أطلقت شركة "إنتل" نسخة جديدة من شريحة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بهدف منافسة شركة (Nvidia Corp)، في واحدة من أسرع الأجزاء نمواً في صناعة أشباه الموصلات.
سيصبح المعالج المحدث، الذي يُطلق عليه اسم (Gaudi 3)، متاحاً على نطاق واسع في الربع الثالث من العام، حسبما قالت "إنتل" خلال فعالية للشركة، الثلاثاء، تم تصميم الشريحة لتحسين الأداء في مجالين رئيسيين هما المساعدة على تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي- وهي عملية تتضمن إغراقها بالبيانات- وتشغيل البرنامج النهائي.
رقائق التسريع
أدى الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي إلى قيام شركات التكنولوجيا بالتدافع للحصول على ما يسمى برقائق التسريع، لكن Nvidia حصلت على معظم المكاسب الناتجة عن هذا الطلب، وقال بات جيلسنجر، الرئيس التنفيذي لـ"إنتل"، إن الإصدارات السابقة من Gaudi فشلت في تحقيق الحصة السوقية التي كانت تأمل الشركة في تحقيقها، ويتوقع أن يكون للنموذج الجديد تأثير أكبر.
لن يكون تحدي Nvidia أمراً سهلاً، وساعد النجاح الهائل الذي حققه المُسرّع "إتش 100" (H100) الخاص بتلك الشركة على مضاعفة إيراداتها ورفع قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليوني دولار، والآن تتطلع إلى مواصلة تقدمها من خلال منصة جديدة تم الإعلان عنها للتو لإنتاج الشرائح، تسمى "بلاكويل" (Blackwell)، وقالت الشركة في مارس الماضي إن الأنظمة المعتمدة على هذا المنتج ستكون متاحة في وقت لاحق من هذا العام.
معالج "غاودي 3"
وفقاًَ لتقييم إنتل، سيكون معالج "غاودي 3" أسرع وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة من "إتش 100"، وتدّعي الشركة المصنعة للرقائق أنها ستقوم بتدريب أنواع معينة من نماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة أكبر بمقدار 1.7 مرة، وستكون أفضل بـ 1.5 مرة في تشغيل البرنامج، وقالت "إنتل" إن المنتج سيكون مكافئاً تقريباً لمعالج "إتش 200" وهو الأحدث لدى Nvidia، وإنه سيقدم أداءً أفضل قليلاً في بعض المناطق وأقل قليلاً في مناطق أخرى.
قالت "إنتل"، ومقرها سانتا كلارا، بكاليفورنيا، إنها لا تستطيع تقديم مقارنات مع شرائح "بلاكويل"، التي تعتزم Nvidia طرحها، حتى تصبح هذه المنتجات متاحة للجمهور.
منافسة شرسة
تأتي شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (Advanced Micro Devices Inc) كمنافس لـ"إنتل" (التي تعد منافستها منذ فترة طويلة في معالجات الحاسوب الشخصي) ضمن الشركات التي تسعى لدخول المجال، حيث كشفت عن مجموعة مسرعات تسمى "إم آي 300" (MI300) في ديسمبر الماضي.
قال "جيلسنجر" من شركة "إنتل" إنه يسعى لأكثر من اللحاق بشركة Nvidia، ويتوقع أن يحقق الذكاء الاصطناعي مكاسب غير متوقعة أكبر لهذه الصناعة - خاصة مع انتشار التكنولوجيا إلى ما هو أبعد من تركيزها الحالي في مراكز البيانات لشركات مثل "مايكروسوفت"، و"جوجل" التابعة لشركة "ألفابت".
ستتطلب أجهزة الحاسب الشخصية والهواتف المحمولة وأجهزة الشبكات شرائح قادرة على التعامل مع مهام الذكاء الاصطناعي وتزويد المستخدمين بتعليقات فورية، وهو أمر ليس ممكناً بشكل دائم مع مزارع الخوادم البعيدة.