حصلت شركة "سبيس إكس" (SpaceX) على الضوء الأخضر من الجهات التنظيمية للسلامة الجوية في الولايات المتحدة لإطلاق صاروخها العملاق "ستارشيب" (Starship) في رابع رحلة تجريبية رئيسية، حيث تعمل الشركة بقيادة إيلون ماسك على تجهيز المركبة للعمل وإرسال رحلات منتظمة إلى الفضاء.
ومنحت إدارة الطيران الفيدرالية رخصة الإطلاق لشركة "سبيس إكس" للمضي قدماً في الرحلة التجريبية التالية، وفقاً لما ذكرته الشركة في بيان الثلاثاء، وتخطط "سبيس إكس" الآن لإطلاق "ستارشيب"، الخميس، من منصة الإطلاق "ستاربيز" (Starbase) التابعة للشركة في الطرف الجنوبي من ولاية تكساس.
وأوضح بيان إدارة الطيران الفيدرالية أن "(سبيس إكس) استوفت كافة متطلبات السلامة والتراخيص الأخرى لهذه الرحلة التجريبية"، وتعد مركبة "ستارشيب" أساسية لإطلاق الأقمار الصناعية المستقبلية لشركة "سبيس إكس" ونقل البشر إلى القمر، وفي نهاية المطاف إلى المريخ.
تحضيرات "سبيس إكس"
اتخذت "سبيس إكس" عدة خطوات للتحضير لرحلة الغد بعدما أطلقت "ستارشيب" برحلتها التجريبية الثالثة في 14 مارس الماضي. وخلال ذلك الاختبار، وصلت المركبة إلى الفضاء، وحققت سرعات قريبة من السرعات المدارية، وسافرت إلى مسافة أبعد بكثير من محاولات الإطلاق السابقة. لكن أثناء عودتها إلى الأرض، فُقد الاتصال بوحدة التحكم في المركبة التي تفككت أثناء سقوطها في الغلاف الجوي.
وفي الرحلة التجريبية المقبلة، تأمل "سبيس إكس" إجراء مناورة تحت ضوابط محددة عبر الغلاف الجوي للأرض عند عودة "ستارشيب" من الفضاء.
أشارت إدارة الطيران الفيدرالية إلى أنها ستغض الطرف لو حدثت 3 مشكلات مختلفة بشكل غير طبيعي أثناء المناورة، دون أن تتطلب إجراء تحقيق رسمي فيها. لكنها أشارت إلى أنها قد تحقق في الأمر إذا حدثت أزمة أخرى بخلاف هذه المشكلات.
نظام ستارشيب
وسيكون مسار الرحلة مشابهاً للاختبار الثالث الذي أُجري في مارس الماضي، وشهد تحليق المركبة الفضائية نصف المسافة حول الكرة الأرضية، قبل أن تُفقد في النهاية أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي فوق المحيط الهندي، وهذه المرة، تأمل "سبيس إكس" في تحقيق هبوط سلس لطبقة التعزيز في خليج المكسيك، وفي "دخول متحكم فيه" للطبقة العليا.
كما أن استراتيجية "سبيس إكس" المتمثلة في إجراء الاختبارات في العالم الحقيقي بدلاً من المختبرات قد أتت ثمارها في الماضي، لا سيما على صعيد صواريخ فالكون 9 التي أصبحت ركائز أساسية في نشاطات ناسا والقطاع التجاري، وكبسولة "دراجون" التي ترسل رواد فضاء وشحنات إلى محطة الفضاء الدولية، وكوكبة الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" التي تزوِّدُ حالياً عشرات البلدان بخدمة الإنترنت.
لكن الوقت يضغط في المسار الرامي إلى أن تصبح "سبيس إكس" جاهزة لمواكبة خطط ناسا بإعادة إرسال رواد فضاء إلى القمر في عام 2026، باستخدام مركبة "ستارشيب" بنسخة معدلة كمركبة هبوط، ويتكون نظام "ستارشيب" من معزز يُطلق عليه "سوبر هيفي"، ومركبة فضائية، وكلاهما مدعوم بمحركات "رابتور" المبتكرة التي تستخدم الميثان السائل والأكسجين السائل.
أقوى صاروخ في العالم
وعلى عكس التصميمات السابقة، فإن مراحل المركبة الفضائية مصنوعة بشكل أساسي من الفولاذ المقاوم للصدأ، ما يوفر المتانة والفعالية من حيث التكلفة، وتم تجهيز المعزز بمحركات لإبطاء هبوطه، ما يسمح باسترداده بواسطة أذرع ميكانيكية متصلة ببرج الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، تستخدم المركبة الفضائية "ستارشيب" نظام الحماية الحرارية أثناء إعادة الدخول، وتستخدم الهبوط الذي يعمل بالمحرك، وتنفذ مناورة فريدة من نوعها للانتقال من الاتجاه الأفقي إلى الاتجاه الرأسي.
ويبلغ طول المرحلتين معاً أكثر من 122 متراً، وتم تصميم كلاهما ليكونا قابلين لإعادة الاستخدام بالكامل، وهو ما يجعلهما أقوى صاروخ في العالم وقادران على إطلاق حمولة تصل إلى نحو 165 طناً في المدار.