مع اقتراب فصل الصيف من ذروته، تصبح جميع المشكلات التي تعوق تنسيق العمل عن بُعد قريبة من الاشتعال، إذ تتصاعد الخلافات بسبب تعارض ترتيبات العمل المرن مع خطط الموظفين لعطلاتهم الصيفية.
ويعمل بعض المديرين على حل التوترات باتخاذ إجراءات صارمة ضد القيام بأي أنشطة ترفيهية في أيام العمل، بينما يميل البعض الآخر إلى الثقة بالموظفين وتوفير قدر أكبر من المرونة، وفق موقع "أكسيوس".
وقال كيفن ديلاني، وهو أحد مؤسسي شركة "تشارتر" المتخصصة في البحوث المتعلقة بمستقبل العمل، إن إدارة مواعيد أنشطة الأطفال أو التعامل مع منزل مليء بالأطفال أثناء العطلات من الممكن أن يزيد من صعوبة الأمر بالنسبة لبعض الآباء العاملين.
ويواجه المديرون المتوسطون صعوبة في الثقة بالموظفين في الوقت الذي لا يكونون فيه دائماً أمام رؤسائهم، وكما هو الحال مع "جيل الوسط" Sandwich Generation لأنه محاصر بين رعاية الآباء المسنين، والأطفال الصغار، فإن المديرين المتوسطين محاصرون بين المديرين التنفيذيين المتطلبين والموظفين الخاضعين لإداراتهم، في الوقت الذي يسعون فيه إلى الحفاظ على سعادة وإنتاجية الموظفين.
ويتحمل جميع الأطراف "ضريبة التنسيق"، والتي تتمثل في الوقت الإضافي المستغرق في معرفة أماكن زملاء العمل وكيفية التواصل معهم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالإرهاق والقلق، ويزيد الشعور بانعدام الثقة الذي يصل إلى ذروته في فصل الصيف.
وفي أسوأ السيناريوهات، يلجأ المديرون في نهاية المطاف إلى استخدام برامج المراقبة أو توجيه إنذارات نهائية للموظفين للعودة إلى مكاتبهم، والتي تنهي عمل بعض الأشخاص.
ويرى "ديلاني" أن نظام العمل الهجين سيستمر، وأن المديرين بحاجة إلى التكيف مع ذلك، موضحاً أن ثمة حل بسيط يكمن في تواصل الموظفين مع مدرائهم ومشاركتهم التحديات التي يواجهونها، وأن يبدي المديرون مرونة في التعامل مع الموظفين ويحددوا توقعاتهم بوضوح.
وفي عام 2023، عمل أكثر من 35% من الموظفين الذين تبلغ أعمارهم 15 عاماً أو أكثر من المنزل لبعض الوقت، مقارنة بـ40% في عام 2021، وفقاً لاستطلاعات استخدام الأميركيين للوقت الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل.