كوريا الجنوبية.. أدلة جديدة على بيع أكثر من 17 ألف طفل بالخارج في الثمانينيات

نقل الرضع إلى الولايات المتحدة والدنمارك والنرويج وأستراليا.. وتبني 200 ألف كوري منذ 60 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 4
المفوض الدائم لجنة تقصي الحقائق والمصالحة لي سانج هون خلال مؤتمر صحافي في سيول يتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان في مرافق احتجاز. 9 سبتمبر 2024 - en.yna.co.kr
المفوض الدائم لجنة تقصي الحقائق والمصالحة لي سانج هون خلال مؤتمر صحافي في سيول يتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان في مرافق احتجاز. 9 سبتمبر 2024 - en.yna.co.kr
دبي-الشرق

كشفت كوريا الجنوبية، الاثنين، عن أدلة تشير لتعرض نساء إلى ضغوط من أجل التخلي عن أطفالهن للتبني خارج البلاد، بعد أن أنجبن في منشآت تمولها الحكومة، مشيرةً إلى "احتجاز" و"استعباد" آلاف الأشخاص بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي.

يأتي تقرير لجنة تقصي الحقائق والمصالحة بعد سنوات من كشفها عن عمليات التبني التي جرت في أكبر منشأة للمشردين، وهي دار Brothers Home التي كانت تنقل الأطفال للخارج كجزء من مشروع ضخم يهدف إلى الربح، مستغلةً آلاف الأشخاص المحاصرين داخل المجمع في مدينة بوسان الساحلية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وذكرت الوكالة، أن آلاف الأطفال والبالغين، الذين اختُطف كثير منهم من الشوارع، تعرضوا للاستعباد، والاغتصاب، والضرب، والقتل في مثل هذه المرافق خلال تلك الفترة.

وشكلت اللجنة في ديسمبر 2020 للنظر في انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالحكومات العسكرية السابقة في البلاد.

وكانت اللجنة  حمّلت في وقت سابق الحكومات العسكرية السابقة مسؤولية الفظائع المرتكبة في Brothers Home.

ويركز أحدث تقرير للجنة على 4 منشآت مماثلة في مدينتي سول ودايجو، وفي مقاطعتي ساوث تشونجتشونج وكيونج جي.

وكانت هذه المنشآت، مثل Brothers Home، تُديرها الحكومة لاستيعاب أعداد المعتقلين في أعقاب المداهمات الهادفة لتحسين مظهر الشوارع.

وقال ها كوم تشول، أحد محققي اللجنة، إن سجلات النزلاء تظهر حدوث ما لا يقل عن 20 عملية تبني من دار "هييمانج وون" في دايجو وتشونسونج وون في مقاطعة ساوث تشونجتشونج خلال عامي 1985 و1986.

وأشار إلى أن كوريا الجنوبية أرسلت أكثر من 17 ألف و500 طفل إلى الخارج خلال هذين العامين، عندما بلغ برنامج التبني الأجنبي ذروته.

ولفت إلى أن الأطفال الذين أُخذوا من داري هييمانج وون وتشونسونج وون كانوا في الغالب حديثي الولادة، ونُقلوا إلى وكالتين للتبني، هما Holt Children’s Services وEastern Social Welfare Society، اللتين وضعتهم في عائلات في الولايات المتحدة، والدنمارك، والنرويج، وأستراليا.

وأوضح المحقق، أن "معظم الرضع نُقلوا إلى الوكالات يوم ولادتهم، أو في اليوم التالي، ما يشير إلى أن عمليات تبنيهم كانت محددة مسبقاً قبل الولادة".

وتظهر سجلات المنشآت أن بعض النساء قدمن مذكرات لإبداء موافقتهن على التخلي عن أطفالهن، ولكن توجد سجلات أخرى تشير لتعرض النساء لضغوط للموافقة على ذلك، بحسب المحقق.

وذكر المحقق الكوري الجنوبي، أنه "من الصعب تحديد عدد الأطفال الذين جرى تبنيهم بشكل دقيق في السنوات الأخرى"، مشيراً إلى محدودية عدد أعضاء اللجنة.

وأضاف أن اللجنة تمكنت من مراجعة سجلات النزلاء في دار هييمانج وون فقط لعامي 1985 و1986، ووجدت 14 حالة تبني، كما تم ربط 6 حالات تبني إضافية بالنزلاء في دار تشونسونج وون.

ووصل عدد النزلاء في "هييمانج وون" لحوالي 1400 شخص، بينما بلغ عددهم في تشونسونج وون نحو 1200 شخص، ومع ذلك، كان العدد أقل من سكان Brothers Home الذين تجاوزوا 3 آلاف شخص، وفقاً للوكالة.

وقالت "أسوشيتد برس" إن Holt و Eastern لم تردا على طلباتها للتعليق على نتائج اللجنة.

وظهرت في عام 2019 أدلة مباشرة تشير إلى تبني 19 طفلاً من Brothers Home بين عامي 1979 و1986، بالإضافة إلى أدلة غير مباشرة تدل على وجود ما لا يقل عن 51 عملية تبني أخرى.

وشهدت العقود الستة الماضية، تبني نحو 200 ألف كوري جنوبي في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، ما أدى لإنشاء واحدة من أكبر جاليات المُتبنَيين في العالم.

تصنيفات

قصص قد تهمك