إسرائيل.. مخاطر الانشقاق تحوم حول "ائتلاف التغيير"

رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس (وزير الدفاع)  يتحدث إلى زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت خلال جلسة في الكنيست - 2 يونيو 2021 - REUTERS
رئيس حزب أزرق أبيض بيني غانتس (وزير الدفاع) يتحدث إلى زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت خلال جلسة في الكنيست - 2 يونيو 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

يقترب "ائتلاف التغيير" في إسرائيل، المشكل من 8 أحزاب سياسية، والهادف إلى الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من الحصول على دعم أغلبية الأصوات في الكنيست، قبل جلسة حاسمة في 14 يونيو الجاري، وسط مخاوف من انشقاقات.

وأوضحت "القناة 12" الإسرائيلية، أن تقييم جميع أعضاء الائتلاف، بقيادة رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، وزعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد، هو أن "التحالف الجديد سيؤدي بالفعل إلى حصد أصوات الكنيست، بأغلبية ضئيلة (61 صوتاً)، مقابل (59 صوتاً) ضد التحالف".

وتبقى الأغلبية الضئيلة التي ضمنها الائتلاف حتى الآن "هشّة"، بسبب احتمال انشقاق أحد النواب، وهو السيناريو الذي من شأنه أن يُغيّر المعطيات كاملة للائتلاف.

"يمينا وأمل جديد"

ونقلت "القناة 12" عن عضو الكنيست نير أورباخ، من حزب "يمينا" الذي يعمل نتنياهو على الدفع بأعضائه إلى الانقلاب على رئيس الحزب بينيت، أن "ما لم يكن هناك بعض التغيير الدراماتيكي، أعتزم تمكين تشكيل هذه الحكومة، إما من خلال دعمها بنشاط في تصويت الكنيست، أو بالاستقالة".

وفي حال استقال أورباخ من الكنيست، فإن النائبة في "يمينا" التي ستحل محله، هي شيرلي بينتو، التي قالت مراراً إنها "تدعم حكومة الائتلاف بشدة".

فيما قال أورباخ لـ"القناة 13" الإخبارية الإسرائيلية: "لن أفعل ما فعله تشيكلي"، في إشارة إلى عضو الكنيست المتمرد في "يمينا"، أفيخاي شيكلي، الذي تعهد قبل أيام بالتصويت ضد الحكومة الجديدة، وخفض دعمها من 62 إلى 61 عضواً، وأشار شيكلي إلى أنه "لم يتمكن من إقناع أورباخ بالانضمام إليه في التصويت ضد التحالف". 

من جانبها، أعلنت إيديت سيلمان، وهي عضوة أخرى في"يمينا"، أنها "اتخذت قراراً نهائياً بالتصويت لصالح ما يسمى بحكومة التغيير".

وأشارت "القناتان"، حسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن هناك بعض المخاوف من أن يقوم زئيف إلكين من حزب "أمل جديد"، بعدم التصويت لصالح الائتلاف.

وأفادت "القناة 12" بأن البعض يعتقد أن إلكين قد "يختفي" عند إجراء التصويت، لكن القناة ذاتها قالت إن زعيم حزب "أمل جديد " جدعون ساعر، قال إنه "يعرف كيف يضمن تصويت جميع أعضاء حزبه".

"فرصة لنتنياهو"

لَبيد، أخطر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين المنتهية ولايته، الأربعاء، أنه وحلفاءه حشدوا ائتلاف الأغلبية، ولكن سيتم إخطار الكنيست رسمياً بهذا الاثنين.

وبموجب القانون، فإن أمام رئيس الكنيست ياريف ليفين (من حزب الليكود)، أسبوعاً لجدولة التصويت على الثقة في الحكومة الجديدة، ومن المتوقع أن يستخدم ذلك فترة كاملة لإعطاء نتنياهو وحلفائه أقصى وقت لمحاولة إفشالها، وفق ما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

على الجانب الآخر، أعلن مكتب رئيس الكنيست الإسرائيلي، ياريف ليفين، أنه يعتزم إبلاغ النواب رسمياً، الاثنين، بإعلان المعارضة تشكيل ائتلاف لإزاحة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. 

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإخطار سيطلق الاستعدادات للتصويت على الثقة بالحكومة الجديدة، والذي من المرجح أن يتم الأربعاء أو الاثنين الذي يليه. 

محاولات عرقلة

ويهدئ الإعلان الذي صدر في وقت متأخر الجمعة من قبل ليفين، الحليف المقرب لنتانياهو، المخاوف من أن حزب الليكود اليميني قد يجد طرقا إجرائية لعرقلة تشكيل ائتلاف متنوع سينهي 12 عاماً متتالية لنتانياهو في السلطة. 

وعلى الورق، يجب أن يحصل التحالف الذي أعلنه زعيم المعارضة يائير لبيد قبل دقائق فقط من انتهاء المهلة منتصف ليل الأربعاء على أغلبية ضئيلة في تصويت الثقة. 

لكن الأنظار ستتجه نحو إمكان حدوث انشقاقات في التحالف المتناقض الذي لا يوحده سوى العداء المشترك لنتانياهو. 

ويحض نتنياهو، الذي تولى السلطة لأكثر من 12 عاماً، أعضاء اليمين في الائتلاف الناشئ على "الانسحاب منه قبل أن يتم التصويت عليه".

وكان الوزير بلا حقيبة تساحي هنغبي (عضو الليكود)، وحليف نتنياهو، قال الجمعة إن "الليكود سيقاتل حتى النهاية لمنع الائتلاف".

ويجمع الائتلاف 8 أحزاب من مختلف الأطياف السياسية، وهي: "يمينا" و"أمل جديد" و"إسرائيل بيتنا" و"هناك المستقبل" و"أزرق أبيض"، فضلاً عن "حزب العمل" و"ميريتس" و"القائمة العربية الموحدة"، ومن المقرر أن يشغل بينيت منصب رئيس الوزراء حتى أغسطس 2023، ثم يخلفه لبيد في العامين التاليين.

ويبلغ عدد أعضاء التحالف المتنوع بشكل غير مسبوق 61 عضواً في الكنيست، المكوّن من 120 مقعداً، وهو أقل أغلبية ممكنة، وبالتالي فهو عرضة لأي انشقاق. ومن المقرر أن يجتمع أعضاء الأحزاب الثمانية، الأحد، للمرة الأولى لتعزيز تحالفهم.