علماء يكتشفون طريقة تحليق طائر "كويتزالكوتلس" الأضخم في التاريخ

time reading iconدقائق القراءة - 4
طائر "كويتزالكوتلس" أضخم طائر في التاريخ. - James Kuether
طائر "كويتزالكوتلس" أضخم طائر في التاريخ. - James Kuether
القاهرة -محمد منصور

كطائرة نفاثة صغيرة، سيطر طائر "كويتزالكوتلس" على سماء العصر الطباشيري كأكبر تيروصور تم اكتشافه حتى الآن، إذ بلغ طول جناحيه نحو 13 متراً، فيما بلغ ارتفاعه نحو 5 أمتار.  

ويُعد "كويتزالكوتلس"، الطائر الأكبر الذي حلق في السماء عبر التاريخ، ولكن بسبب اكتشاف عدد قليل من عظامه المتحجرة، ظلت طريقة تحليقه غير معروفة.

واعتقد بعض العلماء أن "كويتزالكوتلس" كان يهز جسده قبل الطيران ثم يقلع بحركة واحدة، فيما اعتقد آخرون أن تلك الحيوانات كانت تزيد من سرعتها عن طريق الجري والرفرفة مثل طائر القطرس قبل أن تقلع في الهواء، فيما رأى فريق ثالث أن تلك الحيوانات لم تكن تطير على الإطلاق.

وأفادت دراسة أميركية أكثر شمولاً حتى الآن أجريت على التيروصورات، بأن ذلك المخلوق العملاق كان يقفز في الهواء من وضع السكون لارتفاع يبلغ نحو مترين ونصف المتر، قبل أن يُرفرف بجناحيه وينطلق في الهواء.

طائر أيقوني

ومنذ اكتشافه عام 1971 بولاية تكساس الأميركية، حلّ "كويتزالكوتلس" ضيفاً على معظم وسائل الإعلام، إذ شوهد في القصص المصورة والأفلام، وعلقت صوره ومجسماته في العديد من المتاحف.

إلا أن الاهتمام الإعلامي والشعبوي بأضخم زاحف عاش على وجه الأرض لم يتطور لاهتمام علمي، إذ تعد الأبحاث المنشورة عن ذلك النوع بناءً على دراسة العظام مباشرة، قليلة للغاية.

لذا، أجرت مجموعة بحثية تعيش في البقعة التي سيطر على سماءها هذا التيروصور العملاق بولاية تكساس، 5 دراسات كاملة لمعالجة النقص الشديد في المعلومات بشأن ذلك الكائن.

وقال ماثيو براون، الذي قاد المجموعة ويعمل في جامعة تكساس، التي تملك جميع أحافير "كويتزالكوتلس": "هذه هي المرة الأولى التي نجري فيها أي نوع من الدراسة الشاملة، فعلى الرغم من استخراج حفريات كويتزالكوتلس منذ 50 عاماً، إلا أنه لم يكن معروفاً بشكل جيد".

نوعان جديدان من التيروصورات

تضمن البحث دراسة دقيقة لجميع عظام هذا الكائن المؤكدة، وحتى العظام التي من المشتبه أنها تنتمي إليه. وأدى ذلك إلى جانب تحديد الطريقة التي طار بها "كويتزالكوتلس"، تحديد نوعين جديدين من التيروصورات، بما في ذلك نوع جديد وأصغر بجناحين يتراوح طولهما بين 6 إلى 7 أمتار.

في حين أن "كويتزالكوتلس" تم تعريفه من خلال حوالي 12 عظمة فقط، هناك المئات من الحفريات من الأنواع الأصغر منه، وقدم هذا ما يكفي من المواد للعلماء لإعادة بناء هيكل عظمي شبه كامل للأنواع الأصغر، ودراسة كيفية طيرانها وتحركها، وطبقوا النظرية على النوع الأكبر. 

وتمتلك التيروصورات عظام صدر ضخمة، حيث تلتصق عضلات الطيران، لذلك لا شك في قدرتها على الطيران بكفاءة وسرعة.

ويقول الباحثون إن "كويتزالكوتلس" عاش منذ نحو 70 مليون عام في المنطقة التي تُعرف الآن بولاية تكساس بالولايات المتحدة، وعندما كانت تلك البقعة عبارة عن غابة دائمة الخضرة بدلاً من صحراء حالياً. 

ويؤكد الباحثون في الدراسة أنه عاش وحيداً، إذ كان يفضل الصيد وتناول الطعام وحده، على عكس الأنواع الأصغر التي كانت تتجمع معاً في البحيرات على مدار العام أو موسمياً للتزاوج وفي مجموعات لا يقل عددها عن 30.

اقرأ أيضاً: