"دعم إسرائيل" يجبر البيت الأبيض على إلغاء حفل إفطار رمضان السنوي

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرون يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال احتجاج خارج البيت الأبيض. 2 أبريل 2024 - AFP
متظاهرون يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال احتجاج خارج البيت الأبيض. 2 أبريل 2024 - AFP
دبي-الشرق

ألغى البيت الأبيض حفل إفطار سنوي كان مقرراً خلال الأسبوع الجاري، بعد رفض قيادات بالجالية المسلمة، الدعوة، بسبب دعم الرئيس جو بايدن، لحرب إسرائيل على غزة، ما يلخص حجم الإشكالية التي تعانيها الإدارة الأميركية.

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن البيت الأبيض، دعا زعماء الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، لكنها قوبلت بالرفض، حيث قال العديد من المدعوين إنهم "لن يحضروا حفل الإفطار مع الرئيس، بينما يعاني الكثير من الفلسطينيين بسبب الحصار".

ونقلت الصحيفة عن طبيب أميركي من أصل فلسطيني كان في غزة في يناير الماضي ويدعى ثائر أحمد: "كيف يمكن أن نتحدث عن المجاعة أثناء تناول الخبز وشرائح اللحم؟".

واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف يلخَص حجم الإشكالية التي تمثلها الحرب على غزة، بالنسبة للرئيس الأميركي، الذي قالت إنه "ينتقد إسرائيل بشكل متزايد، ولكنه لا يزال يقاوم الدعوات من داخل حزبه الديمقراطي لوضع شروط على إرسال الأسلحة إلى تل أبيب". 

اقرأ أيضاً

رغم "انقسام" في إدارته.. بايدن "لا يعتزم" تغيير سياسته تجاه إسرائيل

لا تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تغيير سياستها تجاه تل أبيب، رغم الغارة التي قتلت 7 من موظفي الإغاثة الإنسانية في منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية.

وذكرت أن البيت الأبيض، تراجع عن الدعوة بسرعة، عندما أصبح من الواضح أن "الفعالية الرمضانية السنوية ستكون مثيرة للجدل"، وتم الاكتفاء بإقامة مائدة إفطار صغيرة لموظفي الإدارة فقط، بالإضافة إلى اجتماع منفصل لزعماء المجتمع في الولايات المتحدة والذي حضره ثائر أحمد. 

رسالة معاناة

وحضر الاجتماع، الذي استمر لأكثر من ساعة، الرئيس الأميركي ونائبته كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وغيرهم من كبار مسؤولي الإدارة، وكان من بين الأشخاص الذين تحدثوا إلى بايدن خلال اللقاء، 3 أطباء عالجوا مرضى في غزة مؤخراً.

وقال الطبيب ثائر أحمد للصحيفة، إنه أخبر بايدن بأن الاجتياح البري الإسرائيلي الوشيك لرفح، سيكون بمثابة "حمام دم ومذبحة"، كما سلّمه رسالة من فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات من غزة فقدت عائلتها بأكملها في الحرب. 

وكتبت الفتاة في الرسالة التي حصلت "نيويورك تايمز" على نسخة منها: "نعاني كثيراً في رفح، لأننا نعيش في خيمة صغيرة للغاية، ويمكن أن تدخل الدبابة الخيمة وتدهسني (..) لا نريد مجازر أو معاناة جديدة، نريد الأمان، وأن نعيش مثل بقية أطفال العالم، من فضلك بايدن أوقف هذه الحرب". 

وبعد أن تحدث لمدة 6 دقائق تقريباً، أخبر الطبيب الفلسطيني الأصل، الرئيس بأنه سيغادر الاجتماع، قائلاً: "احتراماً للجالية المسلمة، وللعديد من الأشخاص الذين يعانون الحزن والألم الشديد، لا بد لي من الانسحاب من هذا الاجتماع"، ليرد الرئيس الأميركي بأنه يتفهم ذلك.

ونقلت الصحيفة عن الرئيسة التنفيذية لمجلس قيادة المسلمين من ذوي البشرة السمراء، سليمة سوسويل، قولها: "أخبرت بايدن عن المعضلة الأخلاقية التي يشعر بها بعض أعضاء مجتمع المسلمين السود الذين يدعمونه بسبب حرب غزة، وأن السود يرتبطون إلى حد ما بهذه القضية التي تنطوي على القمع وتجريد الناس من إنسانيتهم، إذ عاش أسلافهم 400 عام من هذا الوضع".

وذكرت سوسويل، التي حضرت الاجتماع كاملاً، أن الحضور تبادلوا تجاربهم على أرض الواقع في غزة، لافتة إلى أن أحد الأطباء قام بتوزيع صور لأطفال من القطاع. 

احتواء الغضب

وذكرت الصحيفة، أن ما جرى في حفل إفطار هذا العام، يتناقض بشكل كبير مع الاحتفال الذي أقيم العام الماضي في البيت الأبيض بمناسبة شهر رمضان، والذي حضره المئات من قادة الجالية المسلمة وموظفي البيت الأبيض والسياسيين الذين تناولوا الإفطار، والتقطوا صوراً مع بايدن.

وكان اجتماع الرئيس الأميركي مع زعماء الجالية المسلمة، الثلاثاء الماضي، من بين العديد من الاجتماعات التي عقدتها الإدارة في الأشهر الأخيرة، سواء داخلياً مع الموظفين أو مع المجموعات المختلفة من خارجها، بينما كانت تحاول تهدئة السخط واسع النطاق بشأن الحرب، إذ أثار موقف بايدن غضب الدوائر الانتخابية الحاسمة في قاعدته.

من جانبها، رفضت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، الأربعاء، التعليق على تفاصيل الاجتماع، لكنها قالت إنه "كان اجتماعاً خاصاً"، لكنها أشارت إلى أن الرئيس يتفهم أنها كانت "لحظة مؤلمة للغاية للكثيرين في الجالية العربية والمسلمة". 

وأضافت: "لقد أعرب الرئيس عن التزامه بمواصلة العمل من أجل ضمان التوصل لوقف فوري لإطلاق النار كجزء من صفقة لتحرير الرهائن وزيادة معدل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير، كما أوضح أنه حزين لخسارة كل الأرواح البريئة في هذا الصراع، من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". 

وبسؤالها عن انسحاب الطبيب ثائر أحمد، من الاجتماع مع بايدن، قالت جان بيير، إن الرئيس الأميركي "يحترم الحق في الاحتجاج السلمي".  

وخلال الاجتماع، أعرب بايدن وهاريس عن رغبتهما في إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، وعندما سُئل عن الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، قال الرئيس الأميركي إن إسرائيل "تصد هذه الدعوات بسبب مخاوفها بشأن الرهائن".

تصنيفات

قصص قد تهمك