مصر.. شكاوى تطبيقات النقل الذكي تستنفر البرلمان

time reading iconدقائق القراءة - 10
مركبات تسير في أحد الطرق بالعاصمة المصرية القاهرة. 24 يناير 2024 - Reuters
مركبات تسير في أحد الطرق بالعاصمة المصرية القاهرة. 24 يناير 2024 - Reuters
القاهرة-أمير فتحيمحمود أبو بكر

في خطوة للحد من حوادث "التحرش والخطف" المتهم فيها عدداً من سائقي شركات النقل الذكي، يتجه مجلس النواب المصري (البرلمان) إلى تشديد الإجراءات المتبعة فيما يتعلق بهذا الملف، حيث استدعى مسؤولين بهذه الشركات وآخرين من وزارة النقل على خلفية إحاطات مقدمة من بعض النواب.

وشهدت مصر خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما عُرف إعلامياً بواقعة "فتاة التجمع"، بعد اتهامات لسائق بشركة "أوبر" للنقل الذكي بمحاولة الاعتداء على فتاة تحت تهديد السلاح، بمنطقة صحراوية في العاصمة القاهرة.

وجاء ذلك بعد أسابيع قليلة من واقعة "فتاة الشروق" التي راحت ضحيتها فتاة تدعى حبيبة الشماع بعدما ألقت بنفسها من سيارة "أوبر" أثناء سيرها بسرعة كبيرة على طريق سريع خوفاً من تحرش السائق بها، ما أدى إلى وفاتها في المستشفى متأثرة بإصاباتها.

وتعمل في مصر عدة شركات للنقل الذكي، من بينها "أوبر، وكريم، وإندرايف، وديدي، وغيرها".

وفي واقعة "فتاة التجمع"، ذكرت وزارة الداخلية المصرية أنها "تلقّت بلاغاً (في 12 مايو الجاري) من إحدى الفتيات بأنها حال استقلالها سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي، قام قائدها باصطحابها لإحدى المناطق بدائرة قسم شرطة مدينة نصر ثان، وحاول التعدي عليها وبحوزته سلاح أبيض (كَتَر)، ما أسفر عن إصابتها، لكنها تمكنت من الفرار".

وأشارت الداخلية المصرية في بيان إلى أنه "تم ضبط الجاني، وكذلك السلاح الأبيض والسيارة المستخدمتين في الواقعة".

وفي بيان حصلت "الشرق" على نسخة منه، قالت "أوبر" إنها تتبع معايير مشددة في اختيار السائقين الراغبين في استخدام تطبيقها، إضافة إلى توفير عدد من الخدمات والميزات على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.

مجلس النواب المصري

وكشف رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري أحمد بدوي لـ"الشرق"، عن أنهم بحثوا ملف تطبيقات النقل الذكي في البلاد، تمهيداً لإصدار توصيات من بينها "إلزام الحكومة بتعزيز سبل سلامة الركاب من خلال استحداث وسائل حماية إضافية، وبصفة خاصة مراقبة عملية النقل البري باستخدام تكنولوجيا المعلومات عبر الكاميرات والتسجيل الصوتي".

وشدد بدوي على أن التجاوزات التي حدثت بحق بعض مستخدمي تطبيقات النقل الذكي لن تمر دون عقاب، مضيفاً أن اللجنة البرلمانية استمعت خلال الجلسة إلى مسؤولين بإحدى الشركات العاملة في هذا المجال.

ولفت إلى أن اللجنة البرلمانية أصدرت عدة توصيات من بينها أيضاً التأكيد على أن "شركات النقل الذكي، ليست عاملة في مجال التطبيقات الرقمية، وبالتالي فهي معنية بضمان سلامة الركاب، وهو التزام وجوبي لا يجوز مخالفته أو التحلل منه".

واستكمل حديثه قائلاً: "تم التشديد على قيام جميع الشركات الراغبة بالعمل في هذا المجال، بتوفير مركز لخدمة العملاء لاستقبال الشكاوى وتسجيلها بشكل منتظم، على أن تكون قاعدة بيانات الشكاوى مرتبطة إلكترونياً بوزارة النقل، بحيث تقوم الأخيرة بمتابعة التنفيذ".

 "فتاة التجمع" و"فتاة الشروق"

بدورها أصدرت شركة "أوبر" بياناً الأسبوع الماضي، تعليقاً على واقعة "فتاة التجمع"، قائلة إن ما جرى ليس له مكان على تطبيقها الخاص، وأدانت بشدة "مثل هذا السلوك الخطير".

وأكدت "أوبر" أنها اتخذت بالفعل جميع الإجراءات اللازمة ضد السائق، بما في ذلك إيقاف حسابه على التطبيق.

