دراسة: حقن "أوزمبيك" لإنقاص الوزن تقلل خطر وفاة المرضى بقصور القلب

عبوة من حقن أوزمبيك من إنتاج شركة نوفو نورديسك في صيدلية بلندن، بريطانيا. 8 مارس 2024 - REUTERS
عبوة من حقن أوزمبيك من إنتاج شركة نوفو نورديسك في صيدلية بلندن، بريطانيا. 8 مارس 2024 - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

أفادت دراسة حديثة نُشرت في دورية "لانسيت" الطبية بأن عقار "سيماجلوتيد" المضاد للسمنة، والمعروف تجارياً باسم "أوزمبيك"، يحتوي على فوائد قلبية وعائية للأشخاص الذين يُعانون من قصور القلب.

وقصور القلب هو ضعف كبير في قدرة العضلة على ضخ الدم إلى الجسم.

وأفادت دراسات سابقة لنفس الفريق الذي أجرى الدراسة الحالية، بأن عقار "سيماجلوتيد" يُمكن أن يمنع النوبات القلبية، وغيرها من الأحداث القلبية الكبرى بين الأشخاص الذين يُعانون من زيادة الوزن المقترن بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تبلغ نحو 20%.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة جون دينفيلد، وهو أستاذ في معهد القلب والأوعية الدموية بجامعة لندن، إن التحليل السابق أظهر وجود فوائد للدواء بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن وأمراض القلب والأوعية الدموية "غير أن المخاوف بشأن احتمالية وجود ضرر لحقن سيماجلوتيد بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من نوع من قصور القلب ظلت موجودة".

وأضاف دينفيلد أن فائدة العقار كانت مماثلة بغض النظر عن نوع قصور القلب، موضحاً: "تجد هذه الدراسة الجديدة أنه في هذه المجموعة، كان أداء الأشخاص المصابين بقصور القلب جيداً مثل الأشخاص غير المصابين في ما يتعلق بالنتائج التي انتهينا من قياسها".

وتابع الباحثون فحوصات 4 آلاف و286 شخصاً لمدة 3 سنوات، من إجمالي 17 ألفاً و 605 أشخاص من تجربة "سيليكت"، وهي أكبر وأطول تجربة سريرية معنية بدراسة أثر تناول الدواء على صحة القلب والأوعية الدموية.

ووجد الباحثون أن "سيماجلوتيد" مرتبط بانخفاض بنسبة 28% في الأحداث القلبية الضارة الرئيسية بالإضافة إلى انخفاض بنسبة 24% في الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية لهذه المجموعة الفرعية من الأشخاص، الذين يعانون من قصور القلب المسبق، وانخفاض بنسبة 19% في الوفيات لأي سبب.

تعزيز فقدان الوزن

واكتسب عقار سيماجلوتيد، الذي طوّر في الأصل كعلاج لمرض السكري من النوع 2، اهتماماً كبيراً بسبب فعاليته في فقدان الوزن. 

يعمل الدواء كمنشط لمستقبلات الببتيد 1 الشبيهة بالجلوكاجون (GLP-1)، والذي لا يساعد فقط في تنظيم مستويات السكر في الدم، ولكنه يحد أيضاً من الشهية، ما يؤدي إلى انخفاض كبير في الوزن. ومع ذلك، أظهرت الأبحاث الحديثة أن فوائد سيماجلوتيد تمتد إلى ما هو أبعد من فقدان الوزن والتحكم في الجلوكوز.

السيماجلوتيد هو المكون النشط في دواء "أوزمبيك" و"ويجوفي" أيضاً، وفي يوليو، وبفضل الأدلة من تجربة "سيليكت" وافقت هيئة تنظيم الأدوية في بريطانيا على دواء "ويجوفي" كعلاج لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، ما يعني أنه يمكن وصفه بشكل خاص.

والآلية الدقيقة التي يعمل بها عقار سيماجلوتيد على تقديم الفوائد القلبية الوعائية غير معروفة، ولكنها ربما تشمل التأثيرات الإيجابية للدواء على نسبة السكر في الدم وضغط الدم والالتهابات، فضلاً عن التأثيرات المباشرة على عضلة القلب والأوعية الدموية.

وقال الباحثون إن الانخفاض في معدل الوفيات لجميع الأسباب في جميع مجموعات قصور القلب "يشير إلى إمكانية تحقيق فوائد أخرى غير معروفة حتى الآن".

وقارنت الدراسة تأثير عقار سيماجلوتيد على الأشخاص المصابين بنوعين من قصور القلب؛ هما قصور قلب الكسر القذفي، حيث يضخ القلب الدم بشكل طبيعي ولكنه متيبس للغاية بحيث لا يمتلئ بشكل صحيح، والكسر القذفي المنخفض. 

ولهذين النوعين من قصور القلب أسباب مختلفة واستجابتهما للعلاج مختلفة، لأن الحفاظ على الكسر القذفي، وهو النوع الأكثر شيوعاً، لا يستجيب جيداً للعلاجات التقليدية،ما يؤدي إلى احتياج سريري كبير غير مُلبى.

فوائد طبية

ووجد الباحثون أن الفائدة السريرية للسيماجلوتيد كانت كبيرة بغض النظر عن نوع قصور القلب. كما وجدوا أنها مستقلة عن العمر والجنس، ومؤشر كتلة الجسم الأساسي والحالة السريرية. 

تم الإبلاغ عن الأحداث السلبية الخطيرة بشكل أكثر تكراراً في مجموعة الدواء الوهمي مقارنة بمجموعة السيماجلوتيد. 

وقال الباحثون إن هذه النتائج تدعم استخدام السيماجلوتيد، بالإضافة إلى الرعاية المعتادة، لتقليل خطر الأحداث القلبية السلبية الكبرى في مجموعة واسعة من الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية التصلبية وزيادة الوزن أو السمنة.

ولاحظ الباحثون أن هناك حاجة إلى مزيد من التجارب لتقييم تأثير السيماجلوتيد على النتائج المتعلقة بقصور القلب. وقالوا إن نتائج الدراسة لا يمكن استقراءها على المرضى، الذين يعانون من قصور القلب بشكل عام، لأن تجربة "سيليكت" لم تكن تجربة مخصصة لقصور القلب.

ويرى الباحثون أن إمكانات سيماجلوتيد في الحد من حدوث مضاعفات القلب والأوعية الدموية الخطيرة عبر فئات مختلفة من المرضى تمثل تقدماً كبيراً في رعاية القلب والأوعية الدموية. 

ومع استمرار ارتفاع العبء العالمي لأمراض القلب، فإن الأدوية التي يمكنها معالجة عوامل الخطر المتعددة في وقت واحد لا تقدر بثمن.

ويقول الباحثون إن العمل المزدوج لسيماجلوتيد كعامل لفقدان الوزن وحامي للقلب والأوعية الدموية يمكن أن يؤدي إلى استراتيجيات علاجية أكثر تخصيصاً وفعالية للسكان المعرضين للخطر.

تصنيفات

قصص قد تهمك