فريق دولي من العلماء يرصد أصغر "زلزال نجمي" على الإطلاق

يقع على بعد 12 سنة ضوئية من الأرض في تجمع يُسمى "كوكبة السند الجنوبية"

time reading iconدقائق القراءة - 3
صورة متخيلة لترددات تسري عبر الطبقات الداخلية للنجم في توصيف لظاهرة (الزلزال النجمي) - birmingham.ac.uk
صورة متخيلة لترددات تسري عبر الطبقات الداخلية للنجم في توصيف لظاهرة (الزلزال النجمي) - birmingham.ac.uk
القاهرة-محمد منصور

أعلن فريق دولي من العلماء رصد أصغر "زلزال نجمي" تم تسجيله على الإطلاق، في نجم يُسمى "إبسليون إندي"، وهو أصغر وأبرد نجم قزم أمكن رصده حتى الآن، وفق دراسة حديثة نشرتها دورية علم الفلك والفيزياء الفلكية.

وبحسب الدراسة، يقع النجم على بعد 12 سنة ضوئية من كوكب الأرض، في تجمع يُعرف باسم "كوكبة السند الجنوبية".

ويقول العلماء، في الدراسة، إن الزلزال أظهر نفس الصفات التي تحدث في الزلازل الشمسية، والتي تظهر على شكل موجات تنتشر عبر باطن الشمس، مسببة تغيرات دورية في سطحها، تماماً كما تفعل الزلازل في باطن الأرض.

ويُمكن أن توفر دراسة تلك الزلازل لمحات غير مباشرة عن التكوينات الداخلية للنجوم، مثلما تخبرنا الزلازل عن باطن الأرض، وبالتالي فهي مصادر مهمة للمعلومات حول تكوين النجم.

وأجرى القياسات، فريق دولي بقيادة معهد الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في البرتغال، ويضم باحثين من جامعة برمنجهام البريطانية، إذ استخدم العلماء جهازاً يُعرف باسم "مقياس الطيف"، مثبت على التلسكوب الكبير التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي. ويقول العلماء إن تردد ذلك الزلزال لم يزد عن عدة هرتزات.

وتختلف وحدة قياس الزلزال النجمي عن وحدة قياس الزلازل الأرضية، على الأرض، يستخدم العلماء مقياس "ريختر" الذي يقيس بشكل كمّي الطاقة المنطلقة أثناء الزلزال ومستوى اهتزاز الأرض، فيما يستخدم العلماء وحدة "الهرتز" التي تقيس التردد الناتج عن الزلازل النجمية والتي تسبب تغيرات دورية في سطوعها، أو خصائص أخرى يمكن ملاحظتها. 

إنجاز تكنولوجي

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، تياجو كامبانتي، وهو باحث في معهد الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء بجامعة بورتو البرتغالية، إن مستوى الدقة القصوى لهذه الملاحظات، يعد إنجازاً تكنولوجياً متميزاً. 

وتخضع النجوم باستمرار لعمليات داخلية مثل "الاندماج النووي"؛ حيث تؤدي ظروف الضغط، ودرجة الحرارة الهائلة إلى تحويل الهيدروجين إلى هيليوم وعناصر أخرى. 

وتولد هذه العمليات كميات هائلة من الطاقة، والتي يمكن أن تتسبب في تأرجح الطبقات الخارجية للنجم، ما يُسبب مجموعات من التذبذبات التي تنتقل في صورة موجات تمتد عبر باطن النجم لسطحه، مثلما تنتقل الموجات الزلزالية عبر الأرض أثناء حدوث زلزال. 

ومن خلال دراسة ترددات وأنماط هذه التذبذبات، يمكن لعلماء الفلك الحصول على رؤى قيّمة حول البنية الداخلية للنجوم وخصائصها، مثل كثافتها، ودرجة حرارتها، وتكوينها، ومراحل تطورها.

تصنيفات

قصص قد تهمك