واشنطن تحذر إيران من فشل مسار العودة للاتفاق النووي بسبب التصعيد

صورة عبر الأقمار الصناعية التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" تظهر ما يعتقد أنه منشأة سنجاريان النووية في إيران، 15 أكتوبر 2020 - AFP
صورة عبر الأقمار الصناعية التقطتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" تظهر ما يعتقد أنه منشأة سنجاريان النووية في إيران، 15 أكتوبر 2020 - AFP
دبي -الشرق

حذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إيران من الاستمرار في "التصعيد النووي"، مؤكدة استعدادها لرفع جميع العقوبات غير المتسقة مع الاتفاق النووي، إذا استأنفت طهران الامتثال لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وشدد واشنطن، على لسان القائم بالأعمال الأميركي في فيينا، حيث كانت تعقد المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي، على أن فرصة العودة للاتفاق "لن تدوم إلى الأبد".

وقال القائم بالأعمال الأميركي لدى المنظمات الدولية في فيينا لويس بونو، إن إيران "تستمر في إجراء توسيعات كبيرة لبرنامجها النووي، بما يتجاوز القيود التي فرضتها خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".

وحذَّر لويس بونو من أن استمرار هذا التصعيد النووي، وانتهاك الحدود التي فرضها الاتفاق "سيبعدنا أكثر عن مسار العودة إلى الاتفاق".

وأضاف بونو، "كما أن تصعيداً كهذا، يقربنا أكثر من المرحلة التي ستفشل فيها العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق، في إعادة إنتاج مكاسب حظر الانتشار النووي، التي حققها الاتفاق في صيغته الأصلية".

"انتهاك قيود الاتفاق"

واعتبر المسؤول الأميركي أن إيران "مستمرة بلا هوادة في انتهاك قيود الاتفاق النووي"، مشيراً في هذا الصدد إلى تنصيب طهران وتشغيلها لعدد وأنواع من أجهزة الطرد المركزي الممنوعة بموجب الاتفاق، إضافة إلى إنتاجها لكميات من اليورانيوم المخصب تتجاوز بكثير الحدود التي فرضها الاتفاق.  

وأكد بونو أن إيران "ليست لديها حاجات سلمية موثوق بها تتطلب هذا النوع من الأنشطة التي تتصل بشكل مباشر بتطوير الأسلحة النووية".

وحث المسؤول الأميركي إيران،على "تنفيذ إجراءات التحقق والمراقبة الواردة في الاتفاق، بما في ذلك التنفيذ الكامل للبروتوكول الإضافي"، مشيراً إلى أن هذا من شأنه أن "يسهل العودة بشكل أسرع إلى الامتثال المتبادل".

كما دعا طهران إلى العودة بلا تأخير لطاولة المفاوضات "حتى نتمكن من تحقيق عودة متبادلة إلى الامتثال الكامل، بما في ذلك رفع العقوبات المنصوص عليها في الاتفاق"، مؤكداً أن واشنطن تعمل من خلال الدبلوماسية لتحقيق العودة المتبادلة إلى الاتفاق التي من شأنها "معالجة المخاوف الدولية حول برنامج إيران النووي".

"الالتزام بالتفاهمات"

وشدد المسؤول الأميركي على ضرورة تمسك إيران بالتفاهمات التي تم التوصل إليها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 سبتمبر الجاري، بما في ذلك احترام إجراءات الرقابة المؤقتة للاتفاق النووي.

وقال إن استئناف الامتثال المتبادل بالاتفاق سيكون أكثر صعوبة في حال عجزت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن معرفة التطورات المتعلقة بالالتزامات الرئيسة للاتفاق، داعياً إيران إلى السماح للوكالة بتنصيب كاميرات بديلة لمراقبة تصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي في مجمَّع كرج.

وأكد أن التقصي الذي تقوم به الوكالة الدولية هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه أي عودة متبادلة للامتثال بالاتفاق.

قلق أوروبي

بدوره، جدد الاتحاد الأوروبي التزامه ودعمه للتنفيذ الكامل والفعال للاتفاق النووي، مؤكداً أن استئناف المفاوضات الآن هو "أكثر أهمية من أي وقت مضى وذلك في ضوء العودة المحتملة للولايات المتحدة للاتفاق، وإمكانية عودة إيران للتنفيذ الكامل للاتفاق".

ودعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى العودة إلى المفاوضات في فيينا من دون تأخير، "خصوصاً في ظل التوسع الحالي لبرنامج إيران النووي، وإضعاف قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تقصي البرنامج ومراقبته".

وعبَّر الاتحاد عن قلقه من استمرار إيران في مراكمة اليورانيوم المخصب بما يتجاوز قيود الاتفاق، إضافة إلى استمرارها في تنصيب أجهزة الطرد المركزي المتطورة.

ودعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى "إلغاء جميع هذه الأنشطة المتعارضة مع الاتفاق، والعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي بما يشمل إجراءات الشفافية، ودعم جهود المشاركين في الاتفاق لمعالجة القضايا الحالية في إطار خطة العمل المشتركة". 

تشغيل سلاح نووي

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير، الثلاثاء، أن إيران ستمتلك وقوداً كافياً لتشغيل سلاح نووي، في غضون شهر تقريباً، ما قد يزيد الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها، لتحسين شروط الصفقة المحتملة للعودة إلى الاتفاق النووي في عام 2015.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن خبراء درسوا البيانات الجديدة الواردة في تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، قولهم إن "تخصيب اليورانيوم إلى المستويات المستخدمة في صنع الأسلحة خلال الأشهر الأخيرة أكسب طهران القدرة على إنتاج الوقود اللازم لتشغيل رأس نووي، في غضون شهر".

 يذكر أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي، أعلن، الأحد، أن خدمة مراقبة الأنشطة النووية في إيران ستبدأ في غضون أيام، لافتاً خلال مؤتمر صحافي في العاصمة النمساوية فيينا، إلى أنه تم حل مشكلة انهيار الاتصالات مع إيران أثناء زيارته إلى طهران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الاثنين، إن المحادثات التي جرت خلال زيارة جروسي إلى طهران "كانت جيدة جداً".

وأكد زاده في مؤتمر صحافي أن إيران "ستحتفظ بعلاقاتها مع الوكالة ما دامت الوكالة تحافظ على الطابع غير السياسي وغير التمييزي لعلاقاتها مع إيران"، مشيراً إلى أن جروسي سيعود إلى طهران بعد اجتماع حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اقرأ أيضاً: