أظهرت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية، تحسناً كبيراً في البقاء على قيد الحياة للبالغين الذين تم تشخيص إصابتهم بنوع من أنواع سرطان الدم الليمفاوي الحاد، يُعرف باسم "سلائف الخلايا البائية".
هذا النوع من السرطان سريع النمو، ويتميز بوجود فائض من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة- تعرف باسم الأرومات الليمفاوية- في نخاع العظم والدم، وهو نوع فرعي من سرطان الدم الليمفاوي الحاد يصيب البالغين.
تأتي هذه النتيجة من دراسة المرحلة الثالثة المسماة E1910، التي قيَّمت استخدام العلاج المناعي بالبليناتوموماب في المرضى الذين خضعوا للعلاج بعد العلاج الكيميائي الأولي.
وفي متابعة لمدة 3 سنوات، كان 85% من المرضى الذين تلقوا علاجاً كيميائياً إضافياً، بالإضافة إلى بليناتوموماب على قيد الحياة، مقارنة بـ68% من أولئك الذين تلقوا العلاج الكيميائي فقط.
وبليناتوموماب علاج مناعي، يستهدف مستضدات CD19 الموجودة على الخلايا البائية، تساعد الجهاز المناعي على اكتشاف الخلايا السرطانية، وتدميرها.
استخدام بليناتوموماب
في 14 يونيو 2024، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على استخدام بليناتوموماب في البالغين والأطفال المرضى الذين يعانون من سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وتظهر الدراسة أن إضافة بليناتوموماب إلى العلاج الكيميائي المعزز يحسّن من بقاء المرضى على قيد الحياة.
ويقول الباحثون إن هذا النهج سيكون المعيار الجديد للرعاية للمرضى، وشملت الدراسة 224 مريضاً، تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاماً، وتم تعيين المشاركين بشكل عشوائي لتلقي إما أربع دورات من العلاج الكيميائي وحده، أو مزيج من العلاج الكيميائي وبليناتوموماب.
أمل جديد لمرضى السرطان
وتلقى المرضى في المجموعة التجريبية دورات متناوبة من بليناتوموماب والعلاج الكيميائي، وبعد متابعة متوسطة مدتها 43 شهراً، وجدت الدراسة أن مجموعة بليناتوموماب، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي حققت معدل بقاء إجمالي بنسبة 85% لمدة ثلاث سنوات، مقارنة بـ68% في مجموعة العلاج الكيميائي فقط.
بالإضافة إلى ذلك، كان معدل البقاء على قيد الحياة بدون انتكاسة 80% في مجموعة بليناتوموماب، مقابل 66% في مجموعة العلاج الكيميائي فقط، وفي حين أن العلاج كان جيد التحمل بشكل عام، فقد عانى بعض المرضى من آثارٍ جانبية شديدة، وخاصة المشكلات العصبية.
ومع ذلك، كان من الممكن السيطرة على هذه الحالات في معظم الحالات، وكان هناك 17 حالة وفاة في مجموعة بليناتوموماب، ويرجع ذلك أساساً إلى الانتكاس أو العدوى، مقارنة بـ 40 حالة وفاة في مجموعة العلاج الكيميائي فقط.
وأجريت الدراسة بشكل مستقل عن صناعة الأدوية، بتمويل عام من المعهد الوطني للسرطان، وتوفر الدراسة أملاً جديداً للمرضى الذين يعانون من هذا الشكل العدواني من سرطان الدم، مما يجعل بليناتوموماب عنصراً حاسماً في نظام علاجهم.