طوَّرت شركة "كليك لابز" تطبيقاً جديداً يعتمد على تسجيلات الصوت، لاكتشاف مؤشرات ارتفاع ضغط الدم المزمن، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل صوت المستخدم.
وبحسب تقرير جديد، نشره موقع Digital Trends، يقول الباحث في "كليك لابز" جيسي كوفمان: "يمكن لتكنولوجيا الصوت أن تحدث تحولًا جذريًا في مجال الرعاية الصحية، مما يجعلها أكثر وصولاً، وأقل تكلفة، خاصةً في المناطق التي تفتقر إلى الرعاية الصحية المناسبة".
يُعد ارتفاع ضغط الدم، أو ما يُعرف بالضغط الدموي المزمن، مشكلة صحية تؤثر على 1.28 مليار شخص حول العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ارتفاع ضغط الدم
المشكلة الأكبر أن نحو نصف المصابين لا يعلمون أنهم يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم، الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبات قلبية، أو فشل كلوي، أو سكتات دماغية، أو فقدان البصر.
ورغم وجود وسائل أخرى، مثل التي قدمتها "سامسونج" في ساعاتها الذكية، إلا أن تكلفتها المرتفعة تحول دون وصولها إلى العديد من الأفراد، وخاصة في المناطق النائية.
لذلك يمثل استخدام شيء شائع، مثل الهاتف الذكي، حلاً عملياً يمكن أن يسهم في تحسين الكشف المبكر عن هذه المشكلة الصحية.
الكشف الصوتي
في دراسة أجرتها "كليك لابز"، ونُشرت في مجلة IEEE Access، تم تحليل عينات صوتية من 245 شخصاً، من خلال تسجيل الصوت ست مرات يومياً على مدار أسبوعين.
وأظهرت النتائج قدرة التطبيق على اكتشاف ارتفاع ضغط الدم لدى النساء بدقة 84%، ولدى الرجال بدقة 77%.
التطبيق يعتمد على تحليل مجموعة من العناصر الصوتية مثل توزيع طاقة الصوت، وتغيرات النغمة الحادة، لتحديد الارتباط بين الصوت، وارتفاع ضغط الدم.
ورغم أن التطبيق لم يُطرح بعد للاستخدام العام، إلا أن الشركة تعمل على تحسينه، وتجهيزه للطرح التجاري.
يهدف فريق البحث في "كليك لابز" إلى نشر واجهات برمجية (API)، لتوسيع استخدام هذه التقنية على منصات متعددة، بما في ذلك أنظمة iOS وأندرويد.
ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات تنظيمية، وموافقات، وتراخيص مطلوبة، وسيتم تقديم التطبيق للحصول على ترخيص من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، لاعتباره جهازاً طبياً برمجياً من الفئة الأولى، وهي الفئة التي تعد أقل المخاطر.
نتائج واعدة وتحديات
رغم النتائج الواعدة، لا تزال هناك تحديات تعوق الانتشار الواسع لهذا الابتكار، وأحد التحديات هو أن الدراسة شملت عينة محدودة على صعيد التنوع العرقي، بالإضافة إلى الحاجة إلى تقليل عدد التسجيلات المطلوبة لتحليل الحالة بدقة.
ومع ذلك، فإن النهج غير الجراحي، والمستند إلى الهاتف الذكي، يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مجال الكشف عن ارتفاع ضغط الدم المزمن، مما يزيل الحاجة إلى الأجهزة القابلة للارتداء باهظة الثمن.
ومن المتوقع أن يكون لهذا الابتكار تأثير كبير إذا تم دعمه من قبل السلطات الصحية، واعتماده تجارياً.