لجأ مئات الفلسطينيين إلى منشأة في قطاع غزة كانت تُستخدم سجناً لاحتجاز القتلة واللصوص في وقت سابق، وذلك بعد أن تسبب قصف إسرائيلي مستمر منذ أسابيع في تشريدهم وعدم وجود مكان آخر يذهبون إليه.
وقالت ياسمين الدرديسي إنها وعائلتها مروا على جرحى، لكنهم لم يتمكنوا من مساعدتهم أثناء إجلائهم من إحدى مناطق مدينة خان يونس جنوب القطاع باتجاه سجن أصداء المركزي في غزة.
وأضافت ياسمين أنها أمضت هي وعائلتها يوماً تحت شجرة قبل أن ينتقلوا إلى هذا السجن السابق، حيث يعيشون الآن في غرفة للصلاة.
وتوفر الغرفة لهم الحماية من أشعة الشمس الحارقة، لكنها غير مجهزة على الإطلاق للمعيشة، حيث ليس لدى زوجها أي فراش، رغم أنه يعيش برئة واحدة ويُعاني من فشل في إحدى كليتيه.
وأضافت ياسمين التي تخشى مثل الكثير من الفلسطينيين إجبارها على النزوح مرة أخرى، أن عائلتها حتى في هذه الغرفة والظروف ليست مستقرة.
وتزعم إسرائيل أنها تبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين في حربها مع حركة "حماس" التي تدير قطاع، وكانت قادت في 7 أكتوبر 2023، هجوماً على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، أدى إلى إشعال فتيل أحدث موجة من الصراع.
ويقول فلسطينيون، وكثيرون منهم نزحوا عدة مرات بالفعل، إنه لا يوجد مكان يخلو من القصف الإسرائيلي، الذي حول أجزاء كبيرة من القطاع إلى أنقاض.
نزوح جماعي
قالت وزارة الصحة في غزة إن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة 90 فلسطينياً على الأقل في منطقة المواصي الإنسانية يوم 13 يوليو خلال هجوم أعلنت إسرائيل أنه استهدف قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف.
ولفتت الوزارة في وقت سابق الخميس، إلى أن غارات جوية إسرائيلية على مناطق شرق خان يونس أدت إلى مصرع 14 شخصاً.
ودُمرت أحياء بأكملها في واحد من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم، حيث ينتشر الفقر والبطالة على نطاق واسع منذ فترة طويلة.
وتُشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة أصبحوا الآن نازحين داخلياً.
وقالت سارية أبو مصطفى إن القوات الإسرائيلية أبلغتها هي وعائلتها بضرورة الفرار بحثاً عن مأوى لأن الدبابات كانت في طريقها إليهم.
وبعد أن ناموا في العراء على أرض رملية، وجدوا ضالتهم في هذا السجن بين أنقاض وثقوب تملأ جدران المباني التي خلفتها المعارك هناك. وكان السجناء قد أُطلق سراحهم قبل وقت طويل من الهجوم الإسرائيلي.
وتابعت سارية: "لم نأخذ معنا أي شيء. وقد وصلنا إلى هنا سيراً على الأقدام.. معنا أطفال صغار"، مضيفة أن الكثير من النساء كان معهن 5 أو 6 أطفال حيث من الصعب العثور على الماء.
واحتضنت ابنة أخيها التي ولدت أثناء الصراع الذي أدى إلى مصرع والدها وإخوتها.
مصرع نحو 40 ألف فلسطيني
تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي قادته "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر تسبب في مصرع 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.
ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن أكثر من 39 ألف فلسطيني لقوا حتفهم في الهجوم اللاحق الذي شنته إسرائيل على القطاع.
وإذا فشل الوسطاء المصريون والأميركيون والقطريون في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار الذي قالوا في أكثر من مناسبة إنه قريب، فقد تضطر سارية وغيرها من الفلسطينيين إلى النزوح مرة أخرى.
وتساءلت: "أين سنذهب؟ كل الأماكن التي نتجه إليها خطرة".