قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" إنه على الرغم من أن زواج الملياردير الأميركي بيل غيتس، وميليندا غيتس، قد يكون انتهى على نحو لا رجعة فيه، لا تزال هناك تساؤلات حول التوجه المستقبلي ونطاق الإدارة في المؤسسة الخيرية التي أسساها معاً.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير، الثلاثاء، أن مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" الخيرية، التي تنفق أكثر من 5 مليارات دولار سنوياً على المشروعات الصحية والتنموية، تحركت بسرعة لتهدئة المخاوف بشأن الاضطرابات التي قد تنتج عن طلاق بيل وميليندا.
وكان الملياردير الأميركي بيل غيتس وميليندا أعلنا في بيان، الاثنين، أنهما قرّرا الطلاق بعد زواج دام 27 عاماً.
لا تغيير في الأدوار
وقالت المؤسسة إن "بيل وميليندا سيظلان رئيسين مشاركين وأعضاء في مجلس أمناء المؤسسة"، وأنها لا تُخطط لإجراء تغييرات على أدوارهما أو على المؤسسة.
وأضافت أن بيل وميليندا "سيستمران في العمل معاً لوضع استراتيجيات المؤسسة والموافقة عليها، ودعم قضايا المؤسسة، وتحديد الاتجاه العام للمؤسسة".
"فايننشيال تايمز" أشارت إلى مشاركة الزوجين السابقين في الاستجابة لوباء كورونا، ومساعدتهما في تطوير ودعم البرامج البحثية لمنع انتشار الفيروس، وتشخيصه، وعلاجه، بالإضافة إلى دعم التحالف العالمي للأمصال واللقاحات "غافي"، التابع للأمم المتحدة، وبرنامج "كوفاكس".
مجلس إدارة أكبر
وأوضحت الصحيفة أن المنح المستقبلية ستعتمد على حجم استمرار التبرعات من ثروتيهما المنفصلة، وحجم الهبات المقدمة من صديقهما وزميلهما في مجلس الأمناء، الملياردير وارن بافيت (90 عاماً)، الذي قدم تبرعات كبيرة، ووعد بالتنازل عن 85% من ثروته المتبقية البالغة 100 مليار دولار.
ويرى البعض أن طلاق بيل وميليندا قد يؤدي إلى تغييرات في المؤسسة، من خلال تكوين مجلس إدارة أكبر على غرار المؤسسات الأخرى، لكن المذكرات الداخلية للموظفين أكدت أن "الأعمال مستمرة كالمعتاد".
في هذا السياق، قال أحد الموظفين: "المؤسسة كبيرة بشكل كافٍ، حتى إذا بدأوا في وضع الأموال في شيء آخر، ستظل المؤسسة على ما يرام".
وأوضح البروفيسور هنري بيتر، رئيس مركز الأعمال الخيرية بجامعة جنيف، أن منظومة المؤسسة تقوم على 3 أمناء فقط، في إشارة إلى بيل وميليندا وبافيت. وقال إن معرفة كيف سيبقى بيل وميليندا على رأس المؤسسة بعد الطلاق "سيكون أمراً مثيراً للاهتمام".
هل سيختلفان في النشاط الخيري؟
وخلافاً للأزواج الأثرياء الآخرين الذين انفصلوا، وبدأوا أعمالاً خيرية في وقت لاحق من حياتهم، ساعد تأثير ميليندا، ووالد بيل الراحل، وبعض الأصدقاء المقربين، على ضمان عمل بيل وميليندا معاً على مدار أكثر من عقدين لإدارة المؤسسة التي تحمل اسميهما.
ويواصل الاثنان المشاركة في أعمال مؤسستهما، إذ يحضران المكالمات الأسبوعية بشأن "كوفيد-19"، وأشرفا الشهر الماضي على المراجعة الاستراتيجية المكثفة السنوية الأخيرة للمؤسسة، التي تُغطي 27 برنامجاً.
وفي مقابلة الأسبوع الماضي، قالت ميليندا: "هل نختلف؟ في بعض الأحيان، بالطبع نختلف، لكن ما نلتزم به منذ سنوات عديدة في المؤسسة هو إبقاء خلافاتنا خارج المؤسسة".
مصير الأنشطة الخارجية
استقال بيل العام الماضي من منصبه في مجلس إدارة شركة "مايكروسوفت"، الشركة التي حققت ثروته، وباع معظم حصته في الشركة ليستثمر في تقنيات تغير المناخ، وقدم إسهامات خيرية في بعض القضايا، مثل معالجة الزهايمر، المرض الذي عانى منه والده الراحل.
وأشار البعض إلى رغبة ميليندا المتزايدة في انتقاد سياسة الحكومة، خاصة في فترة الرئيس السابق دونالد ترمب، وتكهن البعض بدخولها مجال السياسة، مثل الترشح لمجلس الشيوخ الأميركي.