بينها مواقع سعودية.. توصيات دولية للحفاظ على بقايا الشعاب المرجانية

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة تظهر شعاباً مرجانية في ساحل أبحر شمال مدينة جدة، السعودية 20 ديسمبر 2007 - AFP
صورة تظهر شعاباً مرجانية في ساحل أبحر شمال مدينة جدة، السعودية 20 ديسمبر 2007 - AFP
القاهرة-محمد منصور

نشر فريق دولي من علماء البيئة سلسلة من التوصيات المهمة لحماية وحفظ ودراسة الشعاب المرجانية في العالم.

وقدمت مبادرة "المحيطات النابضة بالحياة" تقريراً عن مستقبل الموائل الحساسة والحاسمة في مؤتمر "محيطاتنا" الذي عقد في جمهورية "بالاو" الخميس، وقدمت المجموعة عدداً من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز "ثبات وبقاء" الشعاب المرجانية.

تشير التوقعات إلى أن النظم البيئية للشعاب المرجانية بشأن العالم، وهي مفتاح أعداد هائلة من الأنواع البحرية ومصدر للغذاء وسبل العيش والتراث الثقافي لنصف مليار شخص، من المرجح أن تتدهور وظيفياً بحلول عام 2050، إذا لم تتحقق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وحتى مع إجراء تخفيضات جذرية في الانبعاثات لضمان الحفاظ على الاحترار العالمي في حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، لا يزال من الممكن أن يتلاشى نحو 90% من الشعاب المرجانية في العالم في العقود الثلاثة المقبلة، تاركة وراءها هيكلاً شبه ميت للشعاب المرجانية يفقد العديد من وظائفه.

رصد التحولات البيئية

جينس زانكي، أستاذ علوم الأحياء بجامعة ليستر، والمؤلف المشارك في الدراسة، يقول إن الشعاب المرجانية هي "طيور الكناري في منجم الفحم" فعندما يتعلق الأمر باستشعار النظم البيئية تحت الضغط من ارتفاع درجة حرارة المحيطات بسبب تغير المناخ. يمكن للشعاب المرجانية أن تشعر عندما تتجاوز درجات حرارة المحيط عتبة خطرة وتحذرنا عندما نحتاج إلى اتخاذ تدابير".

وأظهر البحث أن الشعاب المرجانية تأثرت بشدة من جراء ارتفاع درجة حرارة المحيطات في العقود الثلاثة إلى الأربعة الماضية، إلا أن بعض مواقع الشعاب المرجانية تظهر معدلات أقل من الضرر الناجم عن الاحترار.

وتتمتع بعض الشعاب المرجانية بالقدرة على مقاومة الإجهاد الحراري أو التعافي منه بشكل أسرع من غيرها، وقد تكون هذه الشعاب بمنزلة ملاذات في ظل الاحترار المستقبلي. 

وهناك اتجاه بحثي رئيسي جديد يتمثل في العثور على تلك المواقع وحمايتها قبل أن تضمحل وتموت هي الأخرى، وذلك للحفاظ على ما تبقى من الشعاب المرجانية.

وحدد العلماء أنواعاً من الشعاب المرجانية التي من المرجح أن تقاوم تغير المناخ. تقع الموائل إلى حد كبير في المحيط الهادئ والمحيط الهندي، مع وجود المزيد من الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي وشرق إفريقيا.

مواقع الشعاب المرجانية

وقال التقرير إن هناك 50 موقعاً للشعاب المرجانية حول العالم -بينها مواقع في السعودية- يجب الحفاظ عليهم على وجه السرعة، وتقديم سُبل الدعم لهم للازدهار، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية التي تحدث الآن.

ويدعو العلماء إلى رصد مجموعات أوسع من الشعاب المرجانية المقاومة والتي يمكن أن تتعافى بسرعة من التغير المناخي.

وتتضمن أحدث توصيات الباحثون استمرار نهج الحفاظ على الشعاب المرجانية المقاومة للتغير المناخي باعتبارها "ملاذات لتجنب تغير المناخ" كأولوية للاستثمار في الحفاظ على الشعاب المرجانية؛ مع زيادة دعمها وتحفيز جهود مراقبة الشعاب المرجانية على نطاق واسع، والتي تعتمد على البيانات لاختبار وتطوير نماذج وتنبؤات جديدة للمحميات المرجانية.

كما يؤكد الباحثون ضرورة استخدام أحدث علوم الشعاب المرجانية المناخية لتوجيه الاستثمارات، خاصة أن آثار تغير المناخ تتسارع وتنتج ضغوطاً بيئية جديدة واستجابات بين الشعاب المرجانية.

ويأمل الباحثون أن يتبنى المجتمع الدولي نهجاً بعيد المدى لإدارة 50 موقعاً من مواقع الشعاب المرجانية المقاومة للتغيرات المناخية، بما في ذلك التقليل من عمليات صيد الأسماك، وإدارة جودة المياه، وتخفيف الضغوط الأخرى (على سبيل المثال، التنمية الصناعية) بحيث يكون للإدارة الفعالة والعادلة فوائد قابلة للقياس للشعاب المرجانية والمجتمعات الساحلية.

اقرأ أيضاً: