طلبة فلسطينيون في كوبا يعيشون "معضلة" بسبب الحرب على غزة

time reading iconدقائق القراءة - 5
احتجاجات داعمة للشعب الفلسطيني في العاصمة الكوبية هافانا. 2 مارس 2024 - REUTERS
احتجاجات داعمة للشعب الفلسطيني في العاصمة الكوبية هافانا. 2 مارس 2024 - REUTERS
هافانا-أ ف ب

على بعد 10 آلاف كيلومتر من غزة، تدرس سمر الغول الفلسطينية الطب في كوبا، ومنذ أن شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، تعيش معضلة العودة إلى القطاع لتكون مع عائلتها أو مواصلة حلمها المهني.

وتعيش سمر البالغة من العمر 21 عاماً، مع 6 طلاب آخرين بسكن جامعي في هافانا. وتقول إنها منذ 7 أكتوبر، كثيراً ما تشعر بالرغبة في العودة إلى كنف عائلتها.

وروت الشابة متحدثة عن والدتها، وشقيقتها، وشقيقيها الذين يعيشون في غزة: "من الأسهل بالنسبة لي أن أكون معهم بدلاً من أن تراودني كل هذه الأفكار"، وعدم معرفة "ماذا يشربون ويأكلون، وأين ينامون؟".

وتذكرت أيضاً ما قالته لها والدتها خلال أحد الاتصالات القليلة بينهما: "نفتخر بك، نفتخر بأن يكون لنا شخص خارج غزة يدرس الطب".

والشابة واحدة من بين 247 طالباً فلسطينياً، بينهم 75 من غزة، يدرسون الطب في كوبا بفضل منحة حكومية، بحسب أرقام قدمها السفير الفلسطيني لدى هافانا أكرم سمحان.

وتخصص كوبا منذ زمن منحاً دراسية لطلاب أجانب، ودربت نحو 1500 فلسطيني بينهم العديد من الأطباء مجاناً منذ عام 1974، وفقاً للسفير.

وقالت سمر إن عائلتها التي تعيش في شمال قطاع غزة، اضطرت للتنقل عدة مرات هرباً من القصف الإسرائيلي، وهي حالياً في دير البلح في وسط القطاع.

وأضافت: "يفتحون تطبيق واتساب ويبعثون لي رسالة إنهم بخير، ولا أعرف متى سأتلقى المزيد من الأخبار".

وتتحدث بالإسبانية بعد أن استفادت مثل جميع الطلاب الأجانب من برنامج مكثف لتعليم اللغة عند وصولها إلى الجزيرة عام 2022.

وذكرت الشابة، وهي في عامها الثاني في الطب، أنها استعادت قواها بعد فترة من الاكتئاب. وهدفها الآن إلى جانب دراستها هو الدفاع عن "القضية الفلسطينية".

"إسرائيل قتلت عدد كبير من أقربائي"

وقال مطيع المعشر (24 عاماً) وهو من رفح جنوباً، إنه يحاول مع أصدقائه الفلسطينيين العودة إلى الحياة الطبيعية "للتخفيف من التوتر".

وتابع: "لكن الأمر ليس سهلاً. بمجرد أن تمسك هاتفك تردك الأخبار".

وفي إحدى المرات الأخيرة التي تحدث فيها مع والدته، "كانت حزينة جداً". ومطلع مايو الماضي خلال قصف في رفح "قتلت إسرائيل عدد كبير من أقربائي".

كما تأثرت الحياة الاقتصادية لهؤلاء الطلاب الذين ما عادوا يتلقون المال من ذويهم في غزة.

وأوضح السفير الفلسطيني لدى كوبا أنه أطلق حملة تبرع مع منظمات فلسطينية مقرها في الولايات المتحدة ودول أخرى لمحاولة "حل مشاكلهم جزئيا".

في هذه الأجواء الصعبة قال هؤلاء الطلاب إنهم شاهدوا بدهشة الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية.

وقالت سمر: "اعتقدنا أننا وحدنا ندافع عن القضية الفلسطينية، ما يفعله الطلاب غير نظرتنا للعالم الخارجي".

وأكد مطيع أنه "فخور جداً لرؤية طلاب يرفعون صوتهم في جميع أنحاء العالم" نصرة للفلسطينيين.

محمد رفعت المصري، 26 عاماً، فقد 9 أفراد من عائلته في الحرب، وهو في سنته الأخيرة في الطب.  وهو ابن سائق سيارة إسعاف يعمل في قطاع غزة، وهو يعلم جيداً أن القطاع "بحاجة ماسة للأطباء".

وبعد تخرجه قريباً ينوي الانضمام إلى الطاقم الطبي في غزة، لكنه لا يعرف متى سيتمكن من العودة أو كيف سيدفع ثمن بطاقة السفر الى القطاع.

تصنيفات

قصص قد تهمك