أوكرانيا.. عروض دمى وقراءة أشعار في خاركوف للترفيه عن الأطفال

time reading iconدقائق القراءة - 4
أطفال يشاهدون محرك الدمى أثناء عرض ترفيهي في محطات المترو، خاركوف، شرق أوكرانيا - 16 إبريل 2022. - AFP
أطفال يشاهدون محرك الدمى أثناء عرض ترفيهي في محطات المترو، خاركوف، شرق أوكرانيا - 16 إبريل 2022. - AFP
خاركوف (أوكرانيا) - أ ف ب

يقدّم اثنان من محركي الدمى عروضاً داخل محطة مترو في مدينة خاركوف الأوكرانية تُستخدم ملجأ من الغارات الجوية في شمال شرقي أوكرانيا، مرفهين بذلك عن الأطفال وذويهم وسط أجواء الحرب التي تشنها روسيا.

ويستخدم أنتون أندريوشينكو وزميلته أولكساندرا شليكوفا في عروضهما مجموعة واسعة ومتنوعة من الدمى، بينها ملك ذو شارب وقطيع من الماشية، يبث الفنانان الحياة فيها ليرويا قصة أميرات "مختلفات".

ويحاول الاثنان من خلال عروضهما جعل الأطفال وأولياء أمورهم ينسون جولات القصف الروسي التي تتوالى على ثاني أكبر مدن أوكرانيا.

وترى شليكوفا أن في "الأداء الحي دائماً قدر من المشاعر المرتبطة باللحظة الراهنة". وتضيف: "نتبادل مشاعرنا ونستعيد مزاجنا الجيد، يصعب وصف ذلك، فعلى المرء أن يشعر به".

استعادة البسمة

وتتعرض خاركوف يومياً لقصف عنيف يخلّف عدداً من الضحايا، إذ كثّفت روسيا استهدافها منذ أن أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أنه سيسحب قواته من محيط كييف للتركيز على شرق أوكرانيا.

وحُوّلت محطات قطار الأنفاق في هذه المدينة التي تبعد 21 كيلومتراً فحسب من الحدود الروسية إلى ملاجئ ضخمة تحت الأرض.

وقضى 3 أشخاص، الاثنين، جرّاء قذائف استهدفت المدينة، حسبما أفادت السلطات المحلية، غداة ضربات أسفرت عن سقوط ستة أشخاص.

وامتلأت محطات المترو بمراتب النوم والبطانيات، وتكدست بالقرب منها الملابس والألعاب ومستلزمات النظافة الشخصية، فيما تُستخدم عربات القطارات كمهاجع.

وترى أوكسانا (37 عاماً) أن عرض الدمى يوفّر بارقة في ظلمة الملجأ. وتلاحظ  هذه الأم التي حضرت العرض مع ابنتيها أن ما يتسم به  من "واقعية فكاهية" يجعل المشاهد "سعيداً" وتعيد إليه البسمة وبعض الحيوية. 

ومع أن أوكسانا تمكث مع ابنتيها في ملجأ آخر تحت الأرض، لم تتردد في الانتقال إلى "المسرح" القريب، حرصاً على عدم تفويت العرض.

وتقول إن "من يحضره يتذكر القصص مما يساهم في تغيير الطريقة التي ينظر بها إلى العالم".

قصائد في ملجأ

وفي ملجأ من الطوب الأبيض تتراكم فيه الأسرّة، في مكان آخر من المدينة، يقام نشاط من نوع مختلف، هو عبارة عن قراءات شعرية.

ويتولى سيرجي يادان قراءة بعض أبيات من الشعر بصوت عالٍ، ترافقه موسيقى في الخلفية، في ضوء نيون أرجواني، أمام جمهور محدود يتابع المونولوج الغنائي والسريالي المطعّم بشخصيات حيوانية غامضة.

وتشكّل هذه القصيدة "تهويدة قاسية" مستوحاة من كتاب للأطفال، على ما يشرح يادان، وهو أحد أبرز الوجوه على الساحة الأدبية في أوكرانيا التي يحظى فيها الشعر بمكانة كبيرة واهتمام واسع.

ويرى يادان أن "الإنسان لا يستطيع أن يعيش في ظل الحرب وحدها (...) فمن المهم جداً (للأوكرانيين) سماع كلمة ما، والتمكن من الغناء معاً، والتعبير عن مشاعر معينة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات