روسيا تقترب من إسقاط ماريوبِل.. وتمهد لربط القرم بدونباس

قوات موالية لروسيا في مدينة ماريوبل - أوكرانيا - 19 مارس 2022 - REUTERS
قوات موالية لروسيا في مدينة ماريوبل - أوكرانيا - 19 مارس 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

اقتربت القوات الروسية، الأحد، من السيطرة على مدينة ماريوبل، جنوب شرق أوكرانيا، إثر توغلها في عمق المدينة الساحلية، ما يُمكّن روسيا من ربط شبه جزيرة القرم، بالأراضي الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من موسكو في إقليم دونباس.

وسبق أن عزلت القوات الروسية المدينة عن بحر آزوف، كما أدى القتال العنيف في ماريوبل إلى تدمير أحد أكبر مصانع الحديد في أوروبا، بينما ناشدت السلطات المحلية المزيد من المساعدات الغربية للسكان، وفق وكالة "أسوشييتد برس".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، إن حصار ماريوبِل "سيتم تسجيله في التاريخ"، بسبب "جرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية"، مضيفاً في خطاب: "ما فعله المحتلون بمدينة مسالمة، هو إرهاب سيبقى في الذاكرة لقرون مقبلة".

تقدم كبير

وفي حال سقوط ماريوبِل، فإن ذلك سيكون بمثابة تقدم كبير في ساحة المعركة بالنسبة لروسيا، بعد تعثر قواتها لحد كبير خارج المدن الكبرى، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من أكبر غزو بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وفق "أسوشيتد برس".

وقال ضابط شرطة في ماريوبِل مايكل فيرشنين، من وسط شارع مليء بالحطام والركام في مقطع فيديو موجه إلى الزعماء الغربيين: "الأطفال وكبار السن يموتون.. المدينة دُمرت ومُحيت من على وجه الأرض"، ودعا الزعماء الغربيين إلى تقديم المساعدات العسكرية كما وعدوهم بها.

وستكون سيطرة القوات الروسية على ماريوبل بمثابة "تقدم نادر" في مواجهة القوات الأوكرانية، التي أوقفت التقدم السريع لروسيا في المدن الكبرى، وحفزت الغرب على تقديم المساعدة العسكرية، وفق "أسوشيتد برس".

تدمير مصنع للصلب

وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني فاديم دينيسينكو، إن اشتباكات وقعت بين القوات الأوكرانية والروسية في محيط مصنع "آزوفستال" للصلب في ماريوبِل، مضيفاً في تصريحات متلفزة أن "المصنع، الذي يعد أحد أكبر مصانع الحديد في أوروبا، يتم تدميره".

وقالت النائبة ليزيا فاسيلنكو "دُمّر أحد أكبر مصانع الصناعات المعدنية في أوروبا. الخسائر الاقتصادية لأوكرانيا هائلة". ونشرت مقطع فيديو على حسابها على تويتر تظهر فيه أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من مجمع صناعي.

بدوره، صرح المدير العام لشركة "آزوفستال" إنفر تسكيتيشفيلي في رسالة فيديو على تلجرام، بأن شركته اتخذت إجراءات احترازية في المصنع منذ بداية الغزو الروسي لمنع حدوث أضرار في البيئة، موضحاً أن "بطاريات أفران الفحم لم تعد تشكل خطراً على حياة السكان، وأغلقنا أفران الصَّهر بشكل صحيح".

ترحيل السكان

وأعلن مجلس مدينة ماريوبِلْ، ترحيل عدة آلاف من سكان ماريوبل بالقوة إلى الأراضي الروسية خلال الأسبوع الماضي، في حين قال مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، إن "القوات الأوكرانية القريبة من المدينة لا يمكنها تقديم المساعدة، لأنها تكافح حالياً ضد القوة الساحقة للعدو".

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، إن عمليات الإجلاء من ماريوبِلْ والمدن المحاصرة الأخرى استمرت على طول 8 من 10 ممرات إنسانية، وغادر نحو 6623 شخصاً.

وأضافت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر تويتر: "كانت السيطرة على الجو أحد الأهداف الرئيسية لروسيا في الأيام الأولى من الصراع، وقد أدى فشلها المستمر في القيام بذلك، إلى إضعاف تقدم عملياتها بشكل كبير".

هجمات عنيفة

وفي مدينة ميكولايف، يستمر رجال الإنقاذ في رفع الأنقاض في قاعدة عسكرية دمرت في هجوم صاروخي الجمعة. وقال حاكم المنطقة إن "الجنود كانوا نائمين عندما وقع الهجوم".

وأوضح مسؤول عسكري أوكراني لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن الهجوم راح ضحيته نحو 40 جندياً أوكرانياً"، ما يجعلها واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأوكرانية منذ بدء الحرب.

وكشف الجيش الروسي، السبت، أنه استخدم أحدث صواريخه للمرة الأولى في القتال، مشيراً إلى أن مداها يصل إلى 2000 كيلومتر (حوالي 1250 ميلاً) وتطير بسرعة 10 أضعاف سرعة الصوت.

وقال الميجور جنرال إيجور كوناشينكوف، إن صواريخ "كينزال" التي تحملها مقاتلات "ميج 31"، دمرت مستودعاً تحت الأرض يخزن فيه صواريخ وذخائر طيران أوكرانية في المنطقة الغربية من ايفانو-فرانكيبسك.

وأكدت هيئات تابعة للأمم المتحدة مصرع أكثر من 847 مدنياً منذ بدء الحرب، رغم اعترافها بأن العدد الفعلي للوفيات ربما يكون أعلى من ذلك بكثير، مشيرة إلى أن أكثر من 3.3 مليون شخص فروا من أوكرانيا كلاجئين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات