تدريبات عسكرية روسية بيلاروسية وسط احتدام أزمة الحدود مع بولندا

حرس الحدود البولنديون يستنفرون عند الحدود مع بيلاروسيا وسط تدفق المهاجرين، 11 نوفمبر 2021 - via REUTERS
حرس الحدود البولنديون يستنفرون عند الحدود مع بيلاروسيا وسط تدفق المهاجرين، 11 نوفمبر 2021 - via REUTERS
دبي-وكالات

قالت وزارة الدفاع البيلاروسية، الجمعة، إن موسكو ومينسك أجرتا تدريبات عسكرية مظلية في غرب بيلاروسيا قرب الحدود البولندية، وسط مخاوف أبدتها دول الجوار من أن تتصاعد أزمة الهجرة الأوروبية على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، إلى مواجهة عسكرية. 

لكن وزارة الدفاع الروسية أكدت أن العسكريين الروس سيعودون إلى قواعدهم الروسية بعد التدريبات. 

ومنذ شهور، يحاول المهاجرون القادمون بشكل أساسي من الشرق الأوسط، العبور من بيلاروسيا إلى بولندا، إحدى البوابات الشرقية للاتحاد الأوروبي؛ لكن الأزمة بلغت مستوى جديداً عندما قام المئات منهم بمحاولة منسقة الأسبوع الجاري، ليصدّهم حرس الحدود البولندي. 

وأقيم مخيم عشوائي عند الحدود يُقدَّر عدد نزلائه بـ3 آلاف شخص، بينهم مئات الأطفال، يواجهون صقيعاً قاسياً، إضافة إلى حشود قرب حدود ليتوانيا، وهي أيضاً عضو في الاتحاد الأوروبي. 

وتتهم حكومات غربية نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو باستدراج المهاجرين إلى بيلاروسيا وإرسالهم للعبور إلى بولندا من أجل إغراق الاتحاد الأوروبي بالمهاجرين، رداً على عقوبات سابقة فرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك على خلفية قمعها للمعارضة. 

مخاوف من تصعيد

وحذرت الدول المتاخمة لبيلاروسيا، الخميس، من أن أزمة المهاجرين ربما تتصاعد إلى مواجهة عسكرية، خصوصاً بعد حشد بولندا قواتها قرب الحدود، وهو ما قابلته بيلاروسيا بالقول إنه وضعها في موقف "المضطر لاتخاذ إجراءات للرد المناسب"، سواء بصورة مستقلة أو بالتعاون مع حليفتها الاستراتيجية روسيا. 

وشوهدت طائرات مقاتلة تحلق في سماء بيلاروسيا، تابعة لروسيا، الحليف التقليدي لنظام لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ عام 1994.

وقالت روسيا على لسان نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، إن تلك الطائرات أتت "رداً على الانتشار المكثف" لحرس الحدود البولنديين على الحدود البولندية-البيلاروسية، لكنها وصفتها بـأنها "مجرد رحلات استطلاعية. ونشاط عادي في إطار التزامات الوحدة بين روسيا وبيلاروسيا".

ورغم أنها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، قالت أوكرانيا إنها ستنشر 8500 جندي إضافي لتأمين حدودها الطويلة مع بيلاروسيا شمالاً ومع بولندا غرباً، رغم أن التدفق الرئيسي يسجَّل على بعد قرابة 200 كم من هذه الجمهورية السوفيتية السابقة. 

تلويح بعقوبات جديدة

والخميس، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة بطلب من فرنسا وإستونيا وإيرلندا، لبحث أزمة المهاجرين المتكدّسين في بيلاروسيا على الحدود مع بولندا. 

وبعد الاجتماع الذي استمرّ أكثر بقليل من نصف ساعة، أصدرت 6 دول أعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنروج وإستونيا وإيرلندا) بياناً مشتركاً اتهمت فيه بيلاروسيا بممارسة "استغلال منظّم للبشر" على حدودها مع بولندا بهدف "زعزعة استقرار الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي". 

كما اتّهم البيان بيلاروسيا بالسعي إلى "زعزعة استقرار الدول المجاورة" و"صرف الانتباه عن انتهاكاتها المتزايدة لحقوق الإنسان"، في إشارة إلى قمع المعارضة.

ويلوّح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة على بيلاروسيا بسبب أزمة اللجوء، وهو ما قابلته بيلاروسيا بالتهديد بإغلاق خط أنابيب الغاز "يامال-أوروبا" الذي يعبر أراضيها من روسيا إلى بولندا. 

لكن موسكو تعهدت بعدم قطع إمدادات الغاز عن زبائنها في الاتحاد الأوروبي، وقالت إن الرئيس البيلاروسي "لم ينسّق" مع موسكو قبل الإدلاء بتصريحاته المهددة. 

حظر سفر 

وبالتوازي، حظرت تركيا، الجمعة، على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطارات تركية إلى بيلاروسيا على خلفية أزمة اللاجئين عند الحدود مع بولندا. 

وأتى هذا القرار بعد اتهامات لشركة الخطوط الجوية التركية بأن رحلاتها "تهيئ الوضع لتهريب المهاجرين غير الشرعيين"، وهوما رفضته الشركة وتركيا. 

ويأتي الإعلان في أعقاب جولة عاجلة من الاتصالات الدبلوماسية بين مسؤولين بولنديين وأتراك وأوروبيين، تهدف إلى وقف تدفق الذين يحاولون الوصول بشكل غير شرعي إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر حدوده الشرقية.

وتستضيف تركيا ما يصل إلى 5 ملايين لاجئ ومهاجر، معظمهم من سوريا، ولا تزال محطة مفضلة للمهاجرين واللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا.