قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، الأربعاء، إن مسألة عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة "تحتاج تكثيف التشاور"، في ظل "غياب توافق" بين الأعضاء، لكنه لم يستبعد حسم هذه المسألة "قبل القمة العربية، أو بعدها".
وأضاف زكي في حديث لـ"الشرق"، أن هناك "مساعٍ من بعض الدول لعودة سوريا إلى مقعدها، منها الجزائر"، منبهاً في الوقت نفسه أن "دولاً أخرى لها رأيها في الموضوع".
وأشار حسام زكي إلى "غياب التوافق في الوقت الحالي"، ما يجعل من الصعب "توقع توقيت محدد لاستعادة العضوية". كما توقع حدوث "قدر كبير من المشاورات خلال الفترة المقبلة بشأن هذا الأمر"، ولم يستبعد التوصل إلى اتفاق "قبل القمة العربية أو بعدها".
وتابع قائلاً: "الجامعة سترحب بقرار عودة سوريا إلى مقعدها إذا أتيح توافق"، وأضاف أن "الفرص والاحتمالات تبقى موجودة وقائمة لكنها تحتاج إلى تكثيف التشاور في ظل ما يحظى به من أهمية لدى الرأي العام".
ووصل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى الجزائر، مساء الاثنين، لترتيب القمة العربية المزمع إجراؤها في الأول والثاني من شهر نوفمبر المقبل في العاصمة الجزائرية.
مشاورات عربية
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في نوفمبر الماضي، إن القمة العربية المقرر أن تستضيفها بلاده "من المفترض أن تشهد مشاركة سوريا".
وأفاد الرئيس الجزائري بأن "القمة العربية المقبلة يجب أن تكون قمة جامعة"، مشيراً إلى أن الجزائر "بلد يجمع ويصلح".
وفي مارس الماضي، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إن مشاورات الجزائر مع الدول العربية تتضمن بحث إمكانية دعوة سوريا للقمة.
كما قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، يناير الماضي، إن بلاده مستمرة في التشاور مع قادة الدول العربية بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أن القاهرة تتطلع إلى أن تتخذ دمشق "الإجراءات التي تسهل عودتها" للجامعة مرة ثانية.
وفي منتصف ديسمبر الماضي، قال المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي، خلال اجتماع لمجلس الأمن أن "السعودية ترحب بعودة سوريا إلى محيطها العربي وحاضنتها المشتركة، الجامعة العربية"، مشدداً على أن "طريق سوريا نحو هذا الهدف مفتوح إذا تمكنت من التخلص من سيطرة الجهات الأجنبية على سوريا، ومقررات الأمور فيها".
"مسألة شكلية"
وفي مطلع يونيو الجاري، وجه الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، نقداً لاذعاً لجامعة الدول العربية، معتبراً أن عودة سوريا إليها "مسألة شكلية".
ومع ذلك، قال إنه سيكون "سعيداً بزيارة أي دولة عربية"، وإن "من الطبيعي ومن البديهي أن أفكر بزيارة الدول العربية، لأنّه بالرغم من كلّ الوضع العربي السيء بلا حدود، علينا أن نخفف الأضرار، وأن نتلافى المزيد من السقوط، فالحوار مع الدول العربية ومع المسؤولين العرب هو شيء أساسي". لكنه قال إن ذلك "لا يتم من دون دعوة".
وقال الأسد إن "العلاقات السورية - العربية خلال الحرب لم تتبدل كثيراً بالمضمون"، لافتاً إلى أن "معظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سوريا، وكانت تقف مع سوريا معنوياً".
وأضاف الرئيس السوري أنه "حتى الدول التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية، حافظت على علاقاتها مع دمشق، وحافظت على العواطف الإيجابية تجاه سوريا من دون أن تكون قادرة على القيام بأيّ شيء". وأكد أن "لا ضغينة مع الدول التي تخلت عن سوريا.. نحن نسعى لعلاقات عربية – عربية".
واعتبر أن "العتب واللوم لا يحقق نتيجة"، مضيفاً: "العتاب لا يغير شيء، الدمار حصل، الخسارة حصلت، الدماء نزفت، فإذاً لنتحدث بشكل إيجابي، هذه هي المنهجية السورية".