"سفاح التجمع" في مصر.. قاتل متسلسل خصص غرفة عازلة للصوت لإعدام ضحاياه من النساء

المتهم يحمل الجنسية الأميركية وحاول الهرب خلال معاينة مسرح الجريمة

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة غير مؤرخة لمقر وزارة الداخلية المصرية في القاهرة - twitter/moiegy
صورة غير مؤرخة لمقر وزارة الداخلية المصرية في القاهرة - twitter/moiegy
القاهرة -الشرق

كسرت جريمة قتل مروّعة، هدوء حي راق يقع شمال شرقي العاصمة المصرية القاهرة، راح ضحيتها 3 سيدات، ويُتهم بارتكابها شاب ثلاثيني، عُرف إعلامياً باسم "سفاح التجمّع الخامس".

وكشفت مصادر أمنية بوزارة الداخلية لـ"الشرق"، تفاصيل الجريمة التي صدمت الشارع المصري، بعد اعتراف المتهم في التحقيقات أنه كان يقوم بـ"تعذيب الضحايا حتى الموت" بعد استدراجهم داخل شقة في مدينة القاهرة الجديدة.

وقالت مصادر أمنية مطلعة، إن عدد الضحايا بلغ حتى الآن 3 سيدات، جرى العثور على جثامينهن، فيما رجحت التحريات الأوليّة أن يكون العدد أكبر.

ولم تُصدر وزارة الداخلية أو النيابة العامة المصرية أي بيان رسمي بشأن الحادث حتى الآن.

اكتشاف الجريمة

في 16 مايو الجاري، تلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً من مواطنين يفيد العثور على جثمان فتاة "بدون ملابس" في دائرة قسم جنوب ثان بورسعيد، ثم أعلنت السلطات الأمنية اكتشاف جثامين لثلاث سيدات (بينهن جثمان ضحية بورسعيد) تم قتلهن بطريقة مماثلة، إحداهن على طريق 30 يونيو الصحراوي جنوب بورسعيد، والثانية على طريق محافظة بورسعيد.

وتحفظت جهات التحقيق على جثامين السيدات الثلاث، وتم تحديد هويتهن، وفحص بلاغات التغيّب، فضلاً عن تشريحهن للوقوف على أسباب الوفاة وكيفية حدوثها وتوقيتها والأدوات المستخدمة في إحداثها.

من هو المتهم؟

وعقب تتبع خيوط الجريمة، أعلنت الأجهزة الأمنية في القاهرة، إلقاء القبض على "ك.م" (37 عاماً)، المتهم بقتل  سيدات في شقة بالقاهرة الجديدة.

ووفقاً لمعلومات ذكرها جيرانه في كومباوند بالقطامية، فالمتهم من محافظة الإسكندرية، وكان يعمل بالتدريس في إحدى المدارس الدولية المعروفة، وانفصل عن زوجته وأطفاله قبل 5 أشهر، ويحمل الجنسية الأميركية.

وذكروا أن المتهم استأجر الشقة التي أعدّها لتنفيذ مخططه الإجرامي قبل فترة وجيزة، حيث كانت تتردد عليه عدد من السيدات.

فيما قال "أمن الكومباوند" إن المتهم كان يتردد على الشقة في أوقات متأخرة من الليل، وبصحبته سيدات عدّة، وأنه طلب من مالك العقار تركيب عوازل صوت، حتى لا يتم إزعاجه.

من هن الضحايا؟

وقالت المصادر الأمنية لـ"الشرق"، إنه وفقاً لاعترافات المتهم بالجريمة، فالضحية الأولى لسيدة (27 عاماً)، تعمل ربة منزل، وزعم استدراجها لغرض "الجنس وتعاطي المخدرات". وقال إنه ارتكب جريمته بعد تقييد الضحية والاعتداء عليها ثم خنقها ووضع جثمانها في حقيبة سفر، وألقاها على طريق (الإسماعيلية- بورسعيد الصحراوي).

أما الضحية الثانية، فهي لفتاة من محافظة القاهرة، (19 عاماً)، وذكر المتهم في التحقيقات أنه "استدرجها عن طريق فيسبوك، وأقامت معه لفترة بمقابل مادي". ووفقاً لاعترافات المتهم، قام بخنق الضحية في 8 مايو، وتخلص من جثمانها بعد 5 أيام من الجريمة.

الضحية الثالثة، قال المتهم في اعترافاته إنه ألقى بجثمانها في الظهير الصحراوي (طريق القاهرة- الإسماعيلية)، وذكرت الأجهزة الأمنية أن الضحية حُرر محضر بشأن تغيبها منذ 18 نوفمبر 2023.

تفاصيل صادمة

المتهم الذي وصف نفسه بـ"السادي"، اعترف أمام جهات التحقيق باستدراج ما وصفهن بـ"عاملات الجنس"، عبر "فيسبوك"، معتبراً أن "ارتكاب جرائمه معهن والتخلص منهن سهل، حيث لا يسأل أحد عليهن".

وقال إنه "تعرّف عليهن في الشارع أو بملهى ليلي أو عن طريق الإنترنت، وكان يلتقيهن في شقة بمنطقة التجمع لممارسة أعمال منافية للآداب بمقابل مالي".

وواصل المتهم اعترافاته الصادمة: "كنت أقوم بتعذيبهن حتى الموت، ثم أنقلهن بالسيارة، وألقي بهن على الطريق الصحراوي".

ووفقاً لتحريات أجهزة الأمن، ذكرت أن المتهم استدرج ضحاياه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه كان يتعمد "تقييد الضحايا، والتعدي عليهن بالضرب، بعد إجبارهن على تناول مواد مخدرة، حتى لا يشعرن بالألم خلال ارتكاب جريمته، إلى أن يلفظن أنفاسهن".

وذكرت التحريات أن المتهم قام منذ فترة باستئجار شقة سكنية داخل كومباوند في منطقة التجمع الخامس، ورصدت كاميرات المراقبة الموجودة بالقرب من مكان الحادث لحظات دخول وخروج الضحايا في أوقات متأخرة.

هروب "هوليودي"

وفي أثناء المعاينة التصويرية للجرائم محل التحقيق، تمكن المتهم من مغافلة قوة التأمين، والهروب باستخدام إحدى السيارات، لكن قوات الأمن طاردته على الفور، ونجحت في إلقاء القبض عليه خلال فترة قصيرة من هروبه.

وتحفظت السلطات الأمنية على أجهزة إلكترونية تخص المتهم (هاتفان ولاب توب)، بغرض فحصهم للوصول إلى معلومات تتعلق بالجرائم المنسوبة للمتهم.

وجرى استجواب المدير الإداري لأمن الكومباوند، وتحفظت على كاميرات المراقبة لرصد حركة دخول وخروج المتهم والمترددين عليه.

قرار النيابة

بدورها، قررت النيابة العامة، حبس المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات في اتهامه بقتل 3 سيدات، وإلقاء جثمانيهن في أماكن متفرقة، وذلك بعدما أجرى فريق النيابة معاينة تصويرية لقتل فتاتين في شقة المتهم.

وأمرت النيابة بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص مسرح الحادث، مكان استدراج الضحايا والتعدي عليهن، كما طلبت انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثامين التي عُثر عليها لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها وكيفية حدوثها ونوعية أداة القتل المستخدمة.

تصنيفات

قصص قد تهمك