وفي أبريل الماضي، قضت محكمة مصرية، بمعاقبة سائق تابع لتطبيق "أوبر" بالسجن 15 عاماً وتغريمه 50 ألف جنيه (1070 دولاراً)، في واقعة وفاة "فتاة الشروق" حبيبة الشماع، التي ألقت بنفسها من السيارة إثر "محاولة اختطافها من السائق"، وفق التحقيقات.

من جهته، أكد كبير مديري السياسات العامة والحكومية لـ"أوبر" في شمال إفريقيا والخليج العربي أحمد علي، أن إدارة الشركة عرضت تحمُّل التكاليف العلاجية عن طريق شركة التأمين الخاصة بشركته، إضافة إلى التعاون مع جهات إنفاذ القانون، ما ساهم في القبض على السائق الذي "تم إيقاف حسابه فوراً".

وقال علي خلال الجلسة البرلمانية للجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب المصري، إن الشركة اتخذت عدداً من الإجراءات عقب حادثة "فتاة الشروق" حبيبة الشماع، تمثّلت في استحداث زر الاستغاثة العاجلة (SOS)، مع إلزام السائقين بتقديم سجل جنائي "فيش وتشبيه" بشكل سنوي، بالإضافة إلى فصْل الركاب عن السائقين من خلال ألواح زجاجية داخل المركبات.

وفي السياق ذاته، قال مدير تطوير الأعمال في "إندرايف" بالشرق الأوسط معتز توبة، إن لديهم إجراءات عديدة للأمان، مشيراً إلى أنهم يهتمون بمراجعة تعليقات المستخدمين، مع توجيه إنذار لأي سائق يحصل على 3 تعليقات سلبية، ويصل الأمر إلى إغلاق حسابه إذا تكررت الواقعة.

وأضاف "توبة" في حديثه لـ"الشرق" أن الشركة تقوم بشكل مستمر بـ"حملات خاصة" للسائقين لتحسين سلوكهم المهني، كما ترفض تسجيل أي سائق لم يتقدم بالسجل الجنائي "الفيش والتشبيه"، لافتاً إلى أنه لا يوجد لديهم ما يُسمى بـ"فترة اختبار للسائق" دون تقديم أوراقه على عكس تطبيقات أخرى للنقل الذكي.

وتابع بقوله إن الشركة تتيح للمستخدم وضْع أرقام هواتف سواء للأصدقاء أو الأقارب في خانة الأمان، وبالتالي يسهل التواصل معهم من خلال فريق الدعم في حالة وقوع أي حادث.

وعن إجراءات الشركة لتسجيل السائقين، أوضح توبة، أنه قبْل أن يتمكن أي شخص من التسجيل، تقوم الشركة بفحص المستندات والأوراق الخاصة به للتحقق من صورته وهويته الشخصية، منوهاً بأن الشركة تحث المستخدمين بشكل مستمر على التواصل مع فريق الدعم في حال وجود عدم تطابق في بيانات السيارة أو السائق المسجلة في طلب الرحلة.

ولفت إلى أن من أهم ميزات الأمان على التطبيق "استخدام زر الطوارئ عند وقوع حادث"، مع إمكانية مشاركة مسار الرحلة مع شخص آخر من أجل تتبعها، بالإضافة إلى توافر مراكز أمان تقدم جلسات تدريبية ونصائح للسائقين، مع وضع قواعد عامة للسلوك المهني على التطبيق للالتزام بها.

القانون المصري

وعلى الرغم من أن القانون المصري يُلزم الشركات المرخص لها بالعمل في استخدام مركبات النقل البري، بعدم منح موافقة التشغيل لقائدي المركبات إلا بعد إخضاعهم لتحاليل المخدرات والكحوليات، والتأكد من سلبية نتائجهم، وإخطار وزارة الداخلية ببيانات قائد المركبة للكشف عليه جنائياً، وعما إذا كان قد سبق صدور أحكام جنائية ضده.

بالإضافة إلى ضرورة الحصول على موافقة وزارة الداخلية بشأن التصريح لقائدي المركبات بالعمل، وذلك حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين، إلا أنه لا توجد آلية لضمان الالتزام بهذه الإجراءات.

وقال عضو مجلس الشيوخ ومساعد وزير الداخلية السابق اللواء فاروق المقرحي إن شركات تطبيقات النقل الذكي كانت تتبع معايير دقيقة في اختيار عناصرها وطرق تشغيلهم، "ولكن مع الوقت أصابها الترهل".

وطالب المقرحي في حديثه لـ"الشرق" بضرورة إجراء كشف دوري للوقوف على الحالة الصحية لقائدي السيارات، وأيضاً إجراء تحليل للمخدرات بشكل عشوائي، واستبعاد المتعاطين في الحال ودون رجعة.

وتابع مساعد وزير الداخلية السابق أنه ينبغي على شركات النقل الذكي اتباع الطرق السليمة في تعيين سائقيها، وفي مقدمتها التأكد من صحيفة الحالة الجنائية للسائقين، مشدداً على ضرورة أن يكون قائد السيارة هو مالكها، وليس شخص آخر.

أوبر ترد بتفاصيل الإجراءات المتبعة

الكشف عن السائقين:

  • إلزام السائقين بتقديم صحيفة الحالة الجنائية لاستخدام التطبيق، ولدينا وسائل تكنولوجية تساعد على كشف الاحتيال.
  • إلزام السائقين بتقديم نتيجة سلبية لتحليل المخدرات عند بدء القيادة على التطبيق، فضلاً عن التحليل العشوائي الشهري.

التحقق الفوري من الهوية:

  • يُطلب من السائقين بشكل دوري التقاط صورة شخصية للتأكد من أن السائق هو صاحب الحساب المسجل.
  • في حالة عدم تطابق الصورتين، يتم حظر الحساب مؤقتاً لحين التحقق من الأمر.

الإرشادات المجتمعية:

  • تثقيف الركاب والسائقين حول الإرشادات المجتمعية والسلوك المسموح به عند استخدام للتطبيق.

التعاون مع سلطات إنفاذ القانون:

  • تخصيص فريق على مدار الساعة للتعاون مع السلطات المختصة.

التدريب الإلزامي للسائقين:

  • تقديم تدريبات إلزامية بشأن السلامة تتضمن التوعية حول السلوكيات غير المقبولة على التطبيق.
  • يجب على جميع السائقين إكمال الدورات مبكراً للمتابعة في استخدام التطبيق.

الدعم الفوري للحوادث:

  • تخصيص فريق عمل عالمي لتقديم الدعم على مدار الساعة لمختلف الحوادث أو المواقف التي يتم الإبلاغ عنها.
  • يتضمن الفريق متخصصين في شؤون إنفاذ القانون يعملون بشكل مباشر مع السلطات المختصة لمعاونتهم في تحقيقاتهم.
  • تتبُّع جميع الرحلات عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

المساءلة المشتركة:

  • يمكن للركاب والسائقين الإبلاغ عن مشكلات السلامة طوال اليوم.
  • يستجيب فريق السلامة للاتصالات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقصي الشكوى.
  • وجود سلوك يتعارض مع إرشادات مجتمع أوبر قد يؤدي إلى إيقاف حساب المستخدم.

التسجيل الصوتي (تم إطلاقه مؤخراً):

  • متاح خيار تسجيل الصوت أثناء الرحلة للركاب والسائقين، وللمساعدة في حماية الخصوصية يتم تشفيره.

زر الطوارئ "SOS" (تم إطلاقه مؤخراً):

  • متاح زر الطوارئ للركاب للاتصال مباشرة بقوات النجدة على رقم 122 من خلال التطبيق في حالة الشعور بعدم الأمان.

التحقق عن طريق رقم التعريف الشخصي:

  • إمكانية تفعيل خاصية التحقق عن طريق رقم التعريف الشخصي الذي يظهر على التطبيق قبل بدء الرحلة.
  • إمكانية إعداد خاصية رمز التعريف الشخصي واختيار أوقات تفعيلها من خلال ميزة الاطمئنان على السلامة.

التحقق من سير الرحلة: 

  • استخدام GPS لاكتشاف أي شيء خارج عن المألوف أثناء الرحلة، مثل التوقف الطويل أو الاصطدام المحتمل.

التحقق من الرحلة:

  • إرسال إشعارات على التطبيق تحث الركاب على التأكد من استكمال 3 خطوات لضمان استقلال السيارة الصحيحة.
  • يتم هذا من خلال مطابقة رقم لوحة السيارة، والشركة المصنّعة للسيارة وطرازها، وصورة السائق.

مشاركة تفاصيل الرحلة:

  • إمكانية مشاركة الرحلات مع الأصدقاء وأفراد العائلة لمتابعة سير الرحلة.

تحديد عدد ساعات القيادة:

  • مساعدة السائقين على مراقبة المدة التي قضوها في القيادة.
  • تطالبهم الميزة بوقف النشاط على التطبيق لمدة 6 ساعات متتالية بعد 12 ساعة من وقت القيادة.

خصوصية المتصل:

  • إمكانية التواصل بين الركاب والسائقين مع إخفاء أرقامهم عند الاتصال عبر التطبيق.

تنبيهات السرعة للسائق:

  • تذكير السائق بسرعة السير الآمنة في نطاق السرعات القانونية المحددة.

جهات الاتصال الموثوقة:

  • إمكانية اختيار جهات الاتصال الموثوق بها في التطبيق، وتفعيل إشعارات لمشاركة الرحلة معهم.

طلب مشوار لشخص آخر:

  • إمكانية إدخال اسم ورقم راكب آخر، حيث يتلقى بعدها رسالة نصية تحتوي على اسم السائق وتفاصيل ورقم لوحة السيارة.
  • إعلام السائق باسم الراكب الآخر، لتعزيز الشعور بالاطمئنان.
تصنيفات

قصص قد تهمك