ميلانو في 2015، فضلاً عن تحقيق 51 مليار يورو من القيمة المضافة، وخلق 300 ألف فرصة عمل.

من جهته، وصف وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الاثنين، المنافسة بـ"الصعبة للغاية"، معرباً عن أمله في "تحقيق نتيجة إيجابية".

وأشار الوزير الإيطالي إلى أنه "تلقى رسائل إيجابية من دول قررت التصويت لصالح روما"، لافتاً إلى أن "المنافسين أقوياء، وقد أقامت إيطاليا معرض إكسبو في ميلانو منذ بعض الوقت، ومع ذلك، لدينا ملف ممتاز، فروما واحدة من أجمل المدن في العالم، وقد أثبتنا من خلال كأس رايدر، واليوبيل، نحن نعرف كيفية تنظيم أحداث مهمة لجميع المجتمعات، وخاصة الاقتصادية منها".

ووفقاً للموقع الرسمي لـ"إكسبو روما 2030"، ينقسم الملف إلى 5 أجزاء رئيسية، يتناول أولها الالتزام الموسع للمؤسسات باستضافة المعرض ودعم المجتمع المدني.

ويتناول القسم الثاني تطوير الموضوع المختار للمعرض: "الناس والأقاليم: التجديد، والشمول، والابتكار"، ومناقشة قيمته العالمية ومركزيته في النقاش المعاصر.

أما القسم الثالث فهو مخصص لمدينة روما ومنطقتها، باعتبارها موقعاً مثالياً لمعرض إكسبو 2030، لأهميتها التاريخية والثقافية، وموقعها كمفترق طرق بين 3 قارات، والترويج لكونها مركزاً حيوياً للتعددية والعلاقات الدولية.

ويتناول القسم الرابع، وهو قلب الملف، المشروع المادي الذي يمتد في جميع أنحاء المدينة إلى موقع المعرض، ويوضح الأجنحة وأساليب المشاركة المقدمة للبلدان، بالإضافة إلى تفاصيل خطة الجدوى الاقتصادية والمالية للحدث بأكمله. ويتعلق الجزء الأخير من المجلد بجميع الجوانب الأمنية والتنظيمية للعاصمة.

آلية التصويت

وتقوم الدول الأعضاء في المكتب الدولي لمعارض إكسبو (180 دولة)، بالتصويت على أساس مبدأ "صوت لكل دولة"، بالاقتراع السري خلال الجمعية العمومية للمكتب، من أجل انتخاب الدولة التي ستستضيف "إكسبو".

وتستند الدول الأعضاء في قرارها إلى نتائج بعثات الاستقصاء، وجاذبية موضوع المعرض المقترح، وما إذا كان مناسباً لمشاركتهم في المعرض، فضلاً عن علاقاتهم الثنائية مع الدول المرشحة.

وتُمنح الدول الأعضاء الأولوية على الدول غير الأعضاء في تنظيم "إكسبو". وإذا لم تكن الدول الأعضاء مرشحة، فإن الترشيحات من الدول غير الأعضاء تتطلب أغلبية الثلثين في أي جولة تصويت لتأمين الحق في تنظيم المعرض.

وفي حالة وجود مرشح واحد أو اثنين، يُمنح الحق في استضافة المعرض للدولة التي تحصل على أغلبية بسيطة من الأصوات المؤيدة أو المعارضة.

وإذا كان هناك أكثر من مرشحين، يجب أن تحصل الدولة على أغلبية الثلثين، حتى يتم انتخابها من الجولة الأولى. وإذا لم تحصل على ذلك يتم استبعاد الدولة التي حصلت على أقل عدد من الأصوات، ثم يجري التصويت مرة أخرى.

ويستمر هذا الإجراء حتى تتبقى دولتان فقط من الدول المرشحة. وبعد ذلك تُنْتَخَب الدولة المضيفة لمعرض إكسبو بأغلبية بسيطة.

تصنيفات

قصص قد تهمك