عبر المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو لـ"الشرق"، الأحد، عن تفاؤل الاتحاد بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وذلك في أعقاب الإعلان عن استئنافها خلال أيام.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مساء السبت، أنه ربما تعقد الجولة المقبلة من المحادثات في "دولة خليجية"، مشيرة إلى قطر.
وأضاف ستانو في تصريحاته لـ"الشرق"، "لقد كنا وما زلنا متفائلين، وإلا لما واصلنا جهودنا التنسيقية"، كما اعتبر بوريل، في تغريدة على تويتر، أن النتيجة المهمة لزيارته إلى إيران "أننا أعدنا فتح الطريق المسدود".
وأضاف بوريل، خلال مؤتمر صحافي في طهران مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، السبت أن بدء المحادثات "خلال الأيام المقبلة يعني الأيام المقبلة.. بسرعة، على الفور"، وأتم: "يجب أن تنتهي، لقد مرت ثلاثة أشهر".
ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن وسائل إعلام إيرانية قول بوريل، إن "المحادثات ستكون غير مباشرة، حيث يعمل الاتحاد الأوروبي كوسيط، وستجري في دولة خليجية"، مشيرة إلى أن وكالة "نور نيوز" التي تديرها الدولة الإيرانية رجحت انعقاد المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة.
استمرار أنشطة طهران النووية
من جانبه، قال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن أنشطة بلاده النووية "ستستمر حتى تغيير ممارسات الغرب"، رغم تأكيده في الوقت نفسه على "استمرار السعي نحو اتفاق قوي ومستديم وموثوق".
ووصف شمخاني "عدم التزام الولايات المتحدة، وتقاعس أوروبا في الاتفاق النووي"، بأنه "تجربة مريرة" للشعب الإيراني، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وأضاف شمخاني خلال لقائه مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "إجراءات إيران التعويضية في القطاع النووي هي مجرد رد قانوني وعقلاني على الأحادية الأميركية والسلبية الأوروبية، وستستمر حتى تغيير ممارسات الغرب غير القانونية".
وأعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في مطلع يونيو الجاري، تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة، وبدء ضخ غاز اليورانيوم فيها، مهدداً بمزيد من الإجراءات، كما أغلقت طهران "27 كاميرا" لمراقبة أنشطتها النووية رداً على تبني مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً ينتقد إيران رسمياً لعدم تعاونها.
ومع ذلك، قال شمخاني: "إننا وضمن التزامنا بجميع تعهداتنا في الاتفاق النووي لم نترك طاولة المفاوضات أبداً، ونسعى الآن أيضاً من اجل اتفاق قوي ومستديم وموثوق".
الأمر نفسه، أكده الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، السبت، بقوله إن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير الذي أدان طهران، "لن يؤثر" على سعي بلاده لاستئناف المفاوضات النووية، المتوقفة منذ أكثر من 3 أشهر.
وأوضح رئيسي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أن "أميركا وأوروبا وعلى النقيض من تعهداتهما أصدرتا القرار الذي تبنته واشنطن والترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) بمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران وذلك في خضم المفاوضات" النووية.
واعتبر رئيسي، أن "ما قامت به أميركا وأوروبا في تبني مشروع القرار مستهجناً جداً"، لافتاً إلى أن "المفاوضات النووية ستتم متابعتها من منطلق العزة"، مطالباً الولايات المتحدة الأميركية والأوروبيين بالعودة إلى التزاماتهم.
وبدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل من العام الماضي 2021، مفاوضات "غير مباشرة" مع إيران في فيينا، بمشاركة الدول الموقعة على الاتفاق النووي (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين)، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، لكنّ المحادثات بلغت طريقاً مسدوداً في مارس الماضي، على خلفية مطالبة طهران برفع اسم "الحرس الثوري" من قائمة الإرهاب الأميركية، وهو ما ترفضه واشنطن.
اقرأ أيضاً: