واشنطن تطلق سراح حليف لرئيس فنزويلا مقابل 10 أميركيين

بايدن: مادورو يحافظ حتى الآن على التزامه إجراء انتخابات حرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يستقبل رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب في القصر الرئاسي بعد وصوله من الولايات المتحدة. كاراكاس، فنزويلا. 21 ديسمبر 2023 - AFP
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يستقبل رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب في القصر الرئاسي بعد وصوله من الولايات المتحدة. كاراكاس، فنزويلا. 21 ديسمبر 2023 - AFP
كراكاس/ واشنطن-رويترزأ ف ب

أفرجت الولايات المتّحدة عن رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب، رجل الأعمال المقرّب من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مقابل إفراج كراكاس عن 10 محتجزين أميركيين وتسليمها السلطات الأميركية مطلوباً مُكنّى باسم "فات ليونارد"، وذلك في إطار صفقة تبادل سجناء تمّت الأربعاء بين الحكومتين.

وقال مسؤولون أميركيون إنّ الرئيس جو بايدن اتّخذ "القرار الصعب جداً" بالإفراج عن أليكس صعب المقرّب من الرئيس الفنزويلي الاشتراكي، والذي تتّهمه الولايات المتحدة بغسل الأموال لصالحه.

في المقابل، أطلقت كراكاس سراح 10 أميركيين و20 سجيناً سياسياً فنزويلياً، وسلّمت الولايات المتّحدة هاربا ملقباً باسم "فات ليونارد" متورّطاً في أسوأ فضيحة فساد للبحرية الأميركية.

وتأتي عملية تبادل السجناء بعد موافقة الولايات المتحدة في أكتوبر على تخفيف العقوبات المفروضة على النفط والغاز في فنزويلا بعدما أبرمت حكومة مادورو اتفاقا مع المعارضة لإجراء انتخابات.

وقال بايدن في بيان: "اليوم، أطلق سراح عشرة أميركيين كانوا محتجزين في فنزويلا وهم عائدون إلى الديار"، مضيفاً أنّه "سعيد، لأنّ محنتهم انتهت أخيراً".

وفي تصريح لصحافيين قال بايدن "يبدو أنّ مادورو يحافظ حتى الآن على التزامه إجراء انتخابات حرة" على النحو المتفق عليه في اتفاق تخفيف العقوبات.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنّ الصفقة توسّطت فيها قطر.

 "انتصار للحقيقة"

من جهتها، رحّبت فنزويلا بإطلاق سراح صعب. واعتبر الرئيس الفنزويلي الأربعاء، إفراج الولايات المتحدة عن أليكس صعب أنّه "انتصار للحقيقة".

وقال مادورو الذي استقبل صعب في القصر الرئاسي في كراكاس "أريد أن أرحّب بهذا الرجل الشجاع (...) بعد 1280 يوماً من الاحتجاز، انتصرت الحقيقة".

من جهته، شكر صعب مادورو وقال "اليوم، أصبحت معجزة الحرية، معجزة العدالة، حقيقة".

كذلك، قالت الحكومة الفنزويلية في بيان إنّ "إطلاق سراحه رمز لانتصار الدبلوماسية البوليفارية (الفنزويلية)".

وقال مسؤول أميركي إن المواطنين الأميركيين الذين تم تصنيفهم على أنهم اعتقلوا خطأ، وتم إطلاق سراحهم الآن هم إيفين هيرنانديز وجيريل كينيمور وجوزيف رايان كريستيلا وسافوي رايت. ورفضوا تسمية الآخرين، مستشهدين بمخاوف تتعلق بالخصوصية.

وجرى القبض على هيرنانديز وكينيمور بالقرب من حدود فنزويلا مع كولومبيا في مارس 2022، بينما قُبِض على كريستيلا في يوليو من العام الماضي. واتهم الرجال الثلاثة بمحاولة دخول البلاد بشكل غير قانوني.

"فات ليونارد"

ومن أبرز الأسماء التي جرى الإفراج عنها ضمن السجناء الأميركيين، ليونارد جلين فرانسيس، المعروف بلقب "فات ليونارد"، الذي كان في قلب أكبر فضيحة في تاريخ البحرية الأميركية.

وكان ليونارد، وهو مواطن ماليزي يملك مقاولة عسكرية في سنغافورة، وبعد القبض عليه عام 2013، اعترف في 2015 بتقديم رشاوى تصل قيمتها إلى 500 ألف دولار لضباط في البحرية الأميركية، لتوجيه السفن الحربية نحو الموانئ التي يشغلها، كي تشرف شركته على أعمال الصيانة وإعادة التزود بالمؤن.

ووجد المدعون الأميركيون أن "فات ليونارد" كان يضخم من قيمة الفواتير التي يقدمها للجيش، الذي يوافق عليها بعد تدخل الضباط والمسؤولين الأميركيين المتورطين معه. وقدرت السلطات قيمة الفواتير بـ35 مليون دولار.

وعند توقيفه كان ليونارد يواجه مشكلات صحية عديدة، أبرزها سرطان الكبد الذي كان يتطلب علاجاً متخصصاً، وقررت السلطات عام 2018 وضعه رهن الإقامة الجبرية في منزله في كاليفورنيا بعد موافقته على التعاون معها، قبل أن يفر في سبتمبر 2022، ويُقْبَض عليه في مطار كراكاس في فنزويلا.

وعندما غادر ليونارد الولايات المتحدة، توجه إلى المكسيك ثم كوبا، قبل أن ينتقل إلى فنزويلا حيث كان يعتزم السفر إلى روسيا.

ضغوط أميركية

وقال البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة إنه يتوقع أن يشهد تقدماً في إطلاق سراح السجناء، من أجل مواصلة تخفيف عقوبات الطاقة على كراكاس، والذي جرى الكشف عنه في أكتوبر رداً على موافقة الحكومة الفنزويلية إجراء انتخابات نزيهة في عام 2024.

وعلى الرغم من أن عمليات الإفراج يمكن اعتبارها خطوة من جانب مادورو للامتثال لمطالب الولايات المتحدة، إلا أن عودة صعب تمثل انتصاراً لمادورو. ولم تتم إدانة صعب بعد، وكانت عودته إلى فنزويلا تعتبر في السابق غير محتملة.

ومنحت واشنطن الحكومة الفنزويلية مهلة حتى 30 نوفمبر لإحراز تقدم في إزالة الحظر على المناصب العامة المفروض على مرشحي المعارضة، والبدء في إطلاق سراح السجناء السياسيين الأميركيين "المحتجزين ظلماً" من أجل تجنب إعادة فرض العقوبات.

وتسمح فنزويلا لمرشحي المعارضة باستئناف قرار الحظر، لكنها لم تحرز تقدماً كبيراً في إطلاق سراح السجناء قبل هذا الأسبوع.

وساطة قطرية

وتوسطت قطر في محادثات تبادل الأسرى، والتي طلب منها الجانبان المساعدة في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا العضو في منظمة أوبك، وفقاً لمصدرين مطلعين على الاتفاقية. والتقى كبير مفاوضي قطر بمادورو الأسبوع الماضي.

وقالت الحكومة الفنزويلية في بيان: "تحتفل حكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية بسعادة بتحرير دبلوماسينا أليكس صعب وعودته إلى موطنه، والذي كان حتى اليوم مختطفاً ظلماً في سجن أميركي".

وأضاف البيان أن صعب كان ضحية الانتقام الأميركي بسبب جهوده الدبلوماسية.

ورفض محامي صعب التعليق. ودفع صعب بأنه غير مذنب، ولم يتم تحديد موعد محاكمته بعد.

وقالت مصادر إنه من المتوقع أيضاً إطلاق سراح أربعة فنزويليين شاركوا إما في حملة المرشحة الرئاسية المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، أو في تنظيم الانتخابات التمهيدية للمعارضة في أكتوبر، أو سحب أوامر اعتقالهم. 

تصنيفات

قصص قد تهمك