الأسلحة النووية الأميركية في أوروبا.. عددها وأماكن تواجدها

أفراد من القوات الجوية الأميركية يقومون بسحب قنابل نووية أميركية متقادمة من طراز "B-61" من قاعدة إنجرليك التركية وتحميلها على طائرات C-17 – 22 مارس 2019 - fas.org/
أفراد من القوات الجوية الأميركية يقومون بسحب قنابل نووية أميركية متقادمة من طراز "B-61" من قاعدة إنجرليك التركية وتحميلها على طائرات C-17 – 22 مارس 2019 - fas.org/
دبي-محمد سعد

قالت روسيا السبت، إن النشر السريع للأسلحة النووية التكتيكية "B-61" المحدثة الأميركية في قواعد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأوروبا من شأنه أن يخفض "الحد الأدنى للانتشار النووي"، وإن موسكو ستأخذ هذا في الاعتبار بتخطيطها العسكري.

وأثار الغزو الروسي لأوكرانيا مواجهة هي الأخطر بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 عندما اقتربت قوتا الحرب الباردة من حرب نووية.

وذكرت مجلة "بوليتيكو" أن الولايات المتحدة أعلنت خلال اجتماع مغلق لحلف "الناتو" أنها ستسرع نشر نسخة حديثة من "B-61"، وهي "B-61-12"، وأن الأسلحة الجديدة ستصل إلى القواعد الأوروبية في ديسمبر، مبكراً بعدة أشهر عن الموعد المقرر، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو لوكالة الإعلام الروسية: "لا يمكننا تجاهل خطط تحديث الأسلحة النووية، تلك القنابل ذات السقوط الحر في أوروبا".

وتحمل القنبلة "B-61-12" التي يبلغ طولها 3.6 أمتار، رأساً نووية أقل قوة مقارنة بالعديد من الإصدارات السابقة، ولكنها أكثر دقة ويمكن أن تخترق سطح الأرض، وفقاً لبحث أجراه "اتحاد العلماء الأميركيين".

وقال جروشكو: "تعمل الولايات المتحدة على تحديثها، وزيادة دقتها وتقليل قوة شحنتها النووية، أي أنها تحول هذه الأسلحة إلى أسلحة تستخدم في ساحة المعركة، وبالتالي تخفض الحد الأدنى للانتشار النووي".

المخزون العالمي من الأسلحة النووية  - https://fas.org/
المخزون العالمي من الأسلحة النووية، اللون البرتقالي يشير إلى قنابل منشورة، الأزرق احتياطي نووي، واللون الرمادي يشير إلى القنابل المحالة للتقاعد - https://fas.org/

 

الأسلحة النووية الأميركية بالخارج

لا تفصح الولايات المتحدة أو حلف "الناتو" عن العدد الدقيق للأسلحة النووية المنتشرة في أوروبا، لكن التقديرات بشأن القنابل النووية المنشورة استراتيجياً خارج الأراضي الأميركية تتراوح بين 100 قنبلة على أقل تقدير و200 في أقصى تقدير.

وتنشر واشنطن هذا العدد من القنابل النووية في خمس دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، هي: ألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وهولندا، وتركيا.

وتملك الولايات المتحدة نحو 5 آلاف و428 قنبلة نووية بالإجمال، 1644 منها نشطة أي أنها منشورة على رؤوس صواريخ أو مقاتلات أو في قواعد عسكرية.

ويقدر "اتحاد العلماء الأميركيين FAS" أن 100 قنبلة نووية أميركية منتشرة في مواقع استراتيجية في أوروبا.

و1964 قنبلة منها غير منشورة، وتشكل احتياطي القنابل النووية الأميركية، أما الـ1720 قنبلة الباقية فهي قنابل تمت إحالتها للتقاعد.

مواقع تقريبية للأسلحة النووية الأميركية (باللون الأزرق) داخل وخارج الأراضي الأميركية، والأسلحة النووية الروسية (باللون الأحمر - https://theconversation.com/

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن خبراء تقديرهم أن الولايات المتحدة تخزن نحو 100 قنبلة تكتيكية نووية جاهزة للتحميل على متن مقاتلات وإلقائها من قبل واشنطن وحلفائها على أهداف العدو.

ويمكن لنسخة من تلك القنابل أن تحدث 11 ضعف تأثير القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما اليابانية، في نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأورد موقع "ذا كونفيرزيشن"، أنه فيما لا تؤكد الولايات المتحدة أو تنفي مواقع تلك القنابل، إلا أنه عددها في أوروبا يقدر بنحو 200 قنبلة تقريباً.

لماذا أرسلت واشنطن القنابل لأوروبا؟

وفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" فإن الولايات المتحدة أرسلت القنبلة "B-61" إلى أوروبا لردع روسيا وطمأنة دول الحلف.

وأرسلت واشنطن القنابل إلى أوروبا في منتصف خمسينات القرن الماضي، حين صرح الرئيس الأميركي وقتها دوايت أيزنهاور، بتخزينها في قواعد عسكرية بدول الناتو بالقارة، لاستخدامها ضد الاتحاد السوفيتي، وبقيت القنابل في تلك الدول لهذه الأسباب.

وفي وقت الحرب فإن مقاتلات الحلفاء ستقلع من تلك المواقع متجهة إلى أهدافها لإلقاء تلك القنابل.

إضافة إلى ألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، وبلجيكا، وتركيا التي تستضيف قنابل نووية أميركية، فإن 7 دول أخرى تشارك عبر برنامج "SNOWCAT" في تقديم الدعم للمهام النووية عبر توفير الدعم الجوي التقليدي، وهي: التشيك، والدنمارك واليونان والمجر، والنرويج، وبولندا، ورومانيا.

سيناريو لم يعد مستبعداً

في تقرير نشرته خلال مارس الماضي عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، أشارت "واشنطن بوست" إلى أن سيناريو تفجير واستعمال إحدى تلك القنابل "مستبعد"، إلا أنه "ربما لم يعد مستبعداً بنفس القدر كما كان منذ شهر مضى".

وقالت إنه فيما أعاد غزو أوكرانيا مخاوف من سيناريوهات حرب عالمية ثالثة، فإن قنابل "B-61" تبقى نظام الأسلحة النووية الأميركي الوحيد في أوروبا، الذي يمثل ضمانة للناتو في وقت يثير فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مخاوف نووية.

وقال فرانكلين ميلر، كبير مدير السياسية الدفاعية والحد من التسلح بإدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دابليو بوش، إن القيمة السياسية لتلك الأسلحة كبيرة، وإن حكومات دول الناتو تنظر إليها باعتبارها "التزام سياسي ضخم، ظاهر، ومادي، وملموس، لعامل الردع الأميركي".

كيف تخزن القنابل ومن يملك تفعيلها؟

وفقاً لـ"مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي" ومقره واشنطن، فإن تلك القنابل النووية مخزنة تحت حراسة القوات الجوية الأميركية في 6 قواعد في الدول الأوروبية الخمس، وهي جاهزة للتحميل على متن مقاتلات كل دولة.

وفي 2021 أشارت تقديرات إلى أن القواعد العسكرية هي كلاين بروجل ببلجيكا، وقاعدة بوشيل الجوية في ألمانيا، وأفيانو وجيدي الجويتين في إيطاليا، وقاعدة فولكل الجوية في هولندا، وإنجرليك في تركيا.

وهذه القنابل ليست مسلحة أو محملة على متن مقاتلات، ولكنها مخزنة تحت الأرض، وتبقى أكواد تفعيلها في أياد أميركية.

ولاستخدام تلك القنابل يجب تحميلها على مقاتلات معينة يملكها حلف الناتو.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات