التحديات الاقتصادية تختبر صلابة مجموعة السبع أمام روسيا والصين

صورة لقادة مجموعة السبع على حلبة تزلج في جارمش بارتنكيرشن - ألمانيا- 25 يونيو 2022 - REUTERS
صورة لقادة مجموعة السبع على حلبة تزلج في جارمش بارتنكيرشن - ألمانيا- 25 يونيو 2022 - REUTERS
دبي/ قلعة إلمو (ألمانيا) -الشرقوكالات

تستضيف ألمانيا، الأحد، قمة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى، لبحث مواجهة التحديات المتصاعدة في وجه الغرب من ارتفاع التضخم وخطر الركود وأزمة الطاقة، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وتأثير سياسة "صفر كوفيد" الصينية على سلاسل التوريد العالمية.

يتزامن الاجتماع الذي يحضره قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا مع اضطرابات اقتصادية عالمية، ورفع البنوك المركزية أسعار الفائدة بهوامش ربح أكبر مما توقعته الأسواق بهدف كبح التضخم، وتوقعات بتراجع النمو في جميع أنحاء العالم.

وتهدد "المخاطر الاقتصادية" إمكانية الوصول إلى استجابة سياسية مشتركة بين دول مجموعة السبع، فيما رأى كبير الاقتصاديين في بنك "بيرنبرج" ومقره هامبورج بألمانيا أن: "من المستحيل أن نتخيل في قمة مجموعة السبع الأخيرة مواجهة وضع مثل هذا. الأمور سيئة للغاية، ويمكن أن تزداد سوءاً".

وقال  المستشار الألماني أولاف شولتز الذي يستضيف القمة، بعد ستة أشهر من تولي منصبه، إن الهدف الرئيسي للقمة التي تعقد في منتجع "شلوس إلمو" الفاخر في جبال الألب البافارية، هو "إظهار الوحدة".

وأضاف شولتز في حديثه أمام البرلمان الألماني، هذا الأسبوع، أنه "يجب على الديمقراطيات الرائدة إظهار أنها موحدة كما لم يحدث من قبل، ليس فقط في النضال ضد توسعية (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولكن أيضاً في الكفاح ضد الجوع والفقر والأزمات الصحية وتغير المناخ".

وتأتي قمة السبع الكبار بعد يومين من انعقاد مجموعة "بريكس" التي جمعت الصين وروسيا بقادة الاقتصادات الناشئة في الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينج، الخميس، إن الصين وروسيا تسيران وفق الرؤية نفسها وفي الاتجاه ذاته، داعياً إلى التخلي عما وصفه بـ"عقلية الحرب الباردة"، في حين حث الرئيس الروسي أعضاء المجموعة للتعاون في مواجهة "الأفعال الأنانية" للدول الغربية.

"خطة مارشال" لأوكرانيا

وتسعى الدول الصناعية الكبرى إلى إقرار خطة كبرى لدعم الاقتصاد الأوكراني المتأثر بالحرب، إذ يدفع شولتز بشكل ملحوظ من أجل "خطة مارشال" لأوكرانيا، على غرار المخطط الأميركي الذي موّل إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لوكالة "فرانس برس"، إن قمة مجموعة السبع يجب أن تتوصل إلى "مجموعة مقترحات ملموسة لزيادة الضغط على روسيا وإظهار دعمنا الجماعي لأوكرانيا".

وحذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر "سنوات". 

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يخاطب قادة مجموعة السبع عبر الفيديو، الاثنين، فسيطالب مجدداً بإرسال أسلحة ثقيلة إلى بلاده، بعد سيطرة الروس على سيفيرودونيتسك شرق أوكرانيا.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة مجموعة السبع، عشية القمة، إلى عدم "التخلّي عن أوكرانيا"، وحذر من أي "تراخٍ" في دعم كييف، معلناً مساعدات اقتصادية إضافية.

ونفى البيت الأبيض وجود أي تراخٍ غربي في هذا الإطار، وقال منسّق التواصل الاستراتيجي في البيت الأبيض جون كيربي: "لم نشهد تصدّعات وشقوقاً" داخل الحلف الأطلسي.

الصين وروسيا

تواجه دول مجموعة السبع تحديات مرتبطة بالصين وروسيا، إذ ينظر إلى سياسة الصين الخاصة بـ"صفر كوفيد" والتي أثرت على سلاسل التوريد العالمية، وخفض روسيا لتدفقات الغاز إلى أوروبا، باعتبارهما تحدياً كبيراً للمجموعة.

وقال هولجر شميدنج، كبير الاقتصاديين في بنك "بيرنبرج": "ليس زعماء مجموعة السبع هم من تسببوا في هذه المشاكل، إنهما (الرئيس الصيني) شي جين بينج وفلاديمير بوتين".

يريد بايدن أن يظهر لحلفائه أن مقارعة روسيا والتصدي للصين هدفان متكاملان وغير متعارضين، حسبما قال منسّق التواصل الاستراتيجي في البيت الأبيض جون كيربي.

وسيناقش القادة الاضطرابات في الإمدادات الغذائية العالمية بسبب الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وقال شولتز الذي دعا أيضاً إندونيسيا والهند وجنوب إفريقيا والسنغال لحضور القمة، إن من واجب مجموعة السبع "منع حدوث مجاعة كارثية".

وتم التأكيد على التوقعات السيئة عندما اتخذت ألمانيا خطوة أقرب إلى تقنين الغاز، بعد انخفاض حاد في الشحنات الروسية عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1".

وتجري الولايات المتحدة محادثات مع القادة الأوروبيين حول كيفية تخفيف الضغط على أسعار الطاقة. وينصب التركيز على سبل منع قيود مجموعة السبع على النفط الروسي من دفع الأسعار إلى الأعلى، وأيضاً التقليل من مداخيل عائدات تصدير المحروقات إلى روسيا.

وقال باسشال دونوهو، رئيس مجموعة وزراء المالية الأوروبية، إنه سيتعين على صانعي السياسة هذه المرة تحقيق توازن بين دعم الأسر الأكثر تعرّضاً لارتفاع أسعار الطاقة، والحرص على عدم تأجيج التضخم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات