قد تستمر أسهم شركة "لينوفو" (Lenovo Group Ltd) في التفوق على نظيراتها، إذ إن التقييمات الجاذبة لأسهمها وإمكانات النمو في الأسواق المزدهرة تجذب المستثمرين إلى شركة تصنيع الكمبيوتر الصينية.
ويُعد السهم هو الأفضل أداء على مؤشر "هانج سينج" القياسي في هونج كونج هذا الشهر، لكنه لا يزال رخيصاً في ظل توقع أرباح مستقبلية أقل من المنافسين العالميين، بما في ذلك شركة "ديل تكنولوجيز" (Dell Technologies Inc).
ويُتوقع أن تساهم أجهزة الكمبيوتر الشخصية الجديدة، التي تلبي طلب المستهلكين للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، في رفع المبيعات، بينما يترقب المحللون تعافي أسواق منتجات "لينوفو" التقليدية.
ومن المتوقع أن يؤدي اتفاق الشراكة الذي تم الإعلان عنه هذا الأسبوع مع الصندوق السيادي السعودي إلى تعزيز حضور "لينوفو" وأرباحها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
دخول سوق الشرق الأوسط
قال في-سيرن لينج، المدير التنفيذي في "يونيون بانكير برايفيه" (Union Bancaire Privee): "تتجه لينوفو نحو آفاق أفضل مع تعافي سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وارتفاع الطلب الإضافي على أجهزة الكمبيوتر والخوادم مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي.
وسيساعد التحالف الجديد مع الجانب السعودي الشركة على دخول سوق الشرق الأوسط في وقت تجعل فيه التوترات الجيوسياسية أسواق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أقل سهولة للوصول إليها".
وحقق سهم لينوفو ارتفاعاً بنسبة 29% في شهر مايو، ليصبح ثالث أفضل أداء على مؤشر "بلومبرغ إنتليجنس" لشركات أجهزة الكمبيوتر والبرامج، بعد شركتي "إتش بي"، و"ديل". ولامس سعر السهم أعلى مستوى له في 9 سنوات الاثنين الماضي، لكنه فقد بعض الزخم منذ ذلك الحين.
وقد تؤثر مبيعات خوادم الذكاء الاصطناعي الضعيفة لشركة "ديل"، بعد إغلاق السوق الخميس، على الزخم الذي شهده القطاع مؤخراً.
استفادة للطرفين
على الرغم من أن صفقة بيع سندات قابلة للتحويل بقيمة ملياري دولار إلى صندوق تابع لصندوق الاستثمارات العامة السعودي قد أثارت مخاوف قصيرة الأجل بشأن ما يسمى تخفيف سهم "لينوفو" المحتمل (عبر إصدار أسهم جديدة تقلل من نسبة ملكية المساهمين الحاليين)، إلا أن التوقيت يعتبر مناسباً، إذ يتزامن مع دعوة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى مزيد من التعاون المالي والتكنولوجي مع الدول العربية.
وفقاً لمحلل "بلومبرغ إنتليجنس" ستيفن تسينغ سوف "تستفيد السعودية من استقطاب شركة لينوفو، الشركة المصنعة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية الأولى عالمياً، لإنشاء قدرة تصنيعية لأجهزة الكمبيوتر الشخصية والخوادم ومراكز البحث والتطوير داخل المملكة، بينما ستحصل لينوفو في المقابل على رأسمال كبير إلى جانب اكتساب مستثمر استراتيجي".
تتوقع إدارة "لينوفو" أن يتسارع نمو إيرادات الشركة السنوية في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى أعلى خانة العشرات بفضل الشراكة، مقارنة بالنمو الذي بلغ 11% العام الماضي، وفقًا لشركة "يو بي كاي هيان" (UOB Kay Hian Holdings Ltd). وكتب المحلل جوني يام في تقرير: "يمكن أن يساعد استكشاف منطقة رئيسية جديدة أيضاً في التحوط ضد التوترات الأميركية الصينية".
تفاؤل بشأن سهم لينوفو
ويُبدي المحللون تفاؤلاً كبيراً بشأن سهم شركة "لينوفو"، حيث كانت هناك 27 توصية بالشراء مقابل 3 توصيات بالاحتفاظ، ولم تكن هناك توصيات بالبيع. رفعت مجموعة "غولدمان ساكس" سعرها المستهدف للسهم في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى 13.98 دولار هونج كونج، وهو من أعلى الأسعار في السوق، مشيرة إلى أن أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ستساعد على رفع متوسط أسعار البيع بهامش الربح الإجمالي للصناعة.
وفقاً لبيانات "بلومبرغ"، يشعر المتداولون في عقود الخيارات أيضاً بالتفاؤل بشأن السهم، حيث يشير مؤشر التقلب إلى زيادة الطلب على العقود المراهنة على صعود "لينوفو"، مقارنة بالأسبوع الماضي. ومع ذلك، تظل الأسهم رخيصة في ظل مضاعف ربحية يبلغ 13 مرة لعائدات متوقعة خلال الاثني عشر شهراً القادمة، مقارنة بـ21 ضعفاً لشركة "ديل".
هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ".