رغم العقوبات والقيود.. روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في توريد الغاز إلى أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 5
خطوط أنابيب غاز في محطة الضغط "أتامانسكايا" التابعة لمشروع "باور أوف سيبيريا" خارج بلدة سفوبودني في أقصى شرق روسيا. 29 نوفمبر 2019 - REUTERS
خطوط أنابيب غاز في محطة الضغط "أتامانسكايا" التابعة لمشروع "باور أوف سيبيريا" خارج بلدة سفوبودني في أقصى شرق روسيا. 29 نوفمبر 2019 - REUTERS
دبي -الشرق

تفوقت روسيا على الولايات المتحدة في توريد الغاز إلى أوروبا في مايو الماضي، للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، وذلك رغم الجهود التي بذلتها القارة الأوروبية للتراجع عن الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي منذ غزو أوكرانيا في عام 2022، بحسب ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".

ووفقاً لشركة ICIS للطاقة، فقد شكلت شحنات الغاز والغاز الطبيعي المسال عبر الأنابيب الروسية 15% من إجمالي الإمدادات إلى دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وسويسرا وصربيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية، فيما شكلت الإمدادت الأميركية للمنطقة 14%، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس 2022.

وفي حين أدت عوامل لمرة واحدة إلى هذا التراجع، إلا أنها تسلط الضوء على صعوبة تقليل اعتماد أوروبا على الغاز من روسيا، التي تواجه عقوبات وقيود أوروبية وأميركية واسعة، حيث لا تزال العديد من دول أوروبا الشرقية تعتمد على الواردات من جارتها. 

وقال رئيس قسم الطاقة في الاتحاد الأوروبي، توم مارزيك مانسر، للصحيفة: "من المثير للدهشة أن نرى الحصة السوقية للغاز الروسي والغاز الطبيعي المسال أعلى قليلاً في أوروبا بعد كل ما مررنا به، وكل الجهود المبذولة لفصل إمدادات الطاقة والتخلص من مخاطرها". 

وأضاف: "هذا الانعكاس من غير المرجح أن يستمر، حيث ستتمكن روسيا في الصيف من شحن الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا عبر طريق بحر الشمال". 

وتابع: "تتمتع روسيا بمرونة محدودة للاحتفاظ بهذه الحصة في أوروبا مع ارتفاع الطلب على الغاز في الشتاء المقبل، في حين أن إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة ينمو فقط مع وصول المزيد من القدرات الجديدة إلى السوق العالمية بحلول نهاية العام، كما تنتهي اتفاقية العبور بين أوكرانيا وروسيا هذا العام، ما يعرض التدفقات للخطر".

بدورها، قالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي قدري سيمسون، إنها أثارت مخاوفاً بشأن تحويل الغاز الطبيعي المسال من أوروبا لتلبية الطلب في آسيا من خلال اليابان، إذ قالت إن "طوكيو وبروكسل أنشأتا نظام إنذار مبكر" لمراقبة نقص الغاز الطبيعي المسال، واتفقتا على ضرورة اتباع كل منهما لإجراءات توفير الطاقة".

وأضافت: "الاتحاد الأوروبي مستعد لمواجهة أي أحداث سلبية في العرض أو الطلب في أسواق الغاز العالمية. لا يزال تخزين الغاز لدينا عند مستويات عالية قياسية واستقر طلبنا على الغاز عند مستويات منخفضة قياسية، بانخفاض 20 % مقارنة بعام 2021".

وتدعم المفوضية الأوروبية الجهود الرامية إلى وضع خطة استثمارية لتوسيع قدرة خطوط الأنابيب في ممر الغاز الجنوبي بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان

عوامل مؤثرة

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فقد تأثرت التدفقات في مايو الماضي، بعوامل لمرة واحدة، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي في منشأة أميركية رئيسية لتصدير الغاز الطبيعي المسال، في حين أرسلت روسيا المزيد من الغاز عبر تركيا قبل الصيانة المخطط لها في يونيو الجاري. 

ويأتي هذا التراجع وسط ارتفاع عام في الواردات الأوروبية من الغاز الطبيعي المسال الروسي، رغم ضغط العديد من دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات عليها.

وفي أعقاب الغزو الروسي، خفضت موسكو إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، وكثفت المنطقة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال، الذي يتم شحنه على متن سفن متخصصة مع الولايات المتحدة كمزود رئيسي، إذ تفوقت واشنطن على موسكو كمورد للغاز إلى أوروبا في سبتمبر 2022، وأصبحت منذ عام 2023 تمثل نحو خُمس إمدادات المنطقة.

وتوقفت روسيا في منتصف عام 2022 عن إرسال الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تربطها بشمال غرب أوروبا، لكنها تواصل تقديم الإمدادات عبر خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا وتركيا. 

تصنيفات

قصص قد تهمك