مع قرب رحيله للأبد.. 5 معلومات ربما لا تعرفها حول خدمة التراسل ICQ

time reading iconدقائق القراءة - 6
علامة خدمة ICQ للتراسل الفوري - VK
علامة خدمة ICQ للتراسل الفوري - VK
القاهرة -محمد عادل

بعد مرور 23 عاماً على إطلاقه، حددت شركة VK الروسية موعداً لإغلاق منصة ICQ للتراسل الشهيرة، وذلك في 26 من يونيو المقبل، على أن يصبح بإمكان مستخدميها، الانتقال بمحادثاتهم إلى خدمتيّ VK وVK Work للتراسل الفوري، بحسب موقع الخدمة.

وتعد منصة ICQ واحدة من أوائل الخدمات التي قدمت طريقة للتواصل المباشر النصي للمستخدمين في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وظلت تتطور وتحقق إنجازات حتى وصلت إلى نقطة لم تعد قادرة على المنافسة، فيما أصبحت سرعة المنافسة في هذا السوق، أعلى من قدرة المنصة على المواكبة.

ومع اقتراب إسدال الستار على الخدمة، إليك مجموعة من المعلومات التي قد تعرفها لأول مرة عن خدمة التراسل الفوري ICQ.

سر التسمية

للوهلة الأولى عند سماع اسم خدمة ICQ، قد تظن إنه اسمٌ رنان وخفيف على اللسان وله وقع على الأذن يسهل نطقه وحفظه، ولكن في الحقيقة طريقة النطق نفسها تكشف سر التسمية، فهي اختصار لعبارة "أنا أرغب في الوصول إليك I Seek You".

الاسم نفسه انعكس في بداية إطلاق الخدمة على علامتها التجارية، فلم تكن الوردة الخضراء ذات الورقة الحمراء المميزة هي الشعار الأول، فأول شعار كان عبارة عن أحرف اسم الخدمة الثلاثة، مكتوبة بطريقة توضح وكأن وجه تتحرك عينيه بحثاً عن شخص ما.

حساب دون بريد إلكتروني

إنشاء حساب شخصي على منصة ICQ، لم يكن يعتمد في بداية إطلاق المنصة في عام 1996 على استخدام عناوين البريد الإلكتروني، وإنما على رمز مميز يُعرف باسم UIN أو User Identification Number، وهو رمز تعريفي مميز لكل حساب.

وعندما يقوم المستخدم بتسجيل الدخول، فإنه يستخدم هذا الرمز وكلمة المرور، وبعد فترة من رواج الخدمة، أتاحت المنصة إمكانية إضافة عنوان البريد الإلكتروني، ولكن ظل الرمز هو الأساس في تمييز كل حساب وربطه بمالكه، لذلك إذا نُسي الرمز، يستحيل دخول الحساب.

والرمز كان مكوناً من 5 أرقام عشوائية، تسمح للمستخدمين بالبحث عن بعضهم البعض على المنصة، لإضافة بعضهم وبدء التراسل الفوري.

ولكن مع تزايد عمليات سرقة الحسابات عبر الاستيلاء على أرقام UIN الخاصة بالحسابات الشخصية، بدأت المنصة في تخزين عناوين البريد الإلكتروني، بداية من عام 1999، وربطها بحسابات المستخدمين، لتسهيل استعادة الحسابات المسروقة إلى أصحابها من جديد.

بعد إطلاق الخدمة بعامين، قبلت شركة ميرابيليس، مطورة ICQ، بعرض استحواذ من خدمة التراسل من عملاق خدمات الإنترنت الأميركي AOL في عام 1998، بقيمة إجمالية بلغت 400 مليون دولار.

الشركة الأميركية نجحت خلال السنوات الثلاث التالية للاستحواذ في الوصول إلى مضاعفة عدد مستخدمي خدمة التراسل بمعدل 10 أضعاف، ليصل إجمالي المستخدمين إلى 100 مليون مستخدم في 2001.

خطأ فادح

استطاع التطبيق الحفاظ على صدارة سوق التراسل الفوري، عبر تقديم مزايا عديدة منها تبادل الملفات والاستمتاع بالألعاب الخفيفة وكذلك البحث عن الوظائف، حتى وقع خطأ فادح في عام 2007، فبالتزامن مع وصول إصدار ICQ 6، تخلت الشركة الأميركية AOL عن عدد من المزايا، وعلى رأسها ميزة تبادل الملفات في المحادثات.

هذا التحديث يشكل لحظة فارقة في تاريخ الخدمة، إذ قرر فريق المطورين، حرمان المستخدمين من عدد من المزايا المهمة، وكذلك منع إمكانية استخدام إصدارات قديمة من الخدمة على الحواسيب.

في نفس التوقيت بدأ نجم عدد من الخدمات المنافسة مثل "ياهو ماسنجر" و"هوت ميل" في السطوع، حيث بدأ قطاع كبير من المستخدمين في تجربة بدائل لخدمة ICQ.

استمر منحنى النمو في الهبوط حتى 2010، بلغ إجمالي عدد المستخدمين 42 مليون مستخدم، وذلك بالتزامن مع استحواذ شركة Digital Sky الروسية، والتي تحولت لاحقاً إلى شركة VK وهي المالكة الحالية للخدمة.

الوصول المتأخر

دخلت منصة ICQ متأخرة إلى سوق عصر الهواتف الذكية، فأعلنت مالكتها الروسية في عام 2012، أي بعد 5 سنوات من إطلاق أول هاتف "آيفون"، عن نسخة من المنصة موجهة لأنظمة تشغيل iOS وأندرويد.

وكي تواكب أيضاً تطور سوق التواصل الاجتماعي، خاصة وأن "واتساب" كان قد تم إطلاقه في 2009، وصل تطبيق ICQ للهواتف بدعم تصفح منشورات فيسبوك والتراسل مع مستخدمي خدمة Google Talk وخدمة AIM.

ولكن التطبيق طوال تاريخه لم يحصد أكثر من 50 مليون تحميل على متجر جوجل، حتى تم إيقافه بشكل نهائي في يوليو 2023.

خروج ICQ من سوق التراسل الفوري، يسدل الستار على فترة وضعت ركائز رئيسية لسوق خدمات تبادل الرسائل النصية، إذ توقفت مختلف خدمات التراسل التي أطلقت في التسعينيات، فالمستقبل أصبح أكثر تركيزاً على تخطي مجرد تبادل الرسائل، والأمر أصبح يتضمن مكالمات الفيديو والمدفوعات الإلكترونية وكذلك الملصقات التعبيرية التفاعلية، بالإضافة إلى تحوّل منصات التراسل بشكل أكبر إلى شبكات اجتماعية أكثر خصوصية.

تصنيفات

قصص قد تهمك