واشنطن تضغط على سول لتشديد القيود على صادرات الرقائق إلى بكين

إدارة بايدن تكثف جهودها لإحباط طموحات الصين في مجال أشباه الموصلات

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة توضيحية تُظهر رقائق أشباه الموصلات على لوحة كمبيوتر. 25 فبراير 2022 - REUTERS
صورة توضيحية تُظهر رقائق أشباه الموصلات على لوحة كمبيوتر. 25 فبراير 2022 - REUTERS
واشنطن-بلومبرغ

تطالب الولايات المتحدة كوريا الجنوبية بفرض قيود على صادرات تكنولوجيا أشباه الموصلات إلى الصين، مماثلة لتلك التي طبقتها واشنطن بالفعل، وهي علامة أخرى على أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تكثف جهودها، لإحباط طموحات بكين في مجال الرقائق.

ويريد المسؤولون الأميركيون من كوريا الجنوبية أن تقيّد تدفق المعدات والتقنيات اللازمة لصنع رقائق المعالجة والذاكرة المتطورة إلى الصين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وفق "بلومبرغ". 

وقال أحد الأشخاص، الذي طلب عدم الكشف عن هويته؛ لأن المناقشات خاصة، إن ذلك يشمل شرائح معالجة أكثر تقدماً من 14 نانومتراً، ونوعاً من رقائق الذاكرة يسمى "درام" (DRAM) يتجاوز 18 نانومتراً. وسيكون ذلك متسقاً مع مجموعة الإجراءات التي أعلنتها وزارة التجارة الأميركية لأول مرة في عام 2022.

ذكر الأشخاص أن المسؤولين الأميركيين ناقشوا هذه القضايا بعمق مع حكومة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في مارس، وبينما تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق قبل قمة مجموعة السبع في منتصف يونيو، يناقش المسؤولون في سول ما إذا كان عليهم تلبية الطلب الأميركي، وذلك نظراً إلى أن الصين تظل شريكاً تجارياً رئيسياً.

محاولات إقناع الحلفاء

لم تناقش واشنطن تفاصيل الطلب الجديد مع كوريا الجنوبية سابقاً، والذي يأتي على رأس المساعي الأميركية الجديدة لإقناع الحلفاء بالحد من خدمة معدات أشباه الموصلات للشركات الصينية، وتقييد صادرات قطع الغيار ومعدات الرقائق إلى الصين.

وذكرت "بلومبرغ" أن الولايات المتحدة ضغطت على حلفائها، بما في ذلك كوريا الجنوبية وألمانيا، لتشديد القيود على وصول الصين إلى التكنولوجيا الخاصة بهم، خصوصاً أن كوريا الجنوبية تلعب دوراً رائداً في إنتاج أشباه الموصلات، وتوفير قطع الغيار لمعدات صنع الرقائق.

موعد الوصول إلى اتفاق قبل قمة السبع ليس ثابتاً، إذ يخطط مسؤولون من كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة للاجتماع في أواخر يونيو لمناقشة التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة وسلاسل التوريد، وفقاً للأشخاص.

قلق كوري جنوبي

ويشعر المسؤولون الكوريون الجنوبيون بالقلق من العقوبات المضادة المحتملة التي قد تفرضها بكين على ضوابط التصدير، خصوصاً أن الشركات الكورية الكبرى على غرار "سامسونج" وSK Hynix، لا تزال تعمل في الصين التي تُعتبر أكبر شريك تجاري لسول.

ولم يستجب مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية لطلبات التعليق، ورفضت وزارة التجارة الكورية الجنوبية التعليق.

تصنع كوريا الجنوبية بمساعدة شركتي "سامسونج" و"هاينيكس"، بعضاً من أكثر شرائح المعالجة والذاكرة تقدماً في العالم. 

وفي حين أن موردي معدات الرقائق ليسوا بارزين مثل شركة "آبلايد ماتيريالز" (Applied Materials Inc) الأميركية، أو "إيه إس إم إل هولدينجز أن في" (ASML Holding NV) الهولندية، فإن صانعي المعدات المحليين بما في ذلك شركة "هانمي سيميكونداكتور" (Hanmi Semiconductor Co). و"جوسونج إنجينيرينج" (Jusung Engineering Co) يشكلون جزءاً مهماً من منظومة العمل لأشباه الموصلات في الدولة الآسيوية.

وتمتلك كوريا الجنوبية أكبر حصة سوقية لرقائق الذاكرة في الصين، وهي ثاني أكبر مزود لرقائق السيليكون للشركات الصينية بعد اليابان، وفقاً لتقرير صدر في فبراير عن "المعهد الكوري للسياسة الاقتصادية الدولية"، وذكر التقرير أنه بالنسبة لمواد وأجزاء صناعة الرقائق، تُعد كوريا الجنوبية أيضاً ثاني أكبر مصدر للصين بعد اليابان.

وفي الوقت نفسه، تستفيد كوريا الجنوبية من إطار عمل متعدد الجنسيات لمراجعة ضوابط التصدير للمنتجات الحساسة مثل المعدات المتعلقة بأشباه الموصلات، حسبما صرح وزير التجارة الكوري الجنوبي تشيونج إنكيو للصحافيين الشهر الماضي، وهو نهج قد يعقد الجهود الأميركية للحد من نفوذ الصين على سلاسل توريد التكنولوجيا، وأضاف المسؤول أن الأمر سيستغرق أشهراً حتى تنفذ كوريا الجنوبية أي قيود.

تصنيفات

قصص قد تهمك