أكدت الأمم المتحدة أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 28"، يعد لحظة حاسمة للعمل المناخي العالمي؛ حيث يقدم فحصاً واقعياً يمثل تتويجاً لعملية "التقييم العالمي"، حول مدى التقدم الذي أحرزه العالم في معالجة أزمة المناخ، ومدى التصحيح المطلوب لهذا المسار.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "في وقتٍ تستمر فيه درجات الحرارة العالمية في تسجيل مستويات قياسية، ترتفع حرارة النشاط الدبلوماسي العالمي حيث تتجه الأنظار نحو الإمارات التي تحتضن COP 28 بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر".
وأضافت: "سيجتمع زعماء العالم في المؤتمر لرسم طريقٍ طَموحٍ إلى الأمام في المعركة العالمية ضد تغير المناخ، هذا إلى جانب أكثر من 60 ألف شخص يُتوقَع مشاركتهم في الحدث، بما فيهم ممثلو الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وقادة الصناعة، والناشطون الشباب، وممثلو مجتمعات السكان الأصليين، والصحافيون، وغيرهم من أصحاب المصلحة".
وأشارت إلى أن مؤتمرات الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، هي تجمعات سنوية، واسعة النطاق، على المستوى الحكومي تركز على العمل المناخي. ويعد المؤتمر الذي ينعقد في دبي هو الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف.
وأوضحت أن "اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" دخلت حيز التنفيذ في 21 مارس 1994، لمنع التدخل البشري "الخطير" في النظام المناخي، حيث صادق على الاتفاقية 197 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، لتصبح عضويتها شبه عالمية، ويعمل "اتفاق باريس"، الذي اُعْتُمِد عام 2015، كامتداد لتلك الاتفاقية.
أهمية COP 28
وحول أهمية COP 28، ذكرت "الأمم المتحدة"، في تقريرها، أنه منذ اعتماد "اتفاق باريس" للمناخ، في COP 21 عام 2015، ركزت المؤتمرات اللاحقة على تنفيذ هدفه الرئيسي، وهو: "وقف ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، ومواصلة الجهود للحد من الارتفاع إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي".
وأضافت: "إذا كان مؤتمر باريس أعطانا الاتفاق، فقد أظهر لنا مؤتمر الأطراف الذي انعقد في مدينة كاتوفيتسه البولندية COP 24، ثم مؤتمر الأطراف في مدينة غلاسكو الاسكتلندية COP 26، الخطة، لتنتقل الدورة الـ 27 من مؤتمر الأطراف التي أقيمت في مدينة شرم الشيخ المصرية إلى التنفيذ".
وتتوقع الأمم المتحدة أن يمثل COP 28 "نقطة تحول"، حيث لن تتفق البلدان على ما هي الإجراءات المناخية الأقوى التي ستُتَّخَذ فحسب، وإنما سيوضح المؤتمر أيضاً كيفية تنفيذها، مشيرة إلى أن قياس التقدم نحو تحقيق أهداف باريس بشأن تقليل الآثار، والتكيف، وتمويل المناخ، وتكييف الخطط الحالية، يعد جزءاً أساسياً من صور العمل في مواجهة التغير المناخي، ولهذا السبب يكتسب المؤتمر أهمية أكبر، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
8 سنوات على اتفاق باريس
وقالت المنظمة إن عملية التقييم العالمي الأولى، التي بدأت في COP 26، الذي انعقد في جلاسكو، ستنتهي في دبي، حيث تم تصميم هذه العملية للمساعدة على تحديد ما الذي يتعين القيام به، وتوجيه البلدان نحو خطط عمل مناخية أكثر طموحاً وتسريعاً. ومن هذا المنطلق، قد يصبح القرار الذي تعتمده الأطراف في COP 28 النتيجة الأكثر أهمية بعد مؤتمر باريس عام 2015.
وأوضحت "الأمم المتحدة" أن عام 2023 يتجه إلى أن يكون العام الأكثر سخونة، في حين كانت السنوات الثماني الماضية هي الأعوام الثمانية الأكثر دفئاً على الإطلاق على مستوى العالم، تغذيها زيادة تركيزات الغازات الدفيئة والحرارة المتراكمة.
وأشارت إلى أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعيشون في مناطق معرضة بشدة لتغير المناخ.
وختمت بالقول: "بعد مرور نحو 8 سنوات على اتفاق باريس، وفي منتصف الطريق نحو أجندة عام 2030، يمثل COP 28 فرصة مناسبة للشروع في مسار جديد نحو العمل المناخي الفعَّال، ولحظة حاسمة لتحويل خطط المناخ إلى عمل طموح".