نشاط البشر وتغير المناخ يهددان المناطق الرطبة في الأمازون الإكوادورية

time reading iconدقائق القراءة - 4
مشهد جوي لفيضان ضرب الإكوادور في 1 فبراير 2022 - AFP
مشهد جوي لفيضان ضرب الإكوادور في 1 فبراير 2022 - AFP
كويابينو (الإكوادور) -أ ف ب

عندما تراجعت أعداد الأسماك في منطقة الأمازون الإكوادورية، ألقى سكان سيونا الأصليون اللوم على "سحرة الشامان الحاسدين" لعرقلة مرورها في أنهار كويابينو، وهي أرض رطبة ذات تنوع بيولوجي مهددة بتغير المناخ والنشاط البشري.

لكن الخبراء يشيرون بأصابع الاتهام إلى التلوث، وإزالة الغابات، وتغير المناخ الذي يتسبب بدمار كبير في ثاني أكبر منطقة محمية بالإكوادور.

وقال الشامان (وتعني: زعيم ديني) روخيليو كريولو (74 عاماً)، إن السبب وراء تراجع أعداد الأسماك كُشف لقبيلة سيونا خلال مراسم تنبؤات، باستخدام نبتة آياواسكا المهلوسة والمقدسة لدى هذه الشعوب الأصلية.

وأضاف أن "حكيماً (منافساً) من قرية أخرى يعرف روح الغابة، وروح النهر... أغلق الأبواب أمام الأسماك والسلاحف".

لكنه أقر بأن هناك عوامل أخرى قد يكون لها دور في ذلك وقال: "يقول كثيرون إن ذلك بسبب التلوث".

200 نوع من البرمائيات

وفي العام 2017، أُعلن نظام بحيرة كويابينو ومحميتا لاجارتوكوشا، وياسيني القريبتان أراض رطبة ذات أهمية دولية بموجب "معاهدة رامسار للبيئة".

ويعيش في المنطقة أكثر من 200 نوع من البرمائيات والزواحف، و600 نوع من الطيور، وأكثر من 160 مجموعة من الثدييات.

لكن الأخطار التي تتعرض لها واحة الغابات هذه متعدّدة.

وقال مدير المحمية لويس بوربور، في مؤتمر عُقد بالعاصمة كيتو بشأن صيد الأسماك: "تظهر بيانات الأقمار الاصطناعية عملية كبيرة جداً لإزالة الغابات" في مكان قريب.

وازدادت مساحة الأراضي الزراعية المتاخمة لكويابينو من 819 هكتاراً في العام 1985 إلى أكثر من 5 آلاف هكتار في العام 2022، ما أثر على صحة التربة، وتراجع عدد الأشجار التي تعد حيوية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في احترار الكوكب.

وعلى مقربة، تُلوّث مناجم غير قانونية مصادر المياه عند منبع كويابينو.

وكشفت دراسة أجراها المعهد الوطني للتنوع البيولوجي في الإكوادور خلال فبراير الماضي، عن "تراكم معادن ثقيلة في الأسماك" بالعديد من أنهار الأمازون بما فيها نهرا أجواريكو وكويابينو اللذان يعبران المحمية، ويعدان مصدراً لغذاء السكان الأصليين.

ويشتبه الخبراء أيضاً في أن ظاهرة احترار المناخ أدت إلى جعل موجات الجفاف أكثر تواتراً وشدة.

والعام الماضي، جفت بحيرة لاجونا جراندي مرتين. وقال بوربور إنه من غير المعتاد أن يحدث ذلك، ولو مرة واحدة في الموسم.

وأوضح: "هذه تنبيهات لنا لنقول إن هناك تغيراً مناخياً في هذه المنطقة".

وأدى الجفاف في الإكوادور، هذا العام، إلى انخفاض منسوب المياه إلى مستويات حرجة، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 13 ساعة يومياً بسبب فراغ خزانات الطاقة الكهرومائية.

مساعدة "عالم الأرواح" 

مع تعثر الجهود العالمية للحد من ظاهرة تغير المناخ، الناجم عن حرق الوقود الأحفوري، والذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، تتعامل قبيلة سيونا مع مشكلاتها بالطريقة التقليدية.

ووصف ديليو باياجواخي (72 عاماً)، وهو شامان آخر من قبيلة سيونا، مراسم شارك فيها للتواصل مع "عالم الأرواح" بحثاً عن حل لعدد الأسماك المتراجع في بحيرة كويابينو.

وصلى الشامانيون للأسلاف، واضعين قلادات مصنوعة من أنياب حيوانات، وأغطية رأس مصنوعة من الريش، ثم ذهبوا إلى النهر.

هناك، قال باباجواخي إنهم رأوا تحركات وفقاعات في المياه، ما يدل على نشاط للأسماك.

وبحسب بوربور، فإن المعرفة لدى السكان الأصليين أساسية للحفاظ على المحميات الطبيعية في الإكوادور.

تصنيفات

قصص قد تهمك