قنص أطفال وجراحة دون تخدير.. طبيبان فرنسيان يرويان "أهوال" مستشفيات غزة

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل في مستشفى شهداء الأقصى بعد الهجوم الإسرائيلي على دير البلح، غزة. 6 يناير 2024 - AFP
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل في مستشفى شهداء الأقصى بعد الهجوم الإسرائيلي على دير البلح، غزة. 6 يناير 2024 - AFP
مارسيليا-أ ف ب

روى طبيبان فرنسيان عائدان من غزة، بعدما أمضيا أسابيع عدة في المستشفى الأوروبي، الوضع المروع في القطاع حيث كانوا يجرون عمليات جراحية في ظروف "فظيعة"، وسط نقص حاد في المواد المطهرة وعويل المرضى والمصابين، وحالات وفاة "لا مفر لها".

وقال الطبيب خالد بن بوطريف، المختص بطب الطوارئ من تولوز: "لم يعد هناك أي وسيلة لتطهير أقسام المستشفى".

وتوجّه الطبيب إلى جنوب قطاع غزة من 22 يناير إلى السادس من فبراير، مع جمعية "بالميد" الطبية التي تعنى بمساعدة الفلسطينيين.

وأضاف الطبيب الستيني خلال مؤتمر صحافي في مارسيليا: "كنا نجد صعوبة في معالجة المرضى والمصابين، لم يكن هناك من حمالات، كنا نضطر إلى معالجة المصابين بجروح خطرة على الأرض".

"جراحات في ظروف مريعة"

ورصد زميله باسكال أندريه، الخبير في الالتهابات، بين 8 و22 فبراير، أن "الكثير من المرضى يصابون بالتهابات خطرة بعد العمليات الجراحية"، لأن القسم "ليس نظيفاً بما يكفي" في غياب المواد المطهرة.

وأكد الطبيب الفرنسي "الوضع مريع، والذي لا مبرر له".

وأضاف باسكال أندريه: "تجرى الجراحات في ظروف مريعة، لأن لا يمكن للناس الحصول على المطهرات المناسبة قبل ذلك".

ورأى بن بوطريف أن النزاع مستمر منذ فترة طويلة، و"لم يعد وارداً" للفرق الطبية في المستشفى الأوروبي "المحافظة على أي نوع من التنظيم". وقال: "المختبر يعاني من مشاكل كثيرة وأي تحليل ضروري لتشخيص إصابة او متابعة مرض لم يعد ممكناً".

وفيات "يمكن تجنبها"

وأكد بن بوطريف أن إحدى الصعوبات تتمثل في العدد الكبير من النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى، وباتوا "ينتشرون في الممرات وفي قاعات الانتظار والسلالم"، وفي "بعض المصاعد أيضاً.. أينما كان".

وأضاف: "رغم ذلك يجب الاستمرار في تقديم الرعاية للمرضى في ظل فوضى تامة".

وتابع الطبيب أندريه قائلاً بكثير من التأثر: "رأيت في قسم الإنعاش مرضى مع أنابيب في الفم يحصلون على تنفس اصطناعي وأعينهم مفتوحة بسبب غياب المنوم"، موضحاً أن بعض شاحنات المساعدات الإنسانية تبقى عالقة عند الحدود بين مصر والقطاع.

وتتحكم إسرائيل بدخول المساعدات البرية إلى قطاع غزة؛ التي تبقى غير كافية نظراً إلى الحاجات الهائلة للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، تهدد غالبيتهم المجاعة بحسب الأمم المتحدة.

"لا مواد مخدرة"

وأكد الطبيب أندريه أن بعض المرضى "كانوا يصرخون من الوجع بسبب غياب المواد المخدرة"، مشدداً على أن نقص الأدوية يؤثر أيضاً على الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

وقال إنه شهد في فبراير وفاة أم شابة "بسبب عدم تلقيها علاج السكري"، مشدداً على أنها "وفيات يمكن تجنبها بالكامل لكن لا يتم الحديث عنها، ولا تحتسب".

وإلى جانب ضحايا القصف، أوضح بن بوطريف أنه استقبل في قسم الطوارئ "الكثير من ضحايا القناصة".

وقال بن بوطريف: "من الواضح أنهم كانوا يطلقون النار على أطفال. فالإصابة محددة جداً ومحتسبة جداً"، ذاكراً حالة طفلة في الحادية عشرة أصيبت بشلل ثلاثي بعدما أصابتها رصاصة في العنق.

وأسف الطبيبان لغياب الاهتمام بشهادتهما منذ عودتهما إلى أوروبا، وأكد أندريه "أشعر بالألم من هذا الصمت".

تصنيفات

قصص قد تهمك