اليابان وكوريا الجنوبية تتفقان على إجراء حوار لاستعادة "العلاقات الصحية"

وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي خلال قمة مجموعة السبع في ليفربول - 12 ديسمبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي خلال قمة مجموعة السبع في ليفربول - 12 ديسمبر 2021 - AFP
دبي- الشرق

اتفقت اليابان وكوريا الجنوبية على إجراء حوار لاستعادة "علاقات صحية"، بعد تفاقم التوتر بينهما خلال السنوات الماضية.

وأشارت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، إلى تدهور العلاقات بين طوكيو وسيول بشكل حاد، في أواخر عام 2018، بعدما أمرت المحكمة العليا في سيول شركة يابانية بدفع تعويضات عن عمل قسري لعمال كوريين، خلال الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية.

وأضافت أن طوكيو تصرّ على أن قضية التعويضات سُوّيت "بالكامل ونهائياً"، بموجب اتفاق ثنائي أُبرم عام 1965 وقدّم مساعدة مالية لسيول، داعية حكومة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى حلّ المشكلة.

ويختلف البلدان أيضاً بشأن ملف "نساء المتعة"، في إشارة إلى نساء من كوريا وأماكن أخرى، أُجبرن على العمل في بيوت دعارة عسكرية لليابان، خلال الحرب العالمية الثانية.

تعويض عمال كوريين

وذكرت "كيودو" أن وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، التقى نظيره الكوري الجنوبي تشونج إيوي يونج، على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في ليفربول، مؤكداً أهمية التعاون بين البلدين.

وأضافت أن هاياشي حضّ تشونج على إعطاء "ردّ مناسب" من أجل تسوية خلافات بشأن تعويض العمال الكوريين خلال الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى ملف "نساء المتعة"، خلال أول اتصال بينهما بعد تشكيل الحكومة اليابانية الجديدة.

وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشونج إيوي يونج يتحدث في البيت الأبيض - 8 مارس 2018 - Bloomberg
وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشونج إيوي يونج - 8 مارس 2018 - Bloomberg

وأعلنت وزارة الخارجية اليابانية أن هاياشي وتشونج اتفقا على وجوب تسريع الحوار الدبلوماسي من أجل استعادة علاقات ثنائية "صحية"، عندما تحدثا لفترة وجيزة، السبت، خلال عشاء غير رسمي لوزراء خارجية دول مجموعة السبع.

وأضافت أن تشونج اقترب من هاياشي وبدأ الحديث، مشيرة إلى أن الوزير الياباني "شرح الموقف الثابت" لبلاده بشأن هذه الملفات، فيما علّق تشونج على مطالبة هاياشي بـ"ردّ مناسب" من أجل تسوية الخلافات، استناداً إلى موقف كوريا الجنوبية.

وذكرت الوزارة أن هاياشي وتشونج أكدا أيضاً تعاون البلدين مع الولايات المتحدة، للتعامل مع كوريا الشمالية، التي استأنفت تجاربها الصاروخية.

وأفادت "كيودو" بأن هاياشي لم يجرِ محادثات هاتفية مع تشونج، منذ تولّيه منصبه، الشهر الماضي، في إشارة إلى تفاقم التوتر في العلاقات بين البلدين، بعدما زار مسؤول بارز في الشرطة الكورية الجنوبية أخيراً جزراً تسيطر عليها سيول في بحر اليابان، تُعرف باسم "تاكيشيما" في اليابان و"دوكدو" بكوريا الجنوبية.

تصوّر "صحيح" للتاريخ

وعندما التقى تشونج، وزير الخارجية الياباني السابق، توشيميتسو موتيجي، في مايو الماضي على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في لندن، نقلت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن تشونج قوله إن تسوية الخلافات بين الجانبين ستكون مستحيلة إن لم يكن لدى اليابان تصوّر "صحيح" للتاريخ.

في المقابل طالب موتيجي، سيول بأن تقدّم في أقرب وقت حلاً يكون مقبولاً لطوكيو، بشأن هذه المسائل، بحسب الخارجية اليابانية.

وأشارت وكالة "بلومبرغ" إلى وجود خلافات بين سيول وطوكيو، منذ استعمار اليابان لشبه الجزيرة الكورية (1910-1945)، أضرّت بعلاقاتهما التجارية والأمنية، علماً بأنهما حليفان للولايات المتحدة.

واتهمت سيول طوكيو بأنها لم تُظهر ندماً مناسباً بشأن خلافاتهما التاريخية، كما أيّدت قرارات أصدرتها محاكم كورية جنوبية في السنوات الأخيرة، أمرت بتعويض الكوريين الذي عملوا قسراً في مصانع ومناجم يابانية أثناء الحرب.

وحاول الرئيس الأميركي جو بايدن، إصلاح العلاقات المتوترة بين الجارتين، والتي تُعتبر أساسية لضمان سلاسل التوريد وتوفير الأمن في مواجهة تهديدات استراتيجية من الصين وكوريا الشمالية.

وفي نوفمبر الماضي، عقدت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، مؤتمراً صحافياً بشكل منفرد في واشنطن، بعد اجتماع مع نظيرَيها الياباني والكوري الجنوبي، اللذين قررا الامتناع عن المشاركة في المؤتمر، نتيجة الخلافات بين البلدين.

اقرأ أيضاً: