العالم يودع عاماً مضطرباً ويدخل 2024 بآمال السلام وحل النزاعات

time reading iconدقائق القراءة - 9
جانب من الاحتفال بالسنة الجديدة في العاصمة الصينية بكين. 1 يناير 2024 - REUTERS
جانب من الاحتفال بالسنة الجديدة في العاصمة الصينية بكين. 1 يناير 2024 - REUTERS
دبي-وكالاتالشرق

بدأت عواصم العالم استقبال العام الجديد 2024، مودعة عام 2023 المضطرب والأكثر حراً على الإطلاق، والذي تميّز بصعود الذكاء الاصطناعي، لكن طُبع أيضاً بحربين في غزة وأوكرانيا، وبأزمة تغير المناخ.

واستقبلت مدينة سيدني الأسترالية المُلقّبة بـ"العاصمة العالمية لرأس السنة"، العام الجديد، إذ تجمّع أكثر من مليون شخص على امتداد شاطئ الميناء، في حين أشارت سلطات المدينة والشرطة إلى أن كل المواقع المطلّة على الألعاب النارية باتت مشغولة.

وتجمّع سكان سيدني في هذه المواقع متحدّين الطقس الذي يشهد رطوبةً غير معتادة في هذا الوقت من العام، وشاهدوا إضاءة جسر هاربور ومعالم أخرى بأسهم نارية وصل وزنها إلى 8 أطنان، كما شاهدوا عرضاً مبهراً للألعاب النارية وهو ما يوافق الاحتفال بالذكرى الخمسين لدار أوبرا سيدني الشهيرة.

وأنارت الألعاب النارية والعروض الضوئية بمناسبة دخول العام الجديد، مدينة دبي في الإمارات التي شهدت عروضاً للألعاب النارية في 32 موقعاً، أبرزها منطقة برج خليفة، وذا بيتش، وبلو واترز JBR، وجزيرة النخلة، وكايت بيتش.

وبدأ سكان العالم الذين يتجاوز عددهم حالياً 8 مليارات نسمة، يستقبلون العام الجديد الذي يأملون فيه، السلام، والحدّ من ارتفاع تكاليف المعيشة، وحلّ النزاعات العسكرية.

وفي السعودية، شهدت منطقة "ديزني ذا كاسل" في العاصمة الرياض، التي اُفْتُتِحَت في نوفمبر الماضي، "ليلة من الخيال تحت أضواء الألعاب النارية".

وفي روما، ذكر البابا فرنسيس في صلواته، ضحايا الصراعات في مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه "في نهاية العام، لنتحلّى بالشجاعة ونسأل أنفسنا كم ضحية وقعت جراء النزاعات المسلحة وكم قتيلاً سُجّل"، في هذه الصراعات.

وأضاف: "لنسأل أنفسنا كذلك ما هو حجم الدمار والمعاناة والفقر؟ فليراجع مَن لهم مصلحة من هذه الصراعات ضمائرهم".

وتابع البابا في قداس، الأحد: "أتمنى للجميع نهاية سلمية لهذا العام، ولا تنسوا من فضلكم الدعاء لي".

البحث عن مأوى وطعام

في مدينة غزة المدمّرة، لم تبق أماكن للاحتفال بالعام الجديد. وأكدت الأمم المتحدة نزوح قرابة 2 مليون شخص من سكان القطاع منذ بدء الحرب، أي حوالي 85% من سكانه، بينما قتل قرابة 22 ألف شخص.

وطبع عام 2023 في قطاع غزة، حرب إسرائيل المدمرة على القطاع، بينما لا يعول سكان غزة كثيراً على عام 2024 في أن يكون أكثر راحة بعد مرور 12 أسبوعاً من الحرب.

وفي رفح على حدود غزة مع مصر، والتي أصبحت أكبر نقطة ينزح إليها الفلسطينيون الفارون من أجزاء أخرى من القطاع، كان الناس أكثر انشغالاً بمحاولة العثور على مأوى وطعام وماء من التفكير في العام الجديد.

وقال أبو عبد الله الآغا، وهو فلسطيني في منتصف العمر، دمرت غارة جوية إسرائيلية منزله في خان يونس، وفقد اثنين من أقاربه بسببها: "أنا بتمنى أرجع إلى ركام منزلي في عام 2024، أحط الخيمة أقعد في المكان".

آمال في تجاوز إراقة الدماء

وفي فرنسا، قال الرئيس إيمانويل ماكرون، في خطاب بثه التلفزيون قبل احتفالات العام الجديد، إن عام 2024 سيكون "عام الفخر للفرنسين" مع استعداد البلاد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية العام المقبل، وإعادة فتح كاتدرائية نوتردام بعد تعرضها لحريق مدمر.

بينما في ألمانيا قال المستشار أولاف شولتز في خطابه التقليدي في نهاية العام، إن العام المنصرم شهد "الكثير من المعاناة وإراقة الدماء" لكنه وعد "أننا في ألمانيا سنتجاوز هذا".

وألقت الشرطة الألمانية، القبض على 3 أشخاص آخرين من المشتبه بهم في مؤامرة يعتقد أنها كانت تستهدف كاتدرائية كولونيا الشهيرة في ألمانيا، عشية رأس السنة الجديدة.

وقالت شرطة كولونيا، إن المشتبه بهم كانوا يعتزمون استخدام سيارة لمهاجمة الكاتدرائية التي يعود تاريخها إلى 800 عام.

وفي بريطانيا استقبلت لندن، العام الجديد، بقرع جرس ساعة "بيج بن" الشهيرة، في برج وستمنستر، وألعاب نارية، وعرض لأبرز الأخبار التي تضمنت تتويج الملك تشارلز الثالث.

وفي الولايات المتحدة، تجمع عشرات الآلاف من المحتفلين بالعام الجديد في ساحة "تايمز سكوير" في مانهاتن، لمتابعة سقوط الكرة المضيئة عند منتصف الليل بعد عروض موسيقية.

كوارث طبيعية

على مدار الأشهر الـ 12 الماضية، شهد العالم كوارث ضخمة بينها كوارث طبيعية. وضرب زلزال بقوة 7.8 درجات، تركيا وسوريا المجاورة في 6 فبراير، تلاه آخر بعد بضع ساعات بقوة 7.6 درجة. 

وأسفرت الهزات الأرضية العنيفة عن مصرع أكثر من 55 ألف شخص في البلدين، إذ قضى 50 ألف شخص على الأقل في تركيا، وأكثر من 5 آلاف في سوريا. ورتّب هذا الزلزال خسائر اقتصادية فادحة في البلدين.

وليل 8 سبتمبر الماضي، ضرب زلزال، المغرب، مخلفاً نحو 3 آلاف ضحية، و5 آلاف و600 جريح في أقاليم شاسعة جنوب مراكش في وسط البلاد، وأدى إلى تضرر نحو 60 ألف مسكن في حوالي 3 آلاف قرية على مرتفعات جبال الأطلس الكبير.

وفي ليبيا، أدى انهيار سدَّين في مدينة درنة المطلة على البحر الأبيض المتوسط في 10 من سبتمبر، إلى حدوث فيضان بحجم تسونامي جرف كل شيء في طريقه، تزامناً مع مرور العاصفة "دانيال" في شرق البلاد. وتسبّبت الفيضانات بقتل وجرح وفقدان آلاف من سكان المدينة.

واعتُبر عام 2023 أيضاً، الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل بيانات درجات الحرارة في عام 1880. وشهد الكوكب خلاله سلسلة من الكوارث المناخية، من باكستان إلى القرن الإفريقي مروراً بحوض الأمازون.

إلى ذلك شهد العام 2023 اندلاع حرب دامية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7.1 مليون شخص نزحوا منذ بداية النزاع المستمر، لجأ 1.5 مليون منهم إلى بلدان الجوار. وقُتل في الحرب أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير متحفظ لمنظمة "أكليد" غير الحكومية.

وسيشهد هذا العام انتخابات حاسمة في بلدان تضم نصف سكان العالم، وسيُدعى أكثر من 4 مليارات شخص إلى صناديق الاقتراع، لا سيما في بريطانيا والاتحاد الأوروبي والهند وإندونيسيا والمكسيك وجنوب إفريقيا وفنزويلا، وطبعاً في الولايات المتحدة حيث يعتزم الديمقراطي جو بايدن (81 عاماً) والجمهوري دونالد ترمب (77 عاماً) التنافس مرة جديدة في نوفمبر المقبل.

تصنيفات

قصص قد تهمك