أعلنت وزارة الآثار في مصر، الأربعاء، اكتشاف مقبرة لشخص يدعى "بانحسي" من فترة حكم الرعامسة، في منطقة آثار سقارة، جنوب محافظة الجيزة، فضلاً عن مقصورات تعود لنفس الفترة الزمنية.
وجاء الكشف نتيجة أعمال البعثة الأثرية الهولندية الإيطالية المشتركة من متحف ليدن بهولندا والمتحف المصري بتورينو، والعاملة بمنطقة آثار سقارة تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
ويطلق اسم "الرعامسة" على كل من حملوا اسم رمسيس، ويعني بالهيروغليفية "رع مس سيس" (ابن الإله رع). وحكم "الرعامسة" مصر لمدة 225 سنة، بدايةً من عهد رمسيس الأول عام 1292 قبل الميلاد حتى نهاية حكم رمسيس الحادي عشر عام 1077 قبل الميلاد.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، في بيان صحافي، إن الكشف "من شأنه أن يساهم في إلقاء الضوء على تطور جبانة سقارة في فترة الرعامسة، كما يزيح الستار في الوقت ذاته عن أشخاص جدد لم تكن معروفة في المصادر التاريخية".
وأضاف وزيري أن الكشف "يدعم النظريات السابقة التي ترجح أن المساحة الواقعة بين مقابر الأسرة الثامنة عشر (مثل مقبرة مايا) تم إعادة استخدامها في عصور لاحقة وبناء مقابر ومقصورات بها خلال فترة حكم الرعامسة".
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن "نقوش المقبرة تبرز الممارسات الجنائزية في وداع الموتي خلال تلك الفترة".
تخطيط المقبرة
وقال مدير منطقة آثار سقارة، محمد يوسف، إن تخطيط المقبرة يتخذ شكل معبد قائم بذاته، موضحاً أن "لها مدخل بوابة، وساحة فناء داخلية تحتوي على قواعد أعمدة حجرية، وبئر يؤدي إلى غرف الدفن تحت الأرض، وثلاث مقصورات بجوار بعضها البعض".
ولفت مدير المتحف المصري في تورينو ورئيس البعثة من الجانب الإيطالي، كريستيان جريكو، إلى العثور على لوحة داخل المقبرة تصور صاحبها بانحسي وزوجته بايا، والتي كانت تحمل لقب مغنية آمون".
ومن بين اللوحة منظر جميل لبانحسي وهو يتعبد الإلهة حتحور، وأسفله منظر يصوره وزوجته معاً أمام مائدة قرابين، ويقف أمامهما رجل أصلع حول كتفيه جلد النمر، بالإضافة إلى عدد من المناظر للكهنة والقرابين، بحسب جريكو.
مقاصير صغيرة
من جانبها، قالت أمينة المجموعة المصرية والنوبية التابعة لمتحف ليدن بهولندا، لارا فايس، إن البعثة نجحت في الكشف عن بقايا أربعة مقصورات صغيرة اثنين منهما يحتويان على عدد من النقوش، إحداها لشخص يدعي يويو.
وتابعت فايس: "على الرغم من صغر حجمها (المقصورات) إلّا أنها تحتوي على عدد من المناظر والنقوش التي تتميز بدقتها وجودة تفاصيلها وهي في حالة جيدة من الحفظ".
وأشارت إلى وجود "منظر لموكب يويو الجنائزي وإحياء مومياءه من جديد للعيش في العالم الآخر، بالإضافة إلى منظر يصور بقرة الإلهة حتحور ومركب للإله سوكر إله الجبانة".
ورجحت فايس أن المقصورة أعيد استخدامها في العصور اللاحقة، معتبرة أن ذلك "يفسر حجم التدمير الذي لحق بها"، ولفتت إلى وجود "مقصورة ثانية لشخص غير معروف حتى الآن تحتوي على نقش منحوت نادر جداً لصاحب المقصورة وعائلته".
اقرأ أيضاً: