جزر سليمان تتهم أستراليا بمحاولة التأثير في نوابها بشأن الانتخابات

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري خلال لقائهما على هامش منتدى جزر المحيط الهادئ في فيجي - 13 يوليو 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوغافاري خلال لقائهما على هامش منتدى جزر المحيط الهادئ في فيجي - 13 يوليو 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

اتهمت جزر سليمان أستراليا بمحاولة "التأثير" في نوابها، قبل التصويت على تعديل دستوري لتأجيل الانتخابات العامة حتى عام 2024، بعدما عرضت كانبيرا تمويل الاقتراع في الدولة الواقعة بالمحيط الهادئ، كما أفادت "بلومبرغ".

واعتبر مكتب رئيس وزراء جزر سليمان ماناسيه سوجافاري، أن عرض أستراليا "غير مناسب"، مضيفاً أنه لن يردّ عليه حتى التصويت على التعديل الدستوري.

وتابع: "جزر سليمان دولة ذات سيادة ويجب الامتناع عن إكراه برلمانها أو التأثير فيه بشكل غير ملائم، من خلال عروض في توقيت غير مناسب وتمسّ مسألة مطروحة على البرلمان". وأبلغ السفارة الأسترالية في هونيارا برفضه "العلاقات الثنائية عبر وسائل الإعلام".

جاء ذلك بعدما قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، لهيئة الإذاعة الأسترالية الثلاثاء، إن العرض يعكس "التزامنا التاريخي المديد بدعم العمليات الديمقراطية في جزر سليمان".

وأضافت: "قدّمنا ​​عرضاً للمساعدة، والأمر يعود إلى جزر سليمان إذا كانت ستردّ وكيف ترغب في الردّ"، مشيرة إلى نهج "مشترك" للحكومات الأسترالية في هذا الصدد.

وذكّرت وونج بأن أستراليا دعمت أيضاً بابوا غينيا الجديدة في تنظيم انتخابات عامة، مشيرة إلى أنها قدّمت عرضاً مماثلاً لجزر سليمان.

ودعمت كانبيرا الانتخابات الأخيرة التي نظمتها جزر سليمان، في عام 2019، وقدّمت تمويلاً بلغ 5.7 مليون دولار للمكتب الانتخابي في البلاد، من أجل استخدامه في برامج إصلاحية، بحسب وكالة "رويترز".

الانتخابات و"ألعاب المحيط الهادئ"

يشكّل الردّ العنيف لجزر سليمان انتكاسة لجهود أستراليا من أجل تحسين العلاقات بين الجانبين، فيما توسّع الصين نفوذها في منطقة المحيط الهادئ، بحسب "بلومبرغ".

وتشعر أستراليا والولايات المتحدة بقلق متزايد بشأن علاقات جزر سليمان بالصين، بعد توقيعهما اتفاقاً أمنياً في أبريل الماضي، يمكّن السفن الحربية الصينية من الرسوّ في الدولة الجزيرة، التي تبعد 2000 كيلومتر عن الساحل الأسترالي.

سوجافاري كان اعتبر أن "جزر سليمان لا تستطيع تحمّل تنظيم الانتخابات النيابية وألعاب المحيط الهادئ 2023 في الوقت ذاته". ورأى مكتبه، في 10 أغسطس، أن "الخيار المناسب هو تأجيل الانتخابات واستضافة الألعاب".

وطُرح مشروع قانون جديد في أغسطس، يعدّل الدستور من أجل تأجيل حلّ البرلمان حتى نهاية عام 2023، ويعني ذلك تنظيم الانتخابات في عام 2024، بحسب "بلومبرغ".

واعتبر زعيم المعارضة في جزر سليمان، ماثيو ويل، أن عروض التمويل من شركاء دوليين ألغت الحاجة إلى تأجيل الانتخابات.

وقال في إشارة إلى سوجافاري: "إذا كان هذا هو الحال، كل ما يحتاج إليه هو أن يطلب رسمياً من شركاء مانحين، ديمقراطيين نظموا انتخابات، وسيكونون أكثر من سعداء بتمويل الانتخابات" في بلاده.

الزيارات البحرية إلى جزر سليمان

جزر سليمان أعلنت في 29 أغسطس، أنها ستجمّد كل الزيارات البحرية من "الدول الشريكة"، بعدما لم تتلقَ سفينة خفر سواحل أميركية رداً على طلبات بالرسوّ في الدولة الجزيرة. وأبلغ سوجافاري البرلمان الاثنين، أن السفن الأسترالية والنيوزيلندية ستُعفى من الحظر.

وأكدت وونج أن السفن الأسترالية نالت إذناً لاستئناف زياراتها إلى جزر سليمان، إضافة إلى سفن عسكرية من نيوزيلندا وفيجي. وقالت: "نرحّب باستمرار وصول أحد أفراد عائلة المحيط الهادئ، أستراليا في هذه الحالة، إلى مياه جزر سليمان. نحن زوار منتظمون".

وسُئلت هل تشعر بخيبة لعدم حصول الولايات المتحدة على إعفاء، فأجابت أن جزر سليمان أشارت إلى أنها تتخذ قراراتها على أساس كل حالة على حدة.

وتابعت قائلة: "إنهم أمّة ذات سيادة وهذا أمر يخصّهم. ما أودّ قوله هو أن للولايات المتحدة تاريخاً طويلاً من الوجود في المحيط الهادئ، يعود إلى الحرب العالمية الثانية".

ويأتي ذلك قبل زيارة سوجافاري إلى أستراليا. وأعربت وونج عن "ترحيبها بزيارة رئيس وزراء" جزر سليمان، مشيدة بتأكيده أن "أستراليا تبقى الشريك الأمني ​​المفضل" لبلاده.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